نهاية عصر مصممي الأزياء النجوم.. الدور العالمية تبتعد عن الأضواء

time reading iconدقائق القراءة - 5
نشطاء في حقوق الحيوان يسيرون أمام محل لدار لوي فيتون أثناء تظاهرة ضد استخدام الشركة جلد الثعابين لصناعة حقائب يد ومحافظ رجالية – كوالالمبور – 23 نوفمبر 2022 - AFP
نشطاء في حقوق الحيوان يسيرون أمام محل لدار لوي فيتون أثناء تظاهرة ضد استخدام الشركة جلد الثعابين لصناعة حقائب يد ومحافظ رجالية – كوالالمبور – 23 نوفمبر 2022 - AFP
باريس-أ ف ب

ولّى عصر مصممي الأزياء "النجوم" على غرار جون جاليانو وكارل لاجرفيلد. فرغم أن دور الأزياء الفاخرة العملاقة لا تزال تضمّ إلى صفوفها شخصيات مميزة سعياً إلى إعادة التموضع في السوق، إلا أن الابتعاد عن الأضواء والعمل بصمت لا يزال هو "الموضة".

وباتت الاستوديوهات هي التي تصمم مجموعات "Louis Vuitton" للرجال، بعد عام على وفاة المصمم الأميركي من أصول إفريقية فيرجيل أبلوه، الذي بث رياح أزياء الشارع والراب وثقافة دوري كرة السلة الأميركي في الدار الفرنسية العريقة التابعة لمجموعة "LVMH".

وسيبقى الأمر على النحو نفسه حتى إشعار آخر لدى "Gucci" التابعة لمجموعة "Kering" المنافسة، بعد ترك أليساندرو ميكيليه منصبه نهاية نوفمبر.

ففي 7 سنوات، ارتقى المصمم بالدار الإيطالية إلى قمة القطاع، لكنه تنحى بسبب ما وصفه بـ"وجهتي نظر مختلفتين"، بعدما أخفق في إنعاش مبيعات الدار التي انخفضت بالمقارنة مع "Vuitton" و"HERMES".

وإذا كان سبب غياب مصمم "فيتون" مختلفاً عن سبب رحيل نظيره في "جوتشي"، فإن ما تلاهما كشف عن ظاهرة تتمثل في أن قطاع الأزياء يشهد راهناً "العصر الذهبي للابتعاد عن الأضواء"، وفقا لحديث أرنو كادار، مدير محفظة لدى شركة إدارة الأصول "فلورموا فيري"، لوكالة "فرانس برس".

مصممين غير مشهورين

ورأى مؤلف كتاب "الفخامة والمجال الرقمي" (Luxe et digital) إريك بريون أن المصمم فقد الهالة التي كان يحاط بها، معتبراً أن المثال الأكثر تعبيراً عن ذلك هو دار "فويتون" التي "تعمل بشكل جيد جداً" من دون مدير فني.

ورأت جولي الغوزي من شركة "كالتز" الاستشارية إن "هوية الماركة لم تعد تتمثل في المصمم، بل أصبح المصممون مترجمين لهوية العلامة التجارية".

وشدد أرنو كادار، على أن "دور الأزياء التي حققت أفضل النتائج في الأعوام الأخيرة هي تلك التي يكون فيها المدير الفني بعيداً من الأضواء"، على غرار "إرميس" و"شانيل" و"ديور" و"فويتون".

وأضاف: "حاولوا أن تتذكروا أسماء مصممي إرميس، ناديج فاني سيبولسكي، للتشكيلات النسائية وفيرونيك نيشانيان للرجالية". ما هي نسبة زبائن إرميس الذين يعرفون اسميهما؟ ليسا من النوع الذي يظهر باستمرار" في وسائل الإعلام.

وفي "شانيل"، يستحيل إيجاد بديل عن كارل لاجرفيلد الذي توفي عام 2019، يتمتع بنجوميته العالمية نفسها. وأشار إريك بريون إلى أن "المصمم الذي كان يده اليمنى، يتولى تأمين استمرارية العمل، لكنه ليس في الواجهة".  

 حقائب المرأة العادية    

وفي المقابل، فإن المدير الفني لدار "بالنسياجا" (مجموعة "كيرينج") الجورجي ديمنا الذي صنفته مجلة "تايم" من بين الشخصيات المئة الأكثر تأثيراً في العالم، بات في مرمى النيران بعد حملة إعلانية للمجموعة تضمنت صوراً لأطفال بجانب إكسسوارات لها أبعاد جنسية.

ولم تكن ردود الفعل متفقة في شأن عرض الأزياء قبل الأخير لإحدى تشكيلات ديمنا في مارس، إذ أراده المصمم تحية لأوكرانيا، فجعله متمحوراً على "لاجئين". وفيما استحسن البعض الرسالة العاطفية، شعر آخرون بالإهانة من طريقة عرض "أكياس قمامة" ثم بيع الواحد منها بأكثر من 1500 يورو.

وفي أكتوبر، افتتح مغني الراب كانييه ويست عرض أزيائه في الوحل، قبل أسابيع قليلة من قطع "بالنسياجا" كل العلاقات معه بعد تصريحات صنّفت بأنها "معادية للسامية".

ولاحظ أرنو كادار، أن هذا الأمر "يثير ضجة سلبية"، مضيفاً "من الصعب أن نتخيل أن هذا لا يكسر زخم العلامة التجارية التي كانت منطلقة بقوة كبيرة".

وشكلت قضية جون جاليانو الذي استغنت عنه "ديور" عام 2011 بعد مقطع فيديو أطلق فيه إهانات معادية للسامية تحت تأثير المخدرات، بداية النهاية للمصممين النجوم.

مدير بلا انقسام

وقال الأستاذ في معهد الموضة الفرنسي بنجامان سيمينوير، إن دور الأزياء باتت تبحث عن "مديرين فنيين توافقيين" لا يثيرون الانقسام.

وأضاف: "هذا يحمل مخاطرة أخرى وهي أن الناس يشعرون بالملل. من المفترض أن تكون الموضة ممتعة، وأن تثير الأسئلة".

وقال أرنو كادار إن "الأسواق ترغب في أن تبيع جوتشي حقائب يد سوداء للعالم كله، لا تلك الزهرية المغطاة بالزخرفات، بحيث لا تجرؤ المرأة العادية على ارتدائها في المدينة".

أما بنجامان سيمينوير، فرأى أن الاكتفاء بالتصاميم غير المرتبطة بموضة زمن معين يضرّ بـ"جوتشي"، إذ أن الدار قائمة على مخالفة ما هو تقليدي. وقال: "ثمة حاجة إلى شكل من أشكال الإغواء الباروكي، إلى القليل من الجنون".

اقرأ أيضاً: