الأمير هاري: قتلت 25 مقاتلاً من "طالبان".. والحركة: كانوا أبرياء

time reading iconدقائق القراءة - 7
الأمير هاري قبل إقلاع طائرة هليكوبتر من طراز "أباتشي" خلال مهمة جنوب أفغانستان- 12 ديسمبر 2012 - REUTERS
الأمير هاري قبل إقلاع طائرة هليكوبتر من طراز "أباتشي" خلال مهمة جنوب أفغانستان- 12 ديسمبر 2012 - REUTERS
دبي-الشرق

قال دوق ساسكس الأمير هاري إنه قتل 25 شخصاً من مقاتلي حركة "طالبان" خلال مهمّتين قام بهما في أفغانستان، فيما ردت الحركة بالقول إن هؤلاء "كانوا أبرياء".

وقال هاري، في مذكراته بعنوان "سبير" (الاحتياطي)، إنه كان ينظر لضحاياه باعتبارهم "قطع شطرنج"، لافتاً إلى أنه لم يشعر بالفخر أو الخجل من قتلهم، وأضاف الأمير، الذي كان يقود طائرات هليكوبتر من طراز "أباتشي" في العاصمة الأفغانية كابول، أنه شارك في 6 مهام أسفرت عن "إزهاق العديد من الأرواح" هناك.

وأضاف: "بدا لي أنه من الضروري ألا أخاف من عدد الأشخاص الذين قتلتهم، ولذا فإن عددي هو 25، لكنه ليس الرقم الذي يُرضيني، كما أنه لا يحرجني في نفس الوقت، إذ لا يمكنك قتل الناس إذا نظرت إليهم باعتبارهم أشخاصاً، ولذلك اعتبرت مقاتلي طالبان مثل قطع الشطرنج التي أقوم بإزالتها من على اللوح، فقد تم القضاء على أشخاص أشرار".

ورداً على هذا، كتب القيادي البارز في طالبان أنس حقاني، على "تويتر" قائلاً: "السيد هاري! الذين قتلتهم لم يكونوا قطع شطرنج، لقد كانوا بشراً".

وأردف: "الحقيقة هي كما تقدّمت بها، فشعبنا البريء كان قطع شطرنج في نظر جنودكم وعسكركم وقادتكم السياسيين. لكن يبقى أنكم هزمتم في تلك اللعبة".

"العودة بضمير سليم"

ومضى الأمير البريطاني في مذكراته: "لقد جعلت هدفي، منذ اليوم الأول، ألا أخلد إلى الفراش أبداً مع أي شك فيما إذا كنت قد فعلت الشيء الصحيح، وحول ما إذا كنت قد أطلقت النار على أعضاء طالبان فقط، دون وجود مدنيين في الجوار، فصحيح أنني كنت أرغب في العودة إلى بريطانيا بكامل أطرافي، ولكني كنت أرغب بشكل أكبر في العودة بضمير سليم".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأفغانية عبد القهار بلخي، إن تصريحات هاري "مثال صغير للصدمة التي واجهها الأفغان على يد القوات التي قتلت أبرياء من دون حساب".

ووجّه أيضا الناطق باسم الحكومة الأفغانية بلال كريمي النقد إلى الأمير هاري على تصريحاته.
وكتب في تغريدة: "هذه الجرائم ليست حكراً على هاري، بل إن كلّ بلد محتلّ لديه تاريخ حافل بهكذا جرائم في بلدنا". وتابع: "لن ينسى الأفغان يوماً جرائم المحتلّين، وهم سيبقون دوماً شعلة حماية دينهم وبلدهم حيّة".

وخدم هاري 10 سنوات في صفوف الجيش البريطاني ورُقّي إلى رتبة كابتن.

وأدّى مهمّتين في أفغانستان ضدّ حركة طالبان، الأولى كموجّه للطائرات قبل ضرباتها الجوية في 2007 و2008 والثانية كقائد مروحية هجومية في 2012 و2013.

وأتاحت الكاميرات المنصوبة على مقدّمة مروحية أباتشي التي قادها، تقييم الوضع،  وتحديد عدد الأشخاص الذين قتلهم.

وبرّر أفعاله باستذكار هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة، وذكريات من لقاءات مع عائلات ضحايا. وكتب في مذكّراته أن هؤلاء المسؤولين ومؤيّديهم "أعداء للبشرية" وقتالهم بمثابة الثأر لجريمة ضدّ الإنسانية.

نقد لاذع في بريطانيا

ولقيت تصريحات هاري نقداً لاذعاً في بريطانيا، إذ أن بن ماكبين، وهو مقاتل سابق فقد ذراعاً ورجلاً خلال تأدية مهامه في صفوف البحرية الملكية في أفغانستان في 2008، وكان الأمير هاري وصفه بـ"البطل الحقيقي"، ندد بتعليقات الأمير.

وكتب في تغريدة: "أحبك أيها الأمير هاري، لكن ينبغي لك التزام الصمت! يجعلك هذا الأمر تتساءل عن أيّ أشخاص يمضي وقته معهم".

أما الكولونيل تيم كولينز، الذي اشتهر بخطاب حماسي ألقاه أمام جنوده استعداداً للحرب في العراق، فرأى أن الكتاب "ضرب مأسوي لدرّ الأرباح".

وقال في تصريحات صحافية: "انقلب هاري الآن على عائلته الثانية وهي الجيش الذي احتضنه في فترة من الفترات، بعدما تخلّى عن العائلة التي ولد في كنفها".

وعقّب على تصريح هاري بأنه قتل 25 شخصاً قائلاً: "ليس هذا نمط السلوك في الجيش، ونحن لا نفكّر بهذه الطريقة".

واتّهمت تينا براون، الصحافية المتخصصة في شؤون العائلة الملكية، الأمير هاري بـ"التباهي" بإنجازاته في أفغانستان.

وقالت في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية: "الأمر منفّر بدرجة كبيرة. ولا أظن أن أحداً سيكنّ له الإعجاب على فعلته هذه".

وهذه ليست المرّة الأولى التي يثير فيها هاري الجدل بشأن مهامه في أفغانستان. ففي عام 2013  شبّه قتل المتمرّدين بممارسة ألعاب فيديو، ما دفع حركة "طالبان" إلى التشكيك في صحته النفسية.

تعاطي الكوكايين

واعترف هاري، في الكتاب، أيضاً بتعاطي الكوكايين عندما كان تلميذاً في مدرسة "إيتون"، لأنه أراد "الشعور بالاختلاف"، مشيراً إلى أنه شعر بالخجل بعدما تمت الإشارة إليه علانية باعتباره "الابن المدمن على المخدرات"، بعد مواجهته من قبل والده بشأن تدخين الحشيش وشرب الخمر بكثرة.

ويرفض قصر باكنجهام وقصر كنسينجتون (مقر أمير ويلز)، التعليق على ما تم الكشف عنه في مذكرات الأمير هاري، ولكن مثل هذا الهجوم المستمر على العائلة سيؤدي إلى توسيع الفجوة بين الجانبين، مما يوفر القليل من الأمل في المصالحة التي يدعي الأمير هاري أنه يتوق إليها، بحسب صحيفة "ذا تايمز".

ومن المقرر أن يتم طرح مذكرات الأمير هاري للبيع في 10 يناير الجاري، لكنها طُرحت بالفعل في مدريد، باللغة الإسبانية.

ويأتي عنوان الكتاب المنتظر "الاحتياطي" من اقتباس كثيراً ما جرى تداوله في الدوائر الأرستقراطية البريطانية، عن الحاجة لوريث للعرش وبديل احتياطي له.

وللمرة الأولى، يكشف الدوق أيضاً عن وجود خلافات بين زوجته ميجان وأميرة ويلز كيت (زوجة الأمير وليام)، حيث أطلق العديد من الانتقادات لزوجة أخيه، مدعياً أنها طلبت اعتذاراً من ميجان بعد أن قالت إن لديها "عقل طفل".

وتعيش العائلة الملكية في بريطانيا حالياً فترة انتقالية، بعد اعتلاء تشارلز الثالث العرش عقب وفاة إليزابيث الثانية في 8 سبتمبر الماضي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات