الفاتيكان يفتح تحقيقاً في اختفاء غامض لفتاة قبل 40 عاماً

time reading iconدقائق القراءة - 4
مظاهرة تطالب بالكشف عن مصير الفتاة المفقودة إيمانويلا أورلاندي في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. 27 مايو 2012 - AFP
مظاهرة تطالب بالكشف عن مصير الفتاة المفقودة إيمانويلا أورلاندي في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. 27 مايو 2012 - AFP
الفاتيكان-أ ف ب

أعلن الفاتيكان فتح تحقيق في اختفاء مراهقة كانت تعيش في الفاتيكان قبل أربعة عقود، في قضية تُوصف بأنها من الأكثر غموضاً في تاريخ الفاتيكان شكّلت موضوع فيلم وثائقي على منصة نتفليكس.

واختفت إيمانويلا أورلاندي، وهي ابنة رجل كان يعمل في الفاتيكان، في سن الخامسة عشرة بعد حصة موسيقى في وسط روما في 22 يونيو 1983. ومنذ ذلك الحين، طُرحت فرضيات كثيرة في القضية من دون إثبات أي منها مطلقاً. 

وأثارت القضية اهتماماً كبيراً لدى الإيطاليين، مع نظريات مؤامرة تحدثت عن ضلوع جهات كثيرة، بينها أجهزة الاستخبارات والمافيا والسلطات الفاتيكانية العليا والماسونية.

لكن أسئلة كثيرة لا تزال بلا إجابات، مثل: من خطف الفتاة؟ ولماذا؟ ما مصيرها؟ ماذا يعرف الفاتيكان عن هذا الملف الساخن؟

وأكدت عشيقة سابقة لإنريكو دي بيديس، وهو "زعيم" في المافيا يُشتبه في انتمائه إلى محفل ماسوني وإلى جهات مرتبطة بتمويل الفاتيكان، أنه اختطف الفتاة وصب الباطون (الخرسانة) على جثتها.

وذهب القضاء الإيطالي عام 2012 إلى حد فتح قبر دي بيديس، وهو أحد قادة جماعة إجرامية في روما تُدعى "لا باندا ديلا ماليانا"، لكن تحليلات الحمض النووي لم تظهر شيئاً.

وبحسب بعض الفرضيات، اختطفت هذه المجموعة الإجرامية الفتاة لاسترداد قرض من الرئيس السابق لبنك الفاتيكان، الأسقف الأميركي بول مارسينكوس.

وهذه القضية التي شهدت الكثير من التقلبات والمنعطفات، كانت موضوع مسلسل وثائقي طرحته شبكة نتفليكس نهاية العام الماضي، بعنوان "فتاة من الفاتيكان: اختفاء إيمانويلا أورلاندي"، يزعم فيه شقيق إيمانويلا، بيترو، أن البابا فرنسيس قال له "إنها في الجنة"، ما يعني، وفق الأسرة، أن الفاتيكان يعرف ما حدث للفتاة.

كما يعرض الفيلم الوثائقي الذي تؤكد فيه الشهادات فرضية الاختطاف، شهادة صديقة للمراهقة تؤكد أن إيمانويلا أسرّت لها بأنها "انزعجت" من مضايقات جنسية تعرضت لها من أحد المقربين من البابا يوحنا بولس الثاني في حدائق الفاتيكان، قبل أيام قليلة من اختفائها.

"تواطؤ؟" 

في عام 2019، بناءً على طلب أفراد أسرة الفتاة بعد رسالة غامضة تلقتها محاميتهم، أجاز الفاتيكان فتح مدفنين لأميرتين توفيتا في القرن التاسع عشر في موقع يُعرف بالمقبرة التوتونية في روما، لكنهما لم يكونا يحويان أي عظام. كما فحص خبراء بقايا عُثر عليها في اثنين من مواقع دفن العظام في الفاتيكان، لكن دون جدوى.

وترغب محامية العائلة، لورا سجرو، حالياً في معرفة نية القضاء الفاتيكاني.

وقالت: "لا نعرف ما الذي سيفعله الفاتيكان. في الساعات القليلة المقبلة، سأطلب لقاء مع المدعي العام الفاتيكاني لفهم الموضوع. حتى الآن، لم يفعل الفاتيكان شيئاً".

ورغم مرور أربعة عقود على القضية، لا تزال عائلة إيمانويلا تطلب كشف الحقيقة وتندد بصمت الفاتيكان.

وكتب شقيقها بيترو أورلاندي عبر فيسبوك: "لا لزوم لتحقيق طويل لأنهم يعرفون الحقيقة، لذا المطلوب كشفها".

كما نشر صورة تجمع البابوات يوحنا بولس الثاني وبنديكتوس السادس عشر وفرنسيس، مع عبارة "الصمت جعلهم متواطئين".

وتشير إحدى الفرضيات الكثيرة في هذه القضية إلى أن الفتاة اختُطفت للدفع باتجاه الإفراج عن محمد علي أقجة، التركي الذي حاول اغتيال يوحنا بولس الثاني في عام 1981.

وفي رسالة مفتوحة عام 2019، أكد علي أقجة الذي أُطلق سراحه عام 2010، أن إيمانويلا أورلاندي لا تزال حيّة، وأن من الضروري البحث عن أثر لها في محفوظات وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات