قال ماريو سينتينو المسؤول في البنك المركزي الأوروبي خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس إن اقتصاد منطقة اليورو حقق أداءً أفضل من المتوقع في الربع الأخير من 2022، وأنهى العام بنمو إيجابي.
وأضاف "أعتقد أيضاً أن الاقتصاد يفاجئنا ربعاً تلو الآخر، الربع الرابع من 2022 في أوروبا سيكون إيجابياً على الأرجح".
وتابع "ربما نُفاجأ أيضاً في النصف الأول من هذا العام".
وتوقع البنك المركزي الأوروبي نمواً سلبياً في الربع الأخير من العام الماضي وأول ربعين من العام الجاري قبل العودة للتعافي.
لذلك فإن نتيجة إيجابية في الشهور الأخيرة من 2022 ستعني أن التكتل ربما يكون تفادى الركود الذي يتحدد بتسجيل نمو سلبي لربعين متعاقبين.
انحسار التضخم
في غضون ذلك، عزز الانخفاض الكبير في أسعار الغاز الطبيعي الناتج عن طقس الشتاء الدافئ، توقعات انحسار أزمة التضخم في منطقة اليورو بشكل أسرع من المتوقع، بحسب "بلومبرغ".
وبعد عام تجاوزت فيه أسعار المستهلك التوقعات بشكل مستمر عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، تبدأ الكتلة الأوروبية عام 2023 مع احتمال انعكاس هذه الديناميكية وتوقعات اقتصادية متفائلة على المدى القريب.
حتى إن معدل التضخم الرئيسي يمكن أن يصل إلى هدف 2% للبنك المركزي الأوروبي في الربع الرابع، بدلاً من 2025 التي توقعها البنك قبل شهر واحد فقط، بحسب يورغ أنجيل، محلل اقتصادي أول في شركة "بانتليون" (Bantleon) بزيورخ.
وقال أنجيل لـ"بلومبرغ"، إنه إذا ظلت أسعار الغاز كما هي، "فيمكن أن يتراجع التضخم بشكل كبير". وقد يعدل البنك المركزي الأوروبي توقعاته المقبلة إلى مستويات أقل، بعدما سجلت تنبؤاته لشهر ديسمبر مستوى أعلى بكثير من مستويات السوق الحالية.
ولفت أنجيل إل أن البنك المركزي الأوروبي خالف التوقعات مجدداً، لكن المستوى هذه المرة جاء أفضل من المتوقع.
ويشعر الاقتصاديون بتفاؤل أكبر نتيجة وضع الطاقة الأكثر ملاءمة. وخفض مصرفا "جولدمان ساكس" و"بنك أوف أميركا" الأسبوع الماضي توقعاتهما بشأن إمكانية معاناة منطقة اليورو من ركود الشتاء، قائلين إن انخفاض أسعار الغاز ربما يُسرع من تراجع التضخم.
وعززت البيانات التي صدرت في ألمانيا، يوم الجمعة الماضي، مثل هذه الآراء، إذ أظهرت أن الاقتصاد الألماني ربما تجنب الانكماش في الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2022.
شكوك رغم التفاؤل
غير أن المشكلة تكمن في استمرار ارتفاع مستوى انعدام اليقين بشأن مسار أسعار الغاز، حتى وسط التفاؤل بأن أسوأ أزمة طاقة في أوروبا انتهت بالفعل.
وزال الكثير من الضغط الذي نتج عن غزو روسيا لجارتها قبل عام تقريباً بفضل درجات الحرارة المعتدلة والإمدادات المتنوعة والجهود المبذولة لخفض الاستهلاك. كما تعد مخزونات الغاز أعلى بكثير من متوسط الأعوام الخمسة الماضية، وجرى تداول الأسعار مؤخراً دون مستويات ما قبل الحرب.
وقال وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، خلال الشهر الجاري إن خطر الانهيار الاقتصادي الكامل جرى تجنبه على ما يبدو. تمثل التوقعات الأكثر تفاؤلاً تحولاً كاملاً تقريباً عما كانت الحال عليه قبل بضعة أشهر فقط، عندما كان يُخشى من معاناة المنطقة لإبقاء الأضواء مضاءة خلال الأشهر الأكثر برودة.
مع ذلك، لا يزال هناك وقت طويل حتى ينتهي الشتاء، وهناك أيضاً مخاطر من حدوث نوبات برد قارسة، أو اضطرابات جديدة في الإمدادات. علماً بأنه من المتوقع هبوب موجة برد في المنطقة خلال الأيام المقبلة.
وثمة مخاوف أيضاً من مواجهة أوروبا عاماً أكثر صعوبة في المستقبل وسط معاناتها لإعادة بناء مخزونات الغاز التي كانت توفرها روسيا سابقاً، فيما يمكن أن يرتفع الطلب على الغاز الطبيعي المسال نتيجة الإلغاء المفاجئ لقيود "صفر كوفيد" في الصين.
اقرأ أيضاً: