![جاك ما مؤسس مجموعة "علي بابا" في قمة "التكنولوجيا من أجل الخير" في باريس- 15 مايو 2019 - REUTERS](https://assets-news.asharq.com/images/articles/416x312/4-3/76806e2d-d089-4eee-b9e6-e33710047443.jpg)
عاد رجل الأعمال الصيني البارز ومؤسس مجموعة "علي بابا" و"آنت جروب" إلى الصين، بعدما اختفى عن الأنظار منذ عام 2020 وظل في "منفى اختياري" في الخارج، على خلفية انتقاده لحملة "الإجراءات القمعية" التي نفذتها السلطات الصينية ضد شركاته.
وذكرت صحيفة "ساوث شاينا مورنينج بوست"، المملوكة لمجموعة "علي بابا"، أن جاك ما عاد مؤخراً إلى الصين للمرة الأولى بعد أكثر من عام قضاه في الخارج.
ولفتت الصحيفة إلى أن جاك ما زار الاثنين، مدرسة خاصة أسسها في مدينة هانغتشو، جنوب شرقي شنغهاي، وهي المدينة التي تتخذها منها "علي بابا" مقراً لها.
وقالت الصحيفة إن جاك ما، زار هونج كونج قبل عوته إلى الصين، إذ التقى هناك بعض أصدقائه.
وبينما قالت "ساوث شاينا مورنينج بوست" إن جاك ما أمضى العام الماضي في السفر بين دول مختلفة في الخارج لاكتشاف القنيات الجديدة في مجال الفلاحة والتكنولوجيا، فإن وكالة "بلومبرغ" وصفت ابتعاده عن الصين بـ"المنفى الاختياري" بعد خلافاته مع السلطات الصينية.
ويأتي الإعلان عن عودة جاك ما إلى الصين بالتزامن مع صدور تقرير على "بلومبرغ" الاثنين يفيد بأن السلطات الصينية قامت بمحاولات من أجل إقناع جاك ما، بالعودة إلى الصين ودعم جهود الحكومة المتعلقة بالقطاع الخاص، بحسب ما أكد مصدر مطلع عن القضية للوكالة.
وقال المصدر إن جاك ما رفض دعوات السلطات الصينية، مفضلاً البقاء في الخارج والتركيز على أبحاثه في الفلاحة والتكنولوجيا.
ماذا حدث لجاك ما؟
كان الشريك المؤسس لـ"علي بابا جروب هولدينجز"، والتي تفرعت عنها "آنت"، أحد أبرز رجال الأعمال في الصين. ثم اختفى عن الأنظار إلى حد كبير في 2020، بعدما تسبَّبت كلمة ألقاها في 24 أكتوبر 2019 في متاعب كثيرة له مع السلطات الصينية.
وانتقد جاك ما في كلمته منظومة الصين التنظيمية، مما أدى إلى وقف الطرح العام الأولي لـ"آنت جروب" التابعة له بقيمة 37 مليار دولار، قبل أيام فقط من الإدراج العام لشركة التكنولوجيا المالية العملاقة.
وشدَّدت الجهات التنظيمية منذ ذلك الحين، التدقيق فيما يتعلَّق بمكافحة الاحتكار على قطاع التكنولوجيا بالبلاد، في حين تلقت "علي بابا" الكثير من هذا الضغط، إذ فتحت الجهة التنظيمية المعنية بالأسواق تحقيقاً رسمياً مرتبطاً بمكافحة الاحتكار بشأن "علي بابا" في ديسمبر 2020.
وبعدما كان أغنى رجل في الصين، تلقت ثروته الشخصية ضربة كبيرة خلال موجات البيع لشركات التكنولوجيا. رغم ذلك، قُدرت ثروة الرجل البالغ من العمر 58 عاماً، بنحو 34 مليار دولار في أوائل 2023، بحسب مؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات.
واختفى ما بعد ذلك عن أنظار العامة لنحو ثلاثة أشهر، رغم أنَّه من غير المعروف عنه الحرص على الابتعاد عن الأضواء، ما أثار الكثير من التكهُّنات بشأن مكان وجوده.
في إحدى العلامات على مدى قلق المستثمرين بشأن مصير رجل الأعمال في مايو 2022، خسرت أسهم علي بابا لفترة وجيزة 26 مليار دولار بعد تقرير إعلامي رسمي يفيد بأن السلطات فرضت قيوداً على شخص لقبه "ما".
وفي يوليو 2022، ذكرت وكالة بلومبرغ أن جاك ما كان يقوم بجولة لمدة أسابيع في أوروبا. وقالت الوكالة في ذلك الوقت أن هذا يضيف إلى الدلائل على أن الحكومة الصينية بدأت تخفيف الضغط على الرجل الذي كان يوصف يوماً بأنه أحد أمراء البلاد. وبعد ذلك، بدأ جاك ما بالظهور بشكل دوري خارج الصين، بما في ذلك أوروبا وآسيا.
نهاية حملة القمع
وفي يناير الماضي، وافق المنظمون الصينيون على خطة شركة الملياردير جاك ما "آنت جروب" لزيادة رأسمالها بجمع 10.5 مليار يوان (1.5 مليار دولار) لوحدة التمويل الاستهلاكي، ما يشير نهاية حملة القمع على الشركة، بحسب "بلومبرغ".
وقالت الوكالة إن الموافقة مثلت إشارة أخرى على أن بكين تخفف موقفها من شركات قطاع الإنترنت العملاق، والذي يعد محركاً تقليدياً كبيراً للنمو بثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وتنحّى جاك ما (56 عاماً) عن رئاسة "علي بابا" في عام 2019، لكنه جزء من "شراكة علي بابا"، وهي مجموعة تضمّ 36 عضواً، تتمتع بالحق في ترشيح غالبية أعضاء مجلس إدارتها. كما أنه أحد أبرز المساهمين فيها.
وفي مطلع مارس الجاري، أعلن رئيس الوزراء الصيني الجديد لي تشيانج نيته دعم نمو القطاع الخاص، ضمن مساعي حكومته لتهدئة مخاوف الشركات الخاصة بعد الإجراءات الصارمة التنظيمية في قطاع التكنولوجيا وضد شركات التعليم التي تهدف للربح التي أخافت المستثمرين.
وبحسب وكالة "بلومبرغ"، فإن الحكومة الصينية ترى في الملياردير جاك ما، فرصتها الأفضل لإصلاح العلاقات مع القطاع الخاص، إذ تحاول إقناعه بالعودة إلى الصين ودعم خططها المتعلقة بالقطاع الخاص.
وقالت وكالة "بلومبرغ" إن جاك ما أخبر المدراء التنفيذيين في "علي بابا" بعدم الاهتمام بشأن ما إذا كان سيعود إلى الصين، مشدداً على أنه ملتزم بدعم نجاحهم حتى وإن قرر البقاء في الخارج.
وأشارت الوكالة إلى أن تردد جاك ما في العودة إلى الصين بالرغم من إشارات السلطات إلى نيتها إنهاء حملة القمع ضد شركاته، أصبح بمثابة "رمز لانعدام الثقة" بين رجال الأعمال والمسثمرين في السلطات الصينية.
اقرأ أيضاً: