فتحت الصين "جبهة جديدة" في معركة سوق أشباه الموصلات مع الولايات المتحدة، ببدء إجراء مراجعة للأمن السيبراني على واردات شركة "ميكرون تكنولوجي"، أكبر شركة مُصنعة لرقائق الذاكرة في الولايات المتحدة، تحسباً لوجود مخاطر أمنية بها، وسط مخاوف من تصاعد التوتر التجاري مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.
ونقلت "بلومبرغ" عن إدارة الفضاء السيبراني الصينية، قولها في بيان، الجمعة، إنها تجري المراجعة "لحماية أمن البنية التحتية للمعلومات، ومنع مخاطر أمن الشبكات، وحماية الأمن القومي".
وأضافت أن "الخطوة تستهدف حماية أمن سلسلة التوريد للبنية التحتية الحيوية للمعلومات ومنع المخاطر الخفية".
وانخفضت أسهم "ميكرون"، التي تمثل مبيعاتها في الصين 11% من إجمالي مبيعات الشركة، بنسبة 5.1% لتصل إلى 59.90 دولار في بورصة نيويورك، وفقاً لـ"بلومبرغ".
ولم ترد "ميكرون" على الفور على طلب الوكالة للتعليق على الأمر.
وحذرت "بلومبرغ" من أن تؤدي هذه الخطوة إلى زيادة تصعيد التوتر التجاري بين إدارة بايدن وبكين، لافتة إلى أن الولايات المتحدة أدرجت بالفعل شركات تكنولوجيا صينية على "القوائم السوداء"، وسعت إلى وقف تدفق المعالجات المتطورة إلى بكين، وحظرت مواطنيها من تقديم مساعدات محددة لقطاع الرقائق في الصين.
ودعت الولايات المتحدة الدول الأخرى إلى الانضمام إليها في جهودها.
وقالت اليابان في وقت سابق، الجمعة، إنها ستشدد قيودها على صادرات 23 نوعاً من تقنيات صناعة الرقائق المتطورة.
ونقلت "بلومبرغ" عن الباحث في برنامج الاقتصاد في "مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية الأميركي"، جيرارد ديبيبو، قوله إن التحقيق في منتجات "ميكرون" ربما يهدف إلى "الضغط" على الولايات المتحدة، وحلفائها للتعامل بحذر مع قيود التصدير.
وأضاف ديبيبو: "من المرجح أن بكين تشعر بقلق مشروع بشأن الاعتماد على الرقائق التي تصنعها الشركة أو أي تكنولوجيا أميركية"، متوقعاً أن تتخذ الصين مزيداً من الإجراءات.
ونقلت "رويترز" عن ماثيو برايسون، المحلل في "ويدبوش سيكيوريتيز" قوله، إن "الإجراءات العقابية ضد شركة (ميكرون) ربما تشير إلى تحول أوسع في السياسة الصينية مع البائعين الأميركيين الآخرين المعرضين لاحتمالات أن تتخذ الصين إجراءات مماثلة ضدهم".
وتدرج الولايات المتحدة أكثر من 600 شركة صينية على قائمة الشركات التي تمنعها من شراء التكنولوجيا من الشركات الأميركية، ما لم تحصل على تراخيص تصدير خاصة من وزارة التجارة الأميركية، منها "يانجتسي ميموري تكنولوجيز" المنافسة لـ"ميكرون" خشية استخدامها لإنتاج رقائق لتطبيقات مثل الذكاء الاصطناعي الذي يمكن أن يستخدمه الجيش الصيني، بحسب "رويترز".
ورجحت "بلومبرغ" أن التحقيق الصيني ربما يهدد انتعاش شركة "ميكرون" وغيرها من الشركات المُصنعة لرقائق الذاكرة بعد الفترة العصيبة التي مرت بها، لا سيما بعد انخفاض حاد في الطلب الاستهلاكي العام الماضي، دفع عملاء "ميكرون" إلى تقليل طلبات الشراء.
وأدى ضعف طلب المستهلكين إلى اضطراب سوق رقائق الذاكرة التي تهيمن عليها شركة "سامسونج" الكورية الجنوبية.
اقرأ أيضاً: