منشأ كورونا يثير سجالاً بين الصين و"الصحة العالمية" واتهامات بالتسييس

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس في مؤتمر صحافي بجنيف- 14 ديسمبر 2022 - REUTERS
رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس في مؤتمر صحافي بجنيف- 14 ديسمبر 2022 - REUTERS
دبي- الشرق

حضت الصين السبت، مسؤولي منظمة الصحة العالمية على ألا يتم استخدامهم كـ"أدوات سياسية"، وذلك بعد اتهامات جديدة بأن بكين ربما "حجبت البيانات المبكرة الرئيسية حول فيروس كورونا"، وهو أمر فعال لفهم أصل الفيروس، وفق "بلومبرغ".

وقال شين هونجبينج، مدير المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، في مؤتمر صحافي في بكين، السبت، إن الصين شاركت جميع المواد التي جمعتها حول أصل فيروس كورونا، عندما أجرت بحثاً مشتركاً مع خبراء منظمة الصحة العالمية في عام 2020 وأوائل عام 2021 و"لم تحجب بيانات عن أي حالات أو عينات أو نتائج اختبار".

وأضاف أن التصريحات الأخيرة لبعض مسؤولي منظمة الصحة العالمية التي رفضت جهود البعثة المشتركة كانت "إهانة فجة للعلماء في جميع أنحاء العالم ممن شاركوا في أعمال تتبع المنشأ الأولي (للفيروس)".

وقال شين: "نحض بعض الأشخاص في منظمة الصحة العالمية على العودة إلى موقف العلم والتزام الحياد، بدلاً من أن يصبحوا أداة لتسييس أصل فيروس كورونا من قبل دولة ما، سواءً طواعية أو قسرية". 

واكتشف الفيروس لأول مرة في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر 2019، إذ اشتبه الكثيرون في أنه انتشر في سوق للحيوانات الحية، قبل أن ينتشر في جميع أنحاء العالم ويودي بحياة ما يقرب من سبعة ملايين شخص.

وقام علماء صينيون بتحميل بيانات الأيام الأولى لجائحة فيروس كورونا على نحو موجز، إلى قاعدة بيانات دولية الشهر الماضي.

وتضمنت التسلسلات الجينية الموجودة في أكثر من 1000 عينة بيئية وحيوانية، تم أخذها في يناير 2020 في سوق هوانان للمأكولات البحرية في ووهان، موقع أول انتشار معروف لفيروس كورونا.

"نقص لا يغتفر"

وتأتي تصريحات شين بعد أيام من قول المديرة الفنية لمنظمة الصحة العالمية ماريا دي فان كيركوف، في مقال افتتاحي بشأن أصل "فيروس كورونا" إن مشاركة بعض العينات الفيروسية من سوق للمواد الغذائية في ووهان بعد ثلاث سنوات من جمعها "يرقى إلى قصور لا يغتفر" في الكشف عن المعلومات.

وقالت إن البعثة المشتركة بين منظمة الصحة العالمية، والصين في وقت مبكر من الجائحة تعرضت لانتقادات شديدة بسبب عدم الوصول إلى البيانات الأولية عن الحالات المبكرة في الصين، والتي "لم يتم تقديمها بعد".

والشهر الماضي، اكتشفت مجموعة من العلماء الدوليين أن بيانات العينات التي تم جمعها قبل ثلاث سنوات في سوق ووهان، تم رفعها من قبل باحثين صينيين في وقت سابق من هذا العام إلى قاعدة البيانات الجينومية العالمية (GISAID).

وأظهر تحليلهم المستقل أدلة على وجود الفيروس إلى جانب مادة وراثية لدى عدة حيوانات، بما في ذلك حيوان الراكون، ما يجعلها أقوى البيانات حتى الآن تدعم النظرية القائلة بأن الفيروس "يمكن أن يكون قد انتقل من الحيوانات إلى البشر في السوق".

وقال الباحثون الصينيون، بقيادة المدير السابق لمركز السيطرة على الأمراض الصيني جورج جاو فو، في دراستهم للعينات بأن العينات "لم تكن كافية لإثبات أن تفشي فيروس كورونا بدأ هناك نتيجة لانتقال الفيروس من الحيوانات إلى البشر". 

لا أدلة كافية

وكرر المسؤولون الصينيون في مؤتمر صحافي، السبت، هذا الاستنتاج، قائلين إنه لا توجد أدلة كافية لاستنتاج أن الفيروس نشأ من الراكون وامتد إلى البشر في سوق ووهان.

ودعا تشو لي، الباحث من مركز السيطرة على الأمراض الصيني، إلى توسيع جهود تتبع أصل كوفيد لتشمل دولاً أخرى، حيث فشلت دراسات متعددة، بما في ذلك اختبارات الدم الذي جرى التبرع به قبل ديسمبر 2019، وتتبع سلاسل توريد تجارة الحيوانات، واختبار الخفافيش في الصين، في العثور على أي آثار لفيروس كورونا.

وحض المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس الجمعة، الصين على مشاركة معلوماتها حول منشأ جائحة كورونا، مشيراً إلى أنه لحين حدوث ذلك تظل جميع الفرضيات مطروحة على الطاولة، بعد أكثر من ثلاث سنوات من ظهور الفيروس لأول مرة.

وقال تيدروس رداً على سؤال حول منشأ الفيروس: "من دون الوصول الكامل إلى المعلومات التي تمتلكها الصين، لا يمكنك قول هذا أو ذاك".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات