الطريق إلى أوروبا عبر جويانا.. خيار آمن وأقل كلفة للمهاجرين

time reading iconدقائق القراءة - 5
أشخاص ينزلون من قارب على رصيف الميناء في جورج تاون، جويانا. 23 سبتمبر 2022 - AFP
أشخاص ينزلون من قارب على رصيف الميناء في جورج تاون، جويانا. 23 سبتمبر 2022 - AFP
كايان (فرنسا)-أ ف ب

قرّر عبد الله أن يأخذ طريقاً مختلفاً للوصول خلسة إلى فرنسا، إذ يحاول على غرار مئات الصحراويين والسوريين والأفغان منذ بداية العام المرور عبر جويانا، الطريق الأطول ولكن الأكثر أماناً من عبور المتوسط.

جويانا الفرنسية، المنطقة الواقعة شمال البرازيل والتي تعتبر منفذ الوصول الى الاتحاد الأوروبي للمهاجرين من منطقة الكاريبي وأميركا الجنوبية، باتت اليوم مقصداً لطالبي لجوء من أصول أكثر تنوّعا.

وعبدالله الشاب الصحراوي، الذي مكث بمخيم في كايان ولم يرغب في كشف اسمه الكامل على غرار سائر المهاجرين الآخرين الذين وافقوا على التحدّث، غادر في مايو 2022 مراكش المغربية ومرّ عبر قطر قبل بلوغ تركيا.

وبسبب الخوف، عدل لاحقاً عن الوصول إلى فرنسا سيراً على الأقدام عبر البلقان واكتشف على يوتيوب شبكة للهجرة من جويانا، وأوضح أنّ هذا الطريق أطول لكنه "اقل خطورة".

وتوجه عبد الله إلى مركز الهجرة في ساو باولو بالبرازيل بتأشيرة سياحية.

ثم وصل إلى جويانا وكايان، وهي المحطة الإلزامية لتقديم طلب لجوء في المركز الوحيد لإدارة المنطقة. ثم يتم قبول الطلب تلقائياً لدراسته بموجب الاتفاقيات التي صادقت عليها فرنسا.

ويقول غالي (23 عاماً)، الذي غادر مع شقيقه الأصغر خالد من العيون، كبرى مدن الصحراء الغربية، إنّ "كثيرين يتوجهون بقوارب مطاطية من بلادنا إلى إسبانيا ولا يصلون أبداً إلى وجهتهم" لأن ما ينتظرهم "هو إما الموت او السجن".

وانطلق غالي من الدار البيضاء ومر عبر أسبوع في إسطنبول وساو باولو ثم شمال البرازيل في سيارة أجرة مشتركة، وبعد "عشر ساعات" وصل إلى حدود جويانا.

ويشرح قائلاً: "المرور عبر جويانا أقل كلفة"، 4000 يورو مقابل 6000 يورو للذهاب إلى إيطاليا.

شروط الاستقبال في جويانا

اليوم يشعر غالي بخيبة أمل من شروط الاستقبال لأنّ إدارة المنطقة تستضيف فقط الفئات الأكثر ضعفاً (العائلات والأطفال والمسنّين).

يتلقى الرجال غير المتزوجين بدلاً شهرياً قدره 250 يورو لايجاد سكن، وهي مهمة شبه مستحيلة في جويانا حيث المعيشة باهظة الثمن.

بانتظار ردّ من المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين والبدون، يعيش غالي في مركز استقبال موقت سابق في كايان تحوّل إلى مخيّم للاجئين، ويقيم فيه 80 صحراوياً وعدد من السوريين والفنزويليين.

ويقول هربي الصحراوي البالغ من العمر 30 عاماً: "كنا نعلم أن الأمور ستكون صعبة لكنّ الوضع هنا سيّء للغاية".

ويضيف: "لا يمكن لجويانا استقبالنا، نتفهّم ذلك، لكن ما نريده هو الوصول إلى فرنسا حيث لمعظمنا أقارب. لا نريد البقاء هنا".

في مطلع أبريل عندما انضم نحو 50 شخصاً ينطقون بالعربية إلى اللاجئين الذين يعيشون في شوارع كايان، انتقدت رئيسة البلدية ساندرا تروشيمارا تقصير السلطات المختصة في شؤون الهجرة.

وفي غياب "حلّ إنساني فوري"، طالبت المسؤولة "بإغلاق الحدود كي لا تكون كايان وحيدة في مواجهة تدفق المهاجرين".

أوضاع الهجرة والمهاجرين

من جهتها تسلط الدولة الضوء على الوسائل التي تنشرها. مركزان جديدان من المقرر افتتاحهما في نوفمبر سيرفع القدرة الاستيعابية إلى 1200 مقارنة بـ 727 العام الماضي.

وينعكس هذا الارتفاع في الميزانية التي تخصصها إدارة المنطقة لرعاية طالبي اللجوء والتي زادت من 1,8 مليون يورو في عام 2019 إلى 7,9 مليون في عام 2022.

وبحسب إدارة المنطقة، لم يزد عدد طالبي اللجوء في السنوات الأخيرة ويبقى عند 2800 سنوياً، لكنّ "نموذج الهجرة تطوّر بالكامل"، وفقاً للمسؤول في ادارة جويانا تييري كيفيليك.

وشكّل السوريون 20,6% من طالبي اللجوء في جويانا في عام 2021 و30,2% في عام 2022 أي ما يعادل عدد الهايتيين.

ويسعى المهاجرون، الذين يصلون من أفغانستان وسوريا والصحراء الغربية والذين يفتقرون إلى الدعم المجتمعي في جويانا، للحصول على المزيد من الدولة في ما يتعلق بالسكن والمواكبة.

ومنذ يناير "تقدّم 324 صحراوياً و239 سورياً و87 أفغانياً بطلبات لجوء"، بحسب المسؤول الإداري، مع وجود أمل كبير في قبولها إذ تتراوح نسبة الردود الإيجابية من 76% للصحراويين إلى 90% للسوريين وحتى 100% للأفغان.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات