تشهد المملكة المتحدة استعدادات لتتويج الملك تشارلز الثالث، في السادس من مايو بلندن، في مراسم دينية، تتميز بحضور "الابن المشاغب" الأمير هاري.
ومع اقتراب الحدث الأول من نوعه منذ سبعين عاماً، تجري التدريبات الأولى لهذا الحدث، كما انتشرت أكواب الخزف التذكارية باللون الأزرق "الذكوري" في محلات البيع، واختير طبق رسمي هو تورتة السبانخ والفول والطرخون.
وسيبدأ هذا النهار التاريخي بـ"موكب الملك"، الذي سيتوجّه إلى ويستمنستر من قصر باكنجهام، في عربة ستسير حوالى كيلومترين.
وبعد ثمانية أشهر على اعتلائه العرش بعد وفاة والدته إليزابيث الثانية عن 96 عاماً، حان وقت التكريس العلني لتشارلز رئيس دولة المملكة المتحدة، ومعها 14 مملكة أخرى، من كندا إلى أستراليا مروراً بجزر البهاماس.
وشهد قسم التتويج، المكتوب منذ عام 1688، تغييرات على مرّ القرون. على سبيل المثال، أقسمت إليزابيث الثانية على أن تحكم "وفقاً لقوانينها" شعب المملكة المتحدة والدول الـ14 الأخرى التابعة للتاج، والدفاع عن الديانة الأنجليكانية التي يرأسها الملك.
وسيصبح تشارلز الثالث الملك البريطاني الأربعين الذي يتوج في كنيسة ويستمنستر منذ وليام الفاتح في 1066.
وسيتم تتويج الملكة كاميلا (75 عاماً) خلال هذا الحدث، وهي التي كانت في علاقة مع الملك تشارلز، خلال فترة زواجه بالأميرة ديانا.
وأراد تشارلز الثالث إقامة حفل حديث اختصرت مدته إلى ساعة واحدة، ويقتصر الحضور على ألفي ضيف (ثلاث ساعات وثمانية آلاف شخص لإليزابيث الثانية). لكن الحدث لا يزال راسخاً في قرون من التقاليد.
وسيؤدي رئيس كنيسة إنجلترا تشارلز اليمين، ويستفيد من مباركة كبير أساقفة كانتربري. كما سيحصل على العباءة الملكية، والجرم السماوي (كرة ذهبية يعلوها صليب)، وصولجان وتاج القديس إدوارد، الذي سيوضع على رأسه.
وبعد ذلك سيعود الزوجان الملكيان يرافقهما أربعة آلاف جندي، بعربة من القرن الثامن عشر إلى قصر باكنجهام، حيث ستستقبل العائلة الملكية الحشد من شرفتها الشهيرة.
وسيطلق هذا الحدث عطلة نهاية أسبوع من الاحتفالات، مع حفلات في الأحياء وحفل موسيقي في قلعة وندسور، الأحد، وعطلة عامة، الاثنين، دعي البريطانيون خلالها إلى العمل التطوعي.
لكن الأجواء بعيدة عن تلك الاحتفالات التي شهدتها بريطانيا عند تتويج الملكة الشابة إليزابيث الثانية في عام 1953، والذي شكل تجديداً في مملكة كانت تعاني من آثار الحرب العالمية الثانية.
وتفيد استطلاعات للرأي أجراها معهد "يوجوف"، بأن نحو ثلثي البريطانيين (64%) غير مهتمين وغالبية منهم (51%)، تعتقد أن الدولة يجب ألا تدفع نفقات الحفل.
ورفض نجوم بريطانيون، من إلتون جون إلى أديل وإد شيران، المشاركة في الحفل الموسيقي، لذلك يهيمن على الملصق الأميركيان ليونيل ريتشي وكاتي بيري، ومغني الأوبرا الإيطالي أندريا بوتشيلي.
ومنذ اعتلائه العرش، بدا تشارلز نشيطاً جداً، مبتعداً عن تحفظ والدته الثابت، ليخوض في قضايا مثل البيئة أو الحرب في أوكرانيا.
لكن في رحلاته، واجه في كثير من الأحيان عدداً من المتظاهرين المناهضين للنظام الملكي، وهو أمر لم يكن من الممكن تصوره في عهد إليزابيث الثانية، ووجد نفسه مستهدفاً مراراً وتكراراً برشق البيض.
ودعت حركة "جمهورية" البريطانيي،ن إلى ارتداء قمصان كتب عليها "ليس ملكي" بمناسبة التتويج.
هاري يخطف الأضواء
وركز العدد الأكبر من وسائل الإعلام في الأسابيع الأخيرة على الأمير هاري وزوجته ميجان، اللذين انفصلا عن العائلة المالكة منذ مغادرته إلى كاليفورنيا في عام 2020.
وفي منتصف أبريل، رفع القصر سقف الإثارة بإعلانه أن الابن الأصغر للملك ضد النظام الملكي.
وسيحضر هاري، وعمه الأمير أندرو، الذي طالته فضيحة جنسية كمتفرّجين فقط، ولكن من دون زوجته الممثلة الأميركية أو طفليهما أرشي (الذي سيحتفل بعيد ميلاده الرابع يوم التتويج)، وليليبت البالغة من العمر عامين تقريباً.
وتوقع وسائل الإعلام البريطانية حضوراً خاطفاً لهاري، لكن الاهتمام عليه سيكون كبيراً.
اقرأ أيضاً: