"الصحة العالمية" تحذّر من "خطر بيولوجي هائل" في السودان

time reading iconدقائق القراءة - 5
أحد الباحثين يعمل على تجارب في المعمل القومي للصحة العامة بالخرطوم. 31 ديسمبر 2020 - REUTERS
أحد الباحثين يعمل على تجارب في المعمل القومي للصحة العامة بالخرطوم. 31 ديسمبر 2020 - REUTERS
جنيف-أ ف ب

حذّرت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، من "خطر بيولوجي" مرتفع في السودان بعد سيطرة مقاتلين على مختبر في الخرطوم تخزن فيه "عينات مسببة لأمراض شديدة العدوى".

وقال ممثل المنظمة الأممية بالسودان نعمة سعيد عابد في اتصال عبر تقنية الفيديو خلال مؤتمر صحافي في جنيف: "تلقيت اتصالاً هاتفياً من رئيس المختبر المركزي للصحة العامة، بات يحتله أحد الطرفين المتقاتلين".

ولم يحدد ما إذا كان الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان أو قوات "الدعم السريع" التابعة لمحمد حمدان دقلو "حميدتي" اللذين أبرما هدنة استمرت 72 ساعة برعاية الولايات المتحدة، الثلاثاء، هي الجهة التي دخلت المختبر.

وقال عابد: "لقد أخرجوا كل التقنيين من المختبر الذي بات حالياً بالكامل تحت سيطرة مجموعة من المقاتلين الذين يتخذونه كقاعدة عسكرية".

وحذّر من أن الوضع "خطر للغاية" لأن هذا المرفق يحتوي على عينات مسبّبة لأمراض الحصبة والكوليرا وشلل الأطفال، ما يشكل "خطراً بيولوجياً هائلاً".

والكوليرا مرض يسبب إسهالاً حاداً قد يكون قاتلاً في غضون ساعات في حال عدم تلقي العلاج. والحصبة مرض فيروسي شديد العدوى، تماماً مثل شلل الأطفال الذي يصيب بشكل خاص الأطفال دون سن الخامسة.

"مخاطر كيماوية"

وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنها وثقت 14 اعتداءً على قطاع الصحة منذ بدء المعارك في 15 أبريل الجاري، ما أدّى إلى سقوط 8 أشخاص وإصابة شخصين بجروح.

وأضافت أن مخزون أكياس الدم في البلاد ينفد، وغياب المولدات يشكل مخاطر بيولوجية كبيرة إضافة إلى "مخاطر كيماوية".

ولفتت المنظمة العالمية إلى أن المعارك أدّت إلى سقوط 459 شخصاً وإصابة 4072 بجروح، موضحة أن هذه الحصيلة مستقاة من وزارة الصحة السودانية، ولم تتمكن المنظمة الأممية من التحقق منها.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن أكثر 270 ألف شخص قد يفرون من السودان إلى تشاد وجنوب السودان.

نزوح واسع

وذكرت ممثلة المفوضية في تشاد، لاورا لو كاسترو، أن 20 ألف لاجئ وصلوا إلى هذا البلد، ويتوقع أن يتبعهم 100 ألف آخرين "في أسوأ الحالات".

أما "في جنوب السودان، السيناريو الأكثر ترجيحاً هو عودة 125 ألف لاجئ من جنوب السودان، ومن المتوقع أيضاً عودة 45 ألف لاجئ"، بحسب ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في هذا البلد ماري إيلين فيرني عبر دائرة الفيديو أيضاً.

وسجلت المفوضية حتى الآن وصول ما يقارب 4 آلاف من سكان جنوب السودان من السودان، بشكل رئيسي عبر معبر الرنك الحدودي في ولاية أعالي النيل.

وهناك أكثر من 800 ألف لاجئ من جنوب السودان في السودان، ربعهم في الخرطوم وبالتالي يتأثرون بشكل مباشر بالمعارك، وفقاً للوكالة الأممية.

وأكد المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "اوتشا" في جنيف ينس لايركه، أن العاملين في المجال الإنساني ما زالوا "قلقين للغاية بشأن الآثار الإنسانية للقتال الذي اندلع قبل 10 أيام في السودان"، مشيراً إلى أن السكان "على حافة الهاوية". وزاد: "بالأمس وردتنا تقارير جديدة عن نهب الإمدادات والمخازن الإنسانية".

تمنع الاشتباكات منظمات الإغاثة، الناشطة بقوة في البلاد، من القيام بعملها. وقال لايركه إن 5 من عمال الإغاثة قتلوا حتى الآن، موضحاً: "نحن بصدد إنشاء مركز في بورتسودان سيقود منه فريق من موظفي الأمم المتحدة العمليات الإنسانية في البلاد".

وكان نحو 15,8 مليون شخص أي حوالي ثلث سكان السودان، بحاجة إلى مساعدات إنسانية قبل اندلاع القتال.

وقال مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر لمنطقة إفريقيا باتريك يوسف: "نحن الآن بحاجة إلى تنسيق إنساني"، داعياً الأسرة الدولية إلى عدم الحرص فقط على إجلاء الرعايا من السودان، بل مواصلة ممارسة الضغوط لمساعدة البلاد على إيجاد "حل دائم" للأزمة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات