
أظهرت دراسة حديثة أجراها "المركز الوطني للسكري" في الأردن، أن 45 % من الأردنيين مصابين بداء السكري من النوعين الأول والثاني والسكري الكامن، فيما بلغت نسبة السمنة 80 %، ما يفتح الباب أمام زيادة في أعداد مرضى السكري.
وقالت النائب الطبي في المركز الوطني للسكري والغدد الصماء والوراثة دانا حياصات، إن النوع الأول من السكري هو عبارة عن "التهاب مناعي مزمن، تهاجم فيه أجسام مضادة البنكرياس وتحطمه"، ويُعرف لدى الأطباء بسكري الأطفال، مضيفة أن علاجه الوحيد هو "حقن الأنسولين مدى الحياة".
وأضافت: "عندما يكون نصف الشعب مصاباً بالسكري والسكري الكامن، فذلك معناه أننا من أعلى النسب على المستوى العربي وحتى العالمي في الإصابة بالسكري، وهو من أكثر الأمراض انتشاراً في المجتمع الأردني".
وأوضحت حياصات أن النوع الثاني من السكري هو الأكثر شيوعاً بين الأردنيين، إذ ينتمي له 95 % من مرضى السكري ويصاب به عادة كبار السن أو الذين يعانون السمنة.
ولفتت إلى أن ثلثي مرضى السكري يصابون بارتفاع في ضغط الدم بمرور الوقت، وهم الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والشرايين، مؤكدة أن السكري هو "السبب الأول في العمى وأمراض الفشل الكلوي عالمياً".
وبحسب المركز الوطني للسكري، فإن 20 % من الأردنيين مصابون بالنوعين الأول والثاني من السكري، إذ بلغ عدد مرضى عيادة السكري في المركز العام الماضي 142 ألف مريض، بينما لم يتجاوز العدد 5600 مريض عام 2005، ما يدق "ناقوس الخطر" وفقاً لأخصائيين.
السكري الكامن
ووفقاً للمركز الوطني، فإن السكري الكامن هو مرحلة ملاحظة الخلل في قراءات السكري قبل تناول الطعام وبعده، ويعاني منه 25 % من الأردنيين، إذ يبدأ عندما يقاوم الجسم الأنسولين بسبب عوامل أبرزها السمنة.
ومع الوقت قد يحدث فشل في إفراز البنكرياس للأنسولين ويدخل المريض رسمياً في تصنيف النوع الثاني من السكري.
وفي هذا الصدد، قال محمود (37 عاماً) إنه بعد سنوات من الاعتماد على الوجبات السريعة المشبعة بالدهون، بدأ يكتسب المزيد من الوزن حتى وصل إلى 110 كيلوجرامات، ليشعر بعدها بضيق في التنفس عند أي مجهود بدني، فضلاً عن حاجته المتواصلة للسكر.
وأضاف: "شعرت بالخوف عندما رصدت بجهاز أحد أقاربي ارتفاعاً في قراءة مستويات السكر لدي"، ليبدأ بعدها في مراقبة مستويات السكر بشكل يومي، وأظهر ذلك دخوله مرحلة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
وأردف: "لم أفكر يوماً بممارسة الرياضة بسبب عدم حبي لها، بقيت على هذا الحال لأشهر، لكن بعد أن رزقني الله بطفلتي الأولى تغير كل شيء".
وفقد محمود الكثير من الوزن، وانخفضت مستويات السكر والدهون في دمه إلى النسبة الطبيعية، ويقول إنه لم يشعر بأنه في حال أفضل مما هو عليه الآن.
"ثقافة بلا تطبيق"
بدورها، قالت مدربة التأهيل الرياضي المختصة بالإصابات والأمراض، هبة زكارنة، إن الثقافة الرياضية موجودة لدى الأردنيين، فالكل يتحدث عن أهميتها لكن دون تطبيق.
وأضافت: "عندما يشعر الشخص بأن وضعه الصحي دخل مرحلة الخطر، يقرر حينها ممارسة الرياضة والانتباه لنظامه الغذائي".
وأكدت زكارنة أن الرياضة من أهم أجزاء خطة علاج مرضى السكري بعد النظام الغذائي، إذ تعمل على خفض مستويات السكر العالية في الدم وتصل بالمريض إلى الوزن المثالي، ما يبعده عن السمنة، السبب الأول وراء مرض السكري.
وأشارت إلى أن مريض السكري من النوع الثاني أو الكامن يبدأ بعد 3 أشهر تقريباً في رؤية تحسن في قراءات السكري في الدم، ويستغنى البعض عن الأدوية نهائياً بعد فترة، لكن ذلك يعتمد على مدى التزامهم بنظام صحي غذائي وممارسة الرياضة بشكل منتظم.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن التقديرات تشير إلى أن داء السكري ومرض الكلى الناجم عنه تسببا في عام 2019 في وفاة نحو مليوني شخص حول العالم، مؤكدة أن انتشار السكري في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل يزداد بوتيرة أسرع مما هي عليه في البلدان مرتفعة الدخل.