الجبير: السعودية خصصت موارد ضخمة لاستضافة "إكسبو 2030"

time reading iconدقائق القراءة - 8
وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية ومبعوث شؤون المناخ عادل الجبير في مقابة مع Arab News
وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية ومبعوث شؤون المناخ عادل الجبير في مقابة مع Arab News
دبي- الشرق

قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية ومبعوث شؤون المناخ عادل الجبير، إن خطط المملكة لاستضافة معرض "إكسبو 2030" تتضمن تحويله إلى "معرض دائم" في السعودية حتى يتمكن الناس "بعد مرور سنوات طويلة من الاستمتاع به والتعلم منه".

وأضاف الجبير خلال مقابلة مع موقع "عرب نيوز"، أن المملكة خصصت موارد ضخمة بهدف إقامة معرض يصبح "جزءاً من المشهد الثقافي للرياض".

وتابع: "نريد أن نعطي كل بلد جناحه الخاص، لكيلا يكون معرضاً مشتركاً"، وأن يتمكن القائمون على المعرض من إطلاع الزائرين على خصائص كل بلد.

وتابع: "لا شك لدي في أن العالم سيندهش بما ستتمكن السعودية من تحقيقه، إذا ما تشرفت بالحصول على عدد كاف من الأصوات، لتستضيف هذا الحدث المهم في الرياض عام 2030".

دعم ولي العهد

ورأى الجبير أن السعودية "في موقع جيد" بخصوص عملية التصويت التي ستجري في نوفمبر المقبل، مشيراً إلى أنها "ستكون في موقع أفضل، نظراً لتواجد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هنا في باريس، ليتحدث إلى المندوبين ويشرف على افتتاح عرض المملكة لاستضافة إكسبو 2030".

وشارك ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الاثنين، في حفل استقبال المملكة الرسمي لترشح الرياض لاستضافة إكسبو 2030  الذي أقامته الهيئة الملكية لمدينة الرياض لمندوبي 179 دولة من أعضاء المكتب الدولي للمعارض - المنظمة المسؤولة عن معرض إكسبو الدولي، في العاصمة الفرنسية باريس.

وأضاف الجبير: "كل ما تكلمنا عنه من حيث المناخ والخطة المناخية يديره ولي العهد".

وواصل الجبير: "إذا ما نظرنا إلى الخطة الأوسع للسعودية والمتمثلة في رؤية 2030، وتمكين المرأة والشباب وتوفير مجالات جديدة للاستثمار، سواءً في قطاعات التعدين أو السياحة أو الطاقة المتجددة أو الذكاء الاصطناعي و التكنولوجيا، أو ترشيد القطاع العام وجعله أكثر شفافية وفعالية، أو مكافحة الفساد أو ترسيخ ثقافة التسامح والاعتدال مع العالم، فكل هذا بدفع من ولي العهد".

ولفت إلى أن السعودية تسعى لأن تكون "نموذجاً يمكن للبلدان الأخرى أن تحاكيه"، موضحاً أن "هذا هو جوهر إكسبو 2030، إذ تركز المملكة على تحقيق مستوى أعلى من الرفاهية والاستقرار، وعلى أن تكون جزءاً من المجتمع الدولي عبر التواصل معهم ودفعهم على التواصل معنا".

وأضاف: "ينطبق ذلك على كافة المجالات، سواءً كنا نتكلم عن المناخ أو الثقافة أو الموسيقى أو التجارة والاستثمار، كلنا نُعتبر جزءاً من ثقافة عالمية. هذه الرؤية الجريئة وغير المسبوقة تكتسب زخمها من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان".

وشدد الجبير على أن "مشاركتنا في استضافة إكسبو 2030 تتوافق مع التاريخ المستهدف للرؤية السعودية 2030، ما يشكل فرصة لنظهر أمام العالم، كما أنها فرصة للعالم لإظهار نفسه أمام السعوديين".

41 مليون زائر

 وقال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، إن المملكة تتوقع تسجيل 41 مليون زائر، قائلاً: "أعتقد أن الرقم سيكون أعلى بكثير، كما نتوقع قدوم نصف الزائرين من خارج البلاد، لذا سيكون بمثابة معرض يمكن للسعوديين من خلاله رؤية العالم، كما ستكون هناك إمكانية للزائرين للتنزه في السعودية ورؤيتها".

وأكد أن "حضور ولي العهد لحفل الإعلان عن العرض له رمزية خاصة لأنه المحرك وراء رؤية 2030"، وشدد على أنه "لاشك لدي بأن وجوده سيكون له أثر هائل من حيث التعبير عن التزام المملكة بهذه النسخة من إكسبو والتعبير عن التزام ولي العهد بهذا المعرض وبرؤية السعودية 2030".

"خطة طموحة" 

ونبه الجبير إلى أن المعرض سيعتمد على "الطاقة المتجددة مع صفر انبعاث كربون" لحماية البيئة من آثار التغير المناخي، وذكر أن ما سيميز هذه الفعالية عن غيرها من الفاعليات هو تخصيص كم هائل من الموارد المستدامة، "أي أن الناس سيتمكنون من الاستمتاع بها بعد سنوات طويلة من الآن". 

وتطرق وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، مبعوث شؤون المناخ، إلى خطه بلاده إزاء المناخ، قائلاً إنها "واضحة وطموحة جداً"، مشيراً إلى إطلاق مبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر" بإرشاد ولي العهد. 

وقال: "تشتمل مبادرة السعودية الخضراء على زارعة ما يصل إلى 10 مليارات شجرة في السعودية خلال العقود المقبلة، فيما باتت مبادرة الشرق الوسط الأخضر تضم أكثر من 23 بلداً اليوم وتسعى لزراعة 40 مليار شجرة ونبتة خلال العقود المقبلة، ويتوجب علينا تطبيق ما يعرف بمقاربة الاقتصاد الدائري للكربون، حيث ننظر إلى المسائل البيئية والمناخية بشكل كلي". 
 
وتابع: "تشمل المقاربة التي نعتمدها توليد الطاقة بطريقة أكثر فاعلية وأنظف واحتجاز وعزل الكربون والعمل على إعادة تصميم مدننا لنزيد من فاعليتها، وبالتالي نقلص الفترة التي يمضيها الناس في سياراتهم ونوفر لهم وقت فراغ إضافي ليستمتعوا بحياتهم ونخفض الانبعاثات، كما نعمل على اعتماد معايير أفضل لاستهلاك الطاقة بمختلف أشكالها".

وأوضح الجبير أن "الجزء الآخر من الاقتصاد الدائري للكربون يركز على استخدام الطبيعة من أجل احتجاز الكربون بفاعلية أكبر"، لافتاً إلى أن بلاده "التزمت بتصنيف 30% من مساحتنا البحرية كمناطق محمية، ووصلنا لنسبة 22% وسنحقق النسبة الباقية خلال الأعوام المقبلة". 

وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية عضو في مبادرة "التعهد العالمي بشأن الميثان"، قائلاً: "ضاعفنا من التزامنا من حيث خفض انبعاثات الميثان والذي تم الإعلان عنه العام الماضي، كما ضاعفنا هدفنا، لأننا تمكنا من الاستحصال على التكنولوجيا الضرورية لتحقيق المزيد". 

ولفت الجبير إلى أن السعودية "من أكبر المستثمرين في الطاقة المتجددة، سواء الطاقة الشمسية أو الرياح أو الطاقة المائية"، منبهاً إلى أن المملكة تعمل حالياً على بناء خطوط لنقل الكهرباء إلى الدول المجاورة "لنتمكن من توزيع الطاقة بفاعلية أكبر على البلدان الأخرى". 

وأضاف: "نحن في طليعة الدول التي تعمل على معالجة التحدي المتمثل بالتغير المناخي وحماية البيئة، بل نقوم أيضاً بتخصيص موارد هائلة لتحقيق ذلك، حيث تجاوز حجم الالتزامات المالية للمملكة في هذا المجال عتبة الـ700 مليار ريال سعودي حالياً، أي ما يساوي أكثر من 186 مليار دولار".

التعاون مع أوروبا 

وذكر الجبير أن السعودية تعمل مع أوروبا لبحث إمكانية تزويدها بحاجتها من الهيدروجين النظيف، قائلاً: "نحن نبني أكبر منشأة طاقة تعمل بالهيدروجين النظيف على مستوى العالم في نيوم، كما نزوّد أوروبا بالكهرباء التي يتم توليدها من خلال مصادر الطاقة المتجددة". 

وزاد: "قد تحتاج أوروبا إلى استيراد ما يصل إلى 30% من طاقتها الكهربائية خلال العقود المقبلة. نريد أن نكون نحن من يزودهم بها، وقد عقدنا اتفاقات ومذكرات تفاهم مع قبرص واليونان، فيما يخص التعاون بمجال الطاقة وبناء خطوط النقل، لنتمكن من نقل الكهرباء بفاعلية لأوروبا". 

وأشارت الجبير إلى أن السعودية التزمت على المستوى المحلي "بإنتاج نصف حاجتها من الطاقة عن طريق مصادر الطاقة المتجددة". 

العلاقات السعودية الفرنسية 

وخلال المقابلة تناول الجبير العلاقات بين السعودية وفرنسا، قائلاً إنها "تشهد نقلة نوعية"، إذ أن البلدين كانا شريكين استراتيجيين وحليفين منذ عقود. 

وأوضح أن العلاقات بين البلدين "متعددة الأوجه" وتشمل مجموعة واسعة من المسائل التي سيتم العمل عليها.

وأردف: "نبحث عن الفرص التي تسمح لنا بتعزيز هذه العلاقات في كافة المجالات". 

كما شدد على وجود "حوار وتبادل في وجهات النظر بشأن كيفية التعامل مع التحديات التي قد تواجهنا من خلال آليات تشاور جدية ومكثفة، كما يهدف البلدان لتحقيق السلام بالشرق الأوسط والعالم". 
 
وتابع: "لدينا قواسم مشتركة من حيث رؤيتنا للعلاقات الدولية وسيادة الدول ومبدأ عدم التدخل واحترام القوانين الدولية، كما أننا نؤمن بشعبينا وبتمكين الشباب والمرأة وبتوفير فرص العمل وبالتواصل مع العالم. ونعمل كلانا بهدف التواصل مع العالم". 

وأكد الجبير أن العلاقات بين السعودية وفرنسا "متينة جداً"، مشيراً إلى أنها "دائماً ما كانت كذلك، ونحن نسعى لتعزيزها على المستوى الشخصي بين قادتنا". 

ورأى أن السعودية لديها "فرصة هائلة لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية والثقافية والتعليمية مع فرنسا"، بالإضافة إلى تعزيز علاقات الشعبين. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات