كراتشي-رويترز
أظهرت بيانات صادرة عن وكالة تحقيقات باكستانية، الخميس، أن ما لا يقل عن 209 باكستانيين هم من بين "الضحايا"على متن قارب مثقل بحمولة زائدة انقلب وغرق في منطقة مياه مفتوحة قبالة ساحل اليونان الأسبوع الماضي.
وذكرت البيانات الصادرة عن وكالة التحقيقات الاتحادية الباكستانية، أن العدد 209 يستند إلى معلومات قدمتها عائلات تقدمت ببلاغات عن استمرار فقد أقارب استقلوا القارب الذي أبحر من ليبيا باتجاه اليونان.
وتشير الإحصائية الرسمية للحادث إلى وفاة 82 ونجاة 104 من بينهم 12 باكستانياً.
وقال رانا عبد الجبار مدير منطقة إسلام أباد في وكالة التحقيقات الاتحادية الباكستانية إن"التحقيق جار للتأكد من ذلك".
وكلفت الحكومة الباكستانية وكالة التحقيقات الاتحادية بالتعامل مع التحقيقات في الحادث.
ويُعتقد أن القارب كان يحمل مئات من مواطني دول مختلفة، وينظر إلى الحادث على أنه أسوأ كارثة بحرية في المنطقة منذ سنوات.
عينات الحمض النووي
ولم تؤكد باكستان رسمياً بعد عدد مواطنيها الذين كانوا على متن القارب، لكنها بدأت أخذ عينات الحمض النووي لمساعدة اليونان في تحديد هويات أولئك الذين لقوا حتفهم.
وأظهرت بيانات وكالة التحقيقات الاتحادية الباكستانية أن 181 شخصاً من باكستان و28 شخصاً من الجزء الخاضع لسيطرة باكستان من كشمير كانوا على متن القارب. وجمع المسؤولون عينات حمض نووي من 201 عائلة.
وأشارت روايات الشهود إلى أن قارب الصيد الذي يتراوح طوله بين 20 و30 متراً كان يحمل ما بين 400 و750 شخصاً وأنه انقلب وغرق في وقت مبكر من يوم 14 يونيو على بعد 80 كيلومتراً من بلدة بيلوس الساحلية جنوب اليونان.
وقالت وكالة التحقيقات الاتحادية الباكستانية إنه تم القبض على 29 من مهربي البشر المشتبه بهم في باكستان حتى الآن على خلفية الحادث.
حبس 9 متهمين
والأربعاء، قال خفر السواحل اليوناني إن السلطات حبست تسعة متهمين وذلك تمهيدا لمحاكمتهم، فيما تعهد الاتحاد الأوروبي بتوفير المزيد من الأموال واتخاذ المزيد من الخطوات لمواجهة أزمة الهجرة.
ومثل الأشخاص المشتبه في ضلوعهم في التهريب، وجميعهم من مصر وتتراوح أعمارهم بين 20 و40 عاما، أمام النيابة العامة اليونانية أمس الثلاثاء للرد على تهم تشمل القتل غير العمد، وتأسيس منظمة إجرامية، وتهريب مهاجرين، والتسبب في غرق قارب.
وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية اليونانية إنهم نفوا جميعاً ارتكاب أي مخالفات.
وقال محامي أحد المتهمين الاثنين إن موكله ليس مهرباً، وإنما ضحية السعي إلى حياة أفضل في أوروبا ودفع أموالاً مقابل نقله إلى إيطاليا.
ويعتقد بأن القارب العتيق غادر مصر ثم أقلّ مهاجرين من مدينة طبرق الساحلية الليبية في العاشر من يونيو قبل الإبحار إلى إيطاليا. وقالت السلطات اليونانية إن الناجين أخبروهم بأن كل واحد منهم دفع 4500 دولار مقابل الرحلة.
تضارب الروايات
وأخطرت إيطاليا اليونان في 12 يونيو بوجود القارب في منطقة خاضعة لاختصاصها القضائي من أجل القيام بعمليات البحث والإنقاذ. واقتربت سفن تجارية من القارب وتابعته قوات خفر السواحل اليونانية عدة ساعات قبل انقلابه وغرقه.
لكن الملابسات الدقيقة لغرق القارب على الرغم من وجود خفر السواحل ما زالت غير واضحة.
وجاء في تقرير لصحيفة "كاثيميريني" اليونانية أن الناجين الذين استدعتهم أثينا للحصول على شهادات إضافية مطلع هذا الأسبوع، قالوا لأول مرة إن خفر السواحل حاول سحب قاربهم.
وقالت السلطات اليونانية إن القارب رفض مراراً المساعدة اليونانية لأنه يريد الذهاب إلى إيطاليا. ورفضت السلطات روايات انقلاب القارب بعد أن حاول خفر السواحل قطره.
وفي بروكسل، قرر الاتحاد الأوروبي تخصيص 15 مليار يورو (يورو = 1.08 دولار) من ميزانيته بين عامي 2024 و2027 لتعزيز سياسات الهجرة.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الأموال ستستخدم، من بين أمور أخرى، لتعزيز الشراكات مع دول ثالثة وتقديم المساعدة للاجئين في الشرق الأوسط والاستجابة للأزمات الإنسانية.
وقالت فون دير لاين عندما سُئلت عن تحطم القارب "ما حدث مروع وتحركنا أصبح أكثر إلحاحا".
اقرأ أيضاً:
تصنيفات
