
"التحكم في الغواصة المفقودة خلال رحلتها إلى حطام تيتانيك يتم من خلال ذراع ألعاب ثمنه 30 دولاراً". هذه المعلومة المثيرة ليست إلا جزءاً بسيطاً من جدل لم يفارق الغواصة "تايتان" منذ عام 2018، إذ أن مخاوف مرتبطة بالسلامة لازمتها، حتى قبل أن تبدأ الغوص في أعماق المياه.
وفي آخر تحديثات البحث عن الغواصة، أفاد خفر السواحل الأميركية، أن روبوتاً يبحث تحت سطح البحر عن الغواصة عثر على "حطام" قرب موقع تحطّم "تايتانيك".
في هذا التقرير، نستعرض أبرز المعلومات عن الغواصة التي يستمر البحث عنها منذ الأحد، عقب فقدان الاتصال بها أثناء رحلتها إلى حطام سفينة "تيتانيك" الراقد في قاع المحيط على عمق 4000 متراً.
ذراع ألعاب
في نوفمبر الماضي، قال المدير التنفيذي لشركة "أوشن جيت إكسبيديشن"، ستوكتون رش، في حوار مع البرنامج التلفزيوني الشهير "CBS Sunday Morning"، إن الغواصة لا تحتوي إلا على زر واحد، في تصميم أقرب إلى زر المصعد.
وأوضح أن الغواصة تعتمد على ذراع تحكم خاص بالألعاب من نوع "Logitech F710" يستخدم لقيادتها وتوجيهها، وسعره 30 دولاراً فقط.
ليس الانقطاع الأول
خلال تصوير الحلقة، حصل مراسل البرنامج ديفيد بوج، على فرصة للصعود على متن السفينة التي تحمل الغواصة إلى عمق المحيط.
وتحدث بوج عن هذه التجربة، في سلسلة تغريدات، قائلاً: "خلال الانتظار فوق السطح على متن السفينة، انقطع الاتصال بالغواصة بشكل كامل، وأصبح مستحيلاً تبادل إشارات الاتصال معها.. ظل الأمر كذلك لمدة 5 ساعات".
وأشار بوج إلى أنه خلال تلك الفترة جرى قطع الإنترنت بالكامل عن السفينة، مرجعاً السبب إلى أنه "في حالات الطوارئ يجب إفساح قنوات الاتصال اللاسلكية لركاب الغواصة، كي يتمكنوا من التواصل مع السفينة".
جدل بشأن الجاهزية
في عام 2019، بدأت الشركة المالكة للغواصة الترويج لجاهزيتها لإجراء رحلات تجارية ترفيهية شخصية بالقرب من حطام سفينة "تايتانك" الشهيرة، إلا أن الرحلات كان يتم تأجيلها لعدم الحصول على التصاريح والأذونات اللازمة لإجراء رحلات بهذه الغواصة البحثية.
وبحسب تقرير نشره موقع "إنسايدر"، فإن مدير الشركة المطورة للغواصة اعترض في حوار له في العام ذاته، على القيود القانونية والتشريعات في القانون الأميركي المنظمة لتطوير وعمل الغواصات، خاصةً في الرحلات الترفيهية والخاصة، معتبراً أن تلك القيود "تعيق الإبداع والتطوير".
ونشر موقع "أوشن جيت" تدوينة حينها، توضح أن عدم تصنيف غواصة "تايتان" وفقاً للمعايير الرسمية المعتمدة، "يرجع إلى سرعة معدل التطوير والابتكار في تصميمها وتصنيعها".
إقالة بسبب السلامة
قبل هذا الجدل بعام، أقيل مدير عمليات الملاحة السابق في "أوشين جيت" ديفيد لوكريدج، من منصبه بعد تقديمه تقريراً يحذر من ممارسات الشركة بشأن غواصتها، وأنها غير مطابقة للمواصفات، خاصة على مستوى تصنيع هيكل الغواصة من ألياف الكربون، بحسب موقع "تيك كرانش".
وحذر لوكريدج الإدارة في تقريره، من أن التصميم الحالي للغواصة يعرّض ركابها للخطر، لأن طريقة التصميم وخام التصنيع يؤديان إلى عدم قدرة الغواصة على مواجهة اختبارات الكفاءة بالشكل المتوقع.
ورفضت الشركة مقترح لوكريدج بضرورة إخضاع الغواصة لاختبار التأكد من جودة التصميم والهيكل، وأصرت على الاكتفاء بالاعتماد على نظام أمان يتتبع أصوات تفاعل الألياف الكربونية في هيكل الغواصة مع الضغط والحرارة والعوامل الأخرى في قاع المحيط، بحيث يبادر القائد بالعودة إذا رصد خطر التفكك.
الإنترنت الفضائي
ومع اختفاء الغواصة، أعاد بعض مستخدمي الإنترنت تداول تغريدة من حساب "أوشين جيت" على موقع "تويتر" تشير فيه إلى الاستعانة بخدمات الإنترنت الفضائي المقدم من شركة "ستار لينك" المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، واعتبروا ذلك أحد أسباب فقدان الاتصال بالغواصة.
لكن حقيقة الأمر أن الغواصة لم تستخدم قط إنترنت فضائي خلال رحلتها في باطن المحيط الأطلسي، وأن الأمر كان مقتصراً على سفينة "Polar Prince" التي حملتها قبل بدء الرحلة.
الإنترنت اللاسلكي يعتمد على موجات الراديو، التي لا تستطيع النفاذ إلى المياه، لذلك يتم الاعتماد في التواصل بين الغواصات والسفن فوق السطح على الموجات الصوتية بتقنية "السونار"، لأنها قادرة على تقديم خدمة الاتصال ونقل البيانات بكفاءة.
ومع ذلك، دفع ذلك الجدل شركة "أوشن جيت" إلى حذف التغريدة من حسابها الرسمي.
الروبوت الغواص
وبالرغم من مشاركة العديد من الجهات البحثية والحكومية والشركات المتخصصة في مجال مسح الأعماق في عمليات البحث، إلا أن الجميع يترقب وصول "الروبوت" الغواص الفرنسي "Victor 6000"، والذي لديه القدرة على الغوص حتى عمق 6000 متر من السطح، ويتم التحكم به بشكل كامل عن بعد.
"فيكتور 6000" يعتمد على نظام ميكانيكي كهربائي متكامل، يتم من خلاله التحكم في حركة الروبوت عن بعد، حيث يقدم النظام سلكاً طوله 8000 متر، مع إمداد الروبوت بطاقة تصل إلى 20 كيلو وات.
ويأتي الروبوت على متن سفينة "L’Atlante" الفرنسية، والتي يمكنها استيعاب 30 فنياً وباحثاً لمدة 45 يوماً، كما أنها تحمل غواصة بحث أخرى باسم "Nautile" تستوعب 3 أفراد، وهي من غواصات قليلة تستخدم لاكتشاف الأعماق لمدة ثماني ساعات من البحث، و6 ساعات من الاستكشاف الساكن، أي دون التحرك في أعماق المحيط.
اقرأ أيضاً: