تعرضت المناطق الأثرية في ليبيا لموجات من السرقة والتخريب خلال السنوات العشر الماضية، فضلاً عن تعرض بعض المناطق للخطر بسبب تآكل السواحل الناتج عن تغير المناخ.
وتضم ليبيا 63 موقعاً أثرياً تنتشر في كل أنحاء البلاد، من أبرزها أبولونيا في منطقة الجبل الأخضر شرق البلاد، وقلعة جات ومرزق وسبها في الجنوب، وقصر نالوت في الجنوب الغربي، وطلميثة على الساحل البحري شرق البلاد، وبونجيم بمدينة سرت وسط البلاد، والمسجد العتيق في مدينة أوجلة، والسريا الحمراء في العاصمة طرابلس، والقصر الفاطمي بمدينة إجدابيا في الشرق، والكاتدرائية وقصر المنارة في مدينة بنغازي.
قائمة التراث العالمي
في عام 2016 أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) 5 مواقع أثرية في ليبيا على قائمة التراث العالمي المعرّض للخطر، منها لبدة الكبرى، ومدينة صبراتة الأثريّة، وجبال أكاكوس الصخريّة ومدينة غدامس القديمة.
وتهدف القائمة إلى إطلاع المجتمع الدولي على الظروف المهددة باندثار الصفات التي أدت إلى إدراج موقع ما على قائمة التراث العالمي وحشد دعم المجتمع الدولي من أجل حماية المواقع.
التهريب إلى أوروبا
بعد عام 2011 وسقوط نظام الرئيس الراحل العقيد معمر القذافي، انهار الوضع الأمني، ما أعطي فرصة لتجار الآثار لسرقة قطع أثرية ثمينة لتهريبها إلى الخارج خاصة أوروبا.
وقال الدكتور عبد الرحيم الشريف، مسؤول المراقبة في منطقة آثار شحات، إن هناك الكثير من القطع تم تهريبها خارج البلاد، وأخرى تم الاعتداء عليها في المناطق المفتوحة.
وأضاف لـ"الشرق" أن عدد الآثار الليبية التي تم تهريبها للخارج يتراوح بين 150 و200 قطعة منتشرة في الأسواق العالمية، وتباع في أميركا وإسبانيا وبريطانيا وفرنسا وكولومبيا والبرازيل، لافتاً إلى أن معظم الدول تعرف جيداً أن هذه القطع ترجع إلي ليبيا، مؤكداً أن أغلب القطع مسروقة من مناطق سيرينايكا شرق ليبيا وطلميثة وسوسة.
تشديد العقوبات
وتسعي السلطات المعنية إلى تشديد العقوبات على جريمة سرقة الآثار أو تهريبها للخارج، وقالت المحامية مبروكة جمعة بالتمر إن القانون الليبي رقم 3 لسنة 1995 جرم الاعتداء على الآثار والمدن التاريخية، موضحة أن العقوبات تتراوح بين الغرامة والحبس.
وأضافت لـ"الشرق" أن السنوات العشر الماضية شهدت وقوع حوادث اعتداء كثيرة على الآثار الليبية.
وفي عام 2007 تأسس جهاز الشرطة السياحية وحماية الآثار بذمة مالية مستقلة ليتولى حماية المرافق السياحية والمواقع الأثرية والتاريخية.
أكبر قضية سرقة آثار
وقال رئيس جهاز الشرطة السياحية وحماية الآثار فرع الجبل الأخضر، اللواء فوزي الحاسي، إن أكبر قضية سجلت في سرقة الآثار تعود لعام 2011، وهي سرقة "كنز بنغازي" الذي كان مودعاً في أحد المصارف بمدينة بنغازي، ولا تزال السلطات المعنية تعمل حتى الآن على كشف ملابسات حادث السرقة لمحاسبة الجناة.
وأضاف لـ"الشرق" أن شرطة حماية الآثار تعمل على الحد من الانتهاكات التي تقع على المواقع الأثرية وحمايتها من السرقة، مشيراً إلى أن هناك أماكن خارج الحماية، كما أن هناك آثاراً مكتشفة وغير مسجلة، وتوجد في أماكن بعيدة عن السكان.
وكشف رئيس وحدة التحقيق بالجهاز عبد السلام باقي، لـ"الشرق"، عن أن الوحدة ضبطت 8 قضايا من أكبر القضايا طوال السنوات الماضية، وتمت إحالة المتهمين إلى النيابة العامة وتسليم القطع الأثرية إلى الجهات المختصة.
اقرأ أيضاً: