العراق يستقطب مزيداً من السياح الباحثين عن المواقع الأثرية

time reading iconدقائق القراءة - 5
سياح خلال جولة في مدينة بابل القديمة. العراق في 5 يونيو 2023 - REUTERS
سياح خلال جولة في مدينة بابل القديمة. العراق في 5 يونيو 2023 - REUTERS
بغداد-رويترز

يستقطب العراق عدداً متزايداً من السياح مع تحسن الوضع الأمني تدريجياً، إذ تجذب مناطقه المتنوعة من الصحاري والأهوار الشاسعة إلى أطلال المدن والإمبراطوريات الأقدم في العالم، هواة المغامرة من دول غربية.

ويتوافد كثيرون من دول مجاورة، كما يتدفق عدد متزايد من أوروبا والولايات المتحدة، رغم التحذيرات من السفر. 

وفي هذا الصدد، قال الشاب الأميركي جاكوب نيميك (28 عاماً)، وهو من سكان مدينة رينو بولاية نيفادا ويعمل مشرفاً بأحد المستودعات: "تلقيت رسالة نصية من جدتي لأول مرة منذ خمس سنوات تقول، عليك أن تحترمني كوني جدتك، سأكون ممتنة إذا لم تذهب للعراق. وتلقيت اتصالات من والدتي كانت تبكي خلالها".

ورغم تفهمه مخاوف العائلة، عقد نيميك العزم على الذهاب، إذ زار رفقة سائح روسي وآخر بريطاني، الأطلال الشبيهة بالمتاهة لمدينة بابل القديمة، وكذلك مدينة النجف ذات الأزقة الضيقة والبيوت المبنية من طوب اللبن، ومدينة الموصل القديمة شمالاً.

وشهد العراق اضطرابات متواصلة تقريباً لعقود، من حرب استمرت 8 سنوات مع إيران في الثمانينيات، إلى حرب الخليج الأولى في التسعينيات والعقوبات المشددة، والغزو الأميركي عام 2003، وسنوات من الحرب الطائفية، ثم حرب مع تنظيم "داعش".

مساعٍ حكومية

وتتزامن زيادة إقبال السياح، مع المساعي الحثيثة التي تبذلها الحكومة العراقية، لإظهار أن البلاد آمنة ومفتوحة أمام الاستثمارات الأجنبية والزوار، إذ تتطلع إلى تنويع الاقتصاد المعتمد على النفط.

وقال وزير الثقافة والسياحة والآثار أحمد فكاك البدراني، إن "العمل جار لبناء فنادق جديدة لمواكبة الطلب المتزايد، وتجديد المواقع السياحية والمباني التراثية".

وأوضح أن صورة البلاد لدى الغرب كساحة صراع "ستتغير تدريجياً مع توافد المزيد من السياح"، مضيفاً: "هؤلاء (السياح) هم رسل يخبرون تلك الدول بأن العراق عاد بلداً آمناً، وليس خطاً أحمر كما يصوره البعض. ربما تحتاج المسألة إلى فترة زمنية، ولكن قليلة جداً".

بدوره، أشار الفريق عبد الكريم السوداني، المستشار الأمني لرئيس الوزراء العراقي، إلى أن "ما يزيد قليلاً عن 2.5 مليون أجنبي زاروا العراق في ستة أشهر، بين 15 نوفمبر 2022 و15 مايو 2023، بينهم 312 ألف عربي".

 ولا يزال قطاع السياحة يعاني العديد من المشاكل، فلا توجد علامات تُذكر تصف أهمية الآثار المنتشرة في البلاد، كما لا يوجد في العراق مرشدون سياحيون معتمدون.

وليس لمطار بغداد الدولي موقع إلكتروني خاص، وتوجه خانة البحث المتصفحين إلى صفحة تحذرهم بعبارة "لا نوصي بزيارة هذا البلد (إنه أحد أخطر الأماكن على وجه الأرض)".

ويحاول العديد من العراقيين تعويض أوجه القصور هذه، وإظهار جانب آخر من البلاد، ومن بين هؤلاء المدون في مجال السفر علي هلال.

وفي وقت سابق من هذا العام استضاف العراق بطولة كأس الخليج لكرة القدم لأول مرة منذ أكثر من 40 عاماً، حيث توافد آلاف الزوار العرب، وهو ما ساعد في إعادة البلاد إلى الخريطة.

دول تحذر من السفر للعراق

لكن دولاً مثل الولايات المتحدة والدول الأوروبية، لا تزال تحذر من أي سفر إلى العراق لدواع أمنية.

وتقول وزارة الخارجية الأميركية على موقعها الإلكتروني: "لا تسافروا إلى العراق بسبب الإرهاب والخطف والصراع المسلح والاضطرابات المدنية".

وتنصح الوزارة الأميركيين الذين يختارون السفر للعراق بكتابة وصاياهم، وعمل ترتيبات جنازاتهم مع عائلاتهم قبل بدء الرحلة.

وقال 5 من الدبلوماسيين الغربيين، إن تحذيرات السفر الأميركية أو الأوروبية "لن تتغير" في أي وقت قريب، بسبب استمرار احتمال حدوث أعمال عنف لا يمكن التنبؤ بها، مثل الاشتباكات المسلحة التي شهدتها بغداد العام الماضي، وأسفرت عن سقوط عشرات الضحايا.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات