تجاهل اليابان وكوريا الجنوبية يعرقل مشروع ألاسكا الأميركي للغاز

time reading iconدقائق القراءة - 7
علم كوريا الجنوبية وعلم اليابان في مطار طوكيو الدولي. 16 مارس 2023 - REUTERS
علم كوريا الجنوبية وعلم اليابان في مطار طوكيو الدولي. 16 مارس 2023 - REUTERS
دبي -الشرق

رفضت اليابان وكوريا الجنوبية مبادرات الولايات المتحدة بشأن الانضمام إلى مشروع ألاسكا للغاز الطبيعي المقترح بقيمة 44 مليار دولار، والذي سيكون أحد أكبر استثمارات الطاقة في التاريخ الأميركي.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الثلاثاء، أن هذا التجاهل وضع عقبة أمام مشروع الغاز الطبيعي المسال الذي قطع خطوات كبيرة في الآونة الأخيرة.

وتقول واشنطن إن تصدير الغاز من ألاسكا سيُعزز الأمن العالمي من خلال منح الدول الآسيوية بديلاً للغاز الروسي.

وتضم الخطة، التي يُطلق عليها اسم Alaska LNG، إنشاء خط أنابيب بطول 807 أميال (1298كيلو متراً) ينقل الغاز الطبيعي من الحقول الواقعة شمال الدائرة القطبية الشمالية إلى الجزء الجنوبي من الولاية الأميركية، والذي سيتم الشحن منه بشكل أساسي إلى اليابان وكوريا الجنوبية ودول أخرى في آسيا.

وحصل المشروع على ضوء أخضر من وزارة الطاقة الأميركية، في أبريل الماضي، ويهدف إلى بدء التشغيل بحلول عام 2030 تقريباً، وبموجب القانون الفيدرالي، فهو مؤهل للحصول على أكثر من 30 مليار دولار من ضمانات القروض.

"غياب الثقة والاهتمام"

وأضافت الصحيفة، أن المشروع، بعد أكثر من عقد على التخطيط، أصبح أقرب من أي وقت مضى، إلى الإطلاق، حسبما قال السيناتور دان سوليفان (جمهوري من ألاسكا)، والذي أشار إلى أن الخطوة التالية هي اصطفاف المشترين في آسيا.

وقال سوليفان إن "عنصر القطاع الخاص هذا مهم حقاً، وهذا يحدث بينما نتحدث".

لكن أشخاصاً مطلعين على خطط العديد من كبار المشترين المحتملين في اليابان وكوريا الجنوبية قالوا إن الشركات أعربت عن عدم اهتمامها بالاستثمار في المشروع أو توقيع عقود لشراء الغاز، كما أبدى مسؤولو الطاقة تجاهلاً لمشروع ألاسكا.

ولم يُبد المشترون المحتملون ثقة في الجدول الزمني للمشروع، وفقاً لمسؤولين في الشركات وفي الحكومة اليابانية، إذ يعتقدون أن الدول الآسيوية سيكون لديها مصادر أخرى لإمدادات الغاز الطبيعي المستقرة بحلول عام 2030، على الرغم من أن سوق الغاز متقلبة والمشروعات المنافسة تنطوي أيضاً على مخاطر.

وقال المسؤولون إن المشترين الآسيويين، قلقون أيضاً من عدم وجود التزامات استثمارية كبيرة من قبل شركات الطاقة الأميركية الكبرى لمشروع ألاسكا.

وسلّمت "إكسون موبيل" المشروع إلى ولاية ألاسكا عام 2016، وظلت تُشارك بطرق أخرى، مثل تقديم المشورة بشأن كيفية جعل المشروع أكثر قدرة على المنافسة.

وخلال العام الماضي، عرض مسؤولون من Alaska Gasline Development، الشركة التي تقف وراء Alaska LNG، وغيرهم، المشروع، على قادة الحكومة اليابانية والكورية الجنوبية والمشترين المحتملين في اجتماعات في طوكيو وسول وواشنطن.

وسيكون مجتمع نيكيسكي في شبه جزيرة كيناي في ألاسكا جنوب أنكوريج بمثابة نقطة نهاية لخط أنابيب الغاز، والذي يتبع في أجزاء منه مسار خط أنابيب للنفط عبر ألاسكا. وفي منشأة في نيكيسكي، سيتم تبريد الغاز إلى شكل سائل عند 260 درجة فهرنهايت تحت الصفر وتحميله على ناقلات.

التخلص من الغاز الروسي

اليابان وكوريا الجنوبية، وكلاهما حليفان للولايات المتحدة، من أكبر مستوردي الغاز الطبيعي المسال في العالم. ولا يزال كلاهما يعتمد على الغاز الطبيعي المسال الروسي.

وقال عضوان جمهوريان في مجلس الشيوخ الأميركي وسفيرا الولايات المتحدة في اليابان وكوريا الجنوبية إن المشروع سيربط الولايات المتحدة والحلفاء بشكل أوثق مع تهميش روسيا.

وقال السيناتور دان سوليفان: "من الضروري أن يتخلص حلفاؤنا في آسيا وكوريا الجنوبية واليابان من النفط والغاز الروسي. الخيار الأكثر وضوحاً للقيام بذلك هو مشروع الساحل الغربي لأميركا المسموح به بالكامل".

وتشتري اليابان حوالي 10% من إمداداتها من الغاز الطبيعي المسال من مشروع "سخالين 2" الروسي. ومع انتهاء العقود الحالية بحلول نهاية العقد الجاري تقريباً، ستبحث اليابان في السوق عن موردين جدد.

وقال السفير الأميركي في طوكيو، رام إيمانويل، إنه "بالنسبة لليابان فإن الشراء من ألاسكا يعني موثوقية الطاقة على المدى الطويل من الحليف رقم واحد الموثوق به".

وعادة ما يستغرق شحن الغاز الطبيعي المسال إلى اليابان من الشرق الأوسط أو من ساحل خليج المكسيك الأميركي عبر قناة بنما عدة أسابيع، ومن ألاسكا، يُمكن شحن الغاز الطبيعي المسال إلى اليابان في 7 أيام وإلى كوريا الجنوبية في 8 أيام، مع "صفر نقاط اختناق استراتيجية"، وفق إيمانويل.

ومع ذلك، يقول مستهلكو الغاز الطبيعي المسال في آسيا إنهم يبحثون عن عقود توريد يمكن أن تُوفر الغاز في السنوات الثلاث إلى الأربع المقبلة، عندما يتوقع أن تظل ظروف العرض ضيقة بشكل خاص.

ويقولون إن مشروعات أخرى في أماكن مثل كندا وساحل الخليج تعد بالتسليم في جدول زمني أسرع.

وقال مسؤولون يابانيون، إنه كلما امتد الجدول الزمني للمشروع، زاد القلق من اصطدام المشروع بالتزام البلاد بالحد من الانبعاثات الكربونية.

وأوضح تاتسويا تيرازاوا رئيس معهد اقتصاديات الطاقة الياباني التابع للحكومة، أن "الناس غير متأكدين من مستقبل الغاز الطبيعي المسال. حتى الآن يرون طلباً هائلاً، لكن ما سيحدث بعد 10 سنوات أو 15 عاماً من الآن لا يزال علامة استفهام".

"تقدّم ضئيل"

بعد بدء جهود التصاريح الرئيسية في عام 2014، كافح مشروع ألاسكا للغاز الطبيعي المسال لسنوات لإحراز تقدم. وفي ذلك الوقت، كانت مشاريع التصدير الأميركية الأخرى تُغذي طفرة في إمدادات الغاز الطبيعي العالمية.

وفي عام 2019 ، قالت شركة Alaska Gasline Development، إنها تُقلص عملياتها أثناء تقييم جدوى المشروع.

وفي العام الماضي، ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي بعد أن قطعت روسيا إمدادات الغاز إلى أوروبا، وكان المشترون يتطلعون إلى تأمين إمدادات جديدة. ومع ذلك، قال المسؤولون في اليابان، إن مشروع ألاسكا يُقارن بشكل سلبي مع الآخرين.

وقال مسؤول عن مشروع الغاز الطبيعي المسال لدى أحد أكبر المستوردين في اليابان: "أهم شيء بالنسبة للمشترين هو تقييم مدى جدوى مشروع الغاز الطبيعي المسال، ومع مشروع Alaska LNG، شهدنا تقدماً ضئيلاً للغاية لفترة طويلة جداً".

وذكر أشخاص في شركة Alaska Gasline Development إن عدداً من المشاركين المحتملين في اليابان وكوريا الجنوبية يدرسون المشروع عن كثب.

وقال فرانك ريتشاردز رئيس شركة "ألاسكا جاسلين ديفلوبمنت"، إنه أظهر مشاركين آسيويين محتملين حول حقول الغاز الشمالية في ألاسكا لإثبات أن المشروع "جاهز حقاً وقابل للتطبيق وللتنفيذ".

وأشار ريتشاردز، إلى أن "هناك كميات هائلة من رأس المال جاهزة".

وأضاف: "تهدف الشركة إلى الانتهاء من جمع رأس المال هذا العام"، لافتاً إلى أنه يأمل في التوصل إلى قرار استثماري نهائي خلال الربع الأول من عام 2025.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات