بعد إطلاق منصة.. فجوة في الأردن بين راغبي التبرع بالأعضاء وقوائم الانتظار

time reading iconدقائق القراءة - 4
علم الأردن في العاصمة الأردنية عمان. 30 يونيو 2023 - AFP
علم الأردن في العاصمة الأردنية عمان. 30 يونيو 2023 - AFP
دبي -الشرق

بعد نحو أسبوعين من إطلاق وزارة الصحة في الأردن، منصة إلكترونية للتبرع بالأعضاء، بات هناك أكثر من 5 آلاف مريض بالفشل الكلوي على قوائم الانتظار، بينهم 3 آلاف يمكن أن يتماثلوا للشفاء بشكل كامل في حال العثور على متبرع.

وقال مدير مديرية زراعة الأعضاء في وزارة الصحة أنور نويري، لوكالة أنباء العالم العربي AWP، إن عدد المسجلين في المنصة ممن يرغبون في التبرع بأعضائهم بعد الوفاة تجاوز 180 شخصاً في أيام قليلة، واعتبر أن "هذا دليل على وجود رغبة في مساعدة الآخرين".

وذكرت وزارة الصحة الأردنية أن إطلاق المنصة يستهدف "التسهيل على من يرغب في التوصية بالتبرع بأعضائه بعد الوفاة"، لكن نويري أشار إلى أن ثقافة التبرع بالأعضاء ما زالت غير منتشرة في الأردن، وناشد القادرين على التبرع بالتسجيل على المنصة لإنقاذ حياة الكثيرين.

وأوضح مدير مديرية زراعة الأعضاء في وزارة الصحة الأردنية، أن "هناك 700 حالة موت دماغي سنوياً في الأردن"، منبهاً إلى أن نسبة التبرع بالأعضاء تبلغ 1%، رغم وجود بلدان وصلت فيها النسبة إلى 85% في حالات الموت الدماغي".

واستطرد: "في حالة الموت الدماغي، وبعد أن يقرر الأطباء واللجنة الطبية استحالة العودة للحياة، نحاول التواصل مع الأهل للحديث معهم حول التبرع  بالأعضاء إذا كانت سليمة".

وتتيح المنصة الجديدة التبرع بالأعضاء لكل من يرغب في ذلك، إلا أن نويري يفضل أن يكون الأهل على دراية برغبة الشخص قبل وفاته، مشدداً على أنه "حتى لو كان المتوفى أوصى بالتبرع بأعضائه، فإننا لا نملك إجبار أهله على الموافقة".

آراء متناقضة

ولفت نويري، إلى أن "هناك أفكاراً خاطئة حول عملية التبرع بالأعضاء". وأوضح أن آراء الناس حولها ما زالت متفاوتة بشكل كبير، مشيراً إلى أن البعض يراهاً "عملاً خيرياً"، بينما ينظر لها آخرون باعتبارها "اعتداء على حرمة الجسد".

ويعتبر البعض أن التبرع بالأعضاء غيّر حياة كثيرين ممن يشعرون بأن لديهم إعاقة تحول بين ممارستهم لحياتهم بصورة طبيعية، على حد قول نويري.

"جائز بشروط"

وقال الباحث في دائرة الإفتاء الأردنية، الشيخ صخر العكور، إن التبرع بالأعضاء جائز ضمن شروط محددة وضحها مجلس الإفتاء الأردني، منها أن يكون المتبرع "كامل الأهلية"، مشدداً على أن العملية يجب أن تكون في صورة تبرع "ولا يجوز نقل الأعضاء بين البشر على سبيل التجارة".

وكانت دائرة الإفتاء في الأردن، قد أجازت التبرع بالأعضاء "إذا تحققت الشروط الشرعية الواجبة، لما في هذا العمل من إنقاذ لأرواح الناس وتخفيف آلامهم".

وأبدت عبير، وهي شابة أردنية، رفضها للفكرة لتخوفها من أن فتح المجال أمام التبرع قد يسهل التجارة بالأعضاء"، متسائلة عن جواز إعلان الوفاة عن المريض في حالة الموت الدماغي من أجل أخذ أعضاء المتوفى، مبينة "أرفض أن يتم تشويه جسم الإنسان بعد وفاته".

في المقابل، يرى ليث أن التبرع بالأعضاء عملاً خيرياً، ويقول:"أعظم شيء أن أستطيع منح شخصاً حياة دون معاناة في حال تبرعت بأعضائي بعد وفاتي"، لافتاً إلى أن "الجسد سيتحلل في التراب بعد الموت، فلماذا لا يتبرع الناس بأعضائهم لغيرهم؟".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات