ذكرت وسائل إعلام أميركية أن حُكماً قضائياً صدر الاثنين، بحبس الشرطي السابق بمدينة منيابوليس تو ثاو لمدة 4 سنوات و9 أشهر، على خلفية اتهامه بالمساعدة والتحريض على قتل جورج فلويد عام 2020.
وقال ثاو أمام المحكمة وقبل الحكم عليه في تصريحات نقلتها شبكة "CNN" الأميركية: "لم أكن أنوي القيام بأي أعمل يحمل حقداً أو محاولة إيذاء أي شخص".
وأضاف: "لم تكن تلك نيتي. لقد بذلت قصارى جهدي، لكن من الواضح أن النتيجة لم تأت بالطريقة التي أردتها، لذلك سأترك الأمر عند هذا الحد".
من جهته، قال بيتر كاهيل قاضي مقاطعة هينيبين في ولاية مينيسوتا: "كنت آمل بمزيد من الندم والأسف والاعتراف ببعض المسؤولية".
وفي 25 مايو 2020 في مينيابوليس، تسبب الشرطي ديريك شوفين بوفاة الأربعيني جورج فلويد اختناقاً بعدما ضغط على عنقه بركبته مدة تجاوزت 9 دقائق. وأثارت وفاته التي صورها أحد المارة، ونشرت عبر الإنترنت، تظاهرات واسعة عمت أرجاء الولايات المتحدة.
وظهر فلويد، وهو من أصل إفريقي، جاثياً على الأرض قبل وفاته، بينما كان شوفين يضع ركبته على رقبته خلال عملية اعتقال فاشلة.
بعد عام على ذلك، باشرت وزارة العدل تحقيقاً لمعرفة ما إذا كان ثمة مشكلة بنيوية في شرطة هذه المدينة البالغ عدد سكانها 425 ألف نسمة، وتشهد انعدام مساواة كبيراً بين أبنائها، أم أن الأمر يقتصر على حالات فردية في صفوفها.
وكان ثاو قد صدر بحقه حكم بالحبس لمدة عامين وأربعة أشهر في وقت سابق، بعد إدانته بانتهاك حقوق فلويد المدنية، في حين يعد ثاو الشرطي الرابع والأخير الذي يُحكم عليه في جريمة القتل.
وأشعل حادث مقتل فلويد موجة من الاحتجاجات في الولايات المتحدة وعدة دول، بسبب العنصرية والمعاملة الوحشية لأجهزة الشرطة. ولم يرد محامو ثاو بعد على طلبات للتعليق، الاثنين.
على مدى سنتين، تعمق المحققون في محاضر الحوادث المسجلة بين العامين 2016 و2022، ودرسوا مشاهد التقطتها كاميرات الشرطة، واستمعوا إلى آلاف الشهود. وأتت استنتاجاتهم التي جمعت في 89 صفحة، دامغة.
وكتب المحققون في تقريرهم: "يؤدي الكثير من عناصر الشرطة عملهم الصعب بمهنية وشجاعة واحترام. إلّا أن تحقيقنا خلص إلى أن مشاكل منهجية جعلت ما حصل مع جورج فلويد ممكناً".
وأضاف المحققون "منذ سنوات تستخدم شرطة مينيابوليس تقنيات خطرة وأسلحة ضد أشخاص ارتكبوا جنح طفيفة أو لم يرتكبوها حتى".
ونصح معدو التقرير لمكافحة أعمال العنف والتمييز، إلى اعتماد قواعد واضحة وتدريبات معززة أو إشراف أكبر، لكن بن كرامب الذي كان محامي عائلة فلويد، أعرب في بيان عن "تشكيكه بعزم شرطة مينيابوليس على أن تحدث التغيير" في صفوفها.