
يبحث الموظفون الشباب من جيل "زد" Z في بريطانيا بشكل متزايد عن وظائف ذات رواتب مناسبة بمجهود معقول، متفادين ثقافة العمل المفرط التي تبنتها الأجيال السابقة، بحسب "بلومبرغ".
وأوضح موقع وظائف "أدزونا" Adzuna، أن الاهتمام يتزايد بالوظائف المتاحة للمبتدئين، التي تمنح مرونة في ساعات الدوام، وإمكانية العمل من خارج المكتب، ولا تفرض مسؤوليات كبيرة مثل إدارة فريق أو العمل لساعات إضافية بشكل مستمر.
وأشار "أدزونا" إلى أن هذه الوظائف تجعل من السهل تحقيق توازن بين العمل والحياة مع كسب ما لا يقل عن 35000 جنيه إسترليني (44693 دولاراً) سنوياً.
وأظهرت بيانات موقع الوظائف، التي اطلعت عليها "بلومبرغ"، أن عدد النقرات اليومية على إعلانات هذه النوعية من فرص العمل تضاعف في النصف الأول من عام 2023 مقارنة بالنصف الثاني من عام 2022.
وشهد الموقع أيضاً زيادة في عدد زيارات الوظائف الشاغرة التي تتسم بقدر كبير من المرونة وإجهاد أقل، مثل وظائف مديري المكاتب، ومديري الحسابات، وشركاء التسويق.
وزادت زيارات وظيفة مدير مكتب بنسبة 131% في النصف الأول من العام الجاري، بينما زاد عدد النقرات على إعلانات وظائف محللي البيانات بنسبة 50% خلال نفس الفترة.
وقال المؤسس المشارك لموقع "أدزونا"، أندرو هانتر، للوكالة إن الجيل "زد" وهم مواليد الفترة من منتصف تسعينيات القرن الماضي وحتى 2012، ليس مستعداً "للتنازل عن التوازن بين العمل والحياة الخاصة".
استقالة صامتة
وأشارت "بلومبرغ" إلى أن الرغبة في الالتحاق بهذا النوع من الوظائف، يأتي بعد الحركة المناهضة للعمل، التي شهدت قيادة الجيل "زد" لاتجاه "الاستقالة الصامتة"، والذي يركز على قيام الموظف بالمهام المرتبطة بالوصف الوظيفي فقط.
وأضافت الوكالة أن الحصول على المزيد من أوقات الفراغ أصبح مطلباً رئيسياً لموظفي المكاتب الأكثر عرضة للإرهاق، من جميع الفئات العمرية، بعد جائحة كورونا.
ومع ذلك، يواجه الموظفين المنتمين للجيل "زد" في بريطانيا مجموعة من المشكلات التي لم تواجهها الأجيال السابقة، بما في ذلك قلة فرص العمل، وزيادة ديون الطلاب، وارتفاع تكاليف الإسكان.
زيادة البطالة
وارتفع عدد الأفراد العاطلين عن العمل ولا يبحثون عن وظيفة في هذه الفئة العمرية بشكل حاد في الفترة بين عامي 2019 و2022، ما أسهم في نقص العمالة على نطاق واسع في جميع أنحاء بريطانيا.
وتظهر بيانات المكتب الوطني للإحصاء في بريطانيا، أن عدد الأشخاص الذين غادروا سوق العمل ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً منذ بداية جائحة فيروس كورونا تجاوز 1.66 مليون فرد في الربع الأخير من العام.
وارتفع معدل البطالة في هذه الفئة العمرية بنسبة 2.1% في هذه الفترة إلى 30.9%، وهو أعلى معدل بين جميع الفئات العمرية باستثناء الأطفال في سن الدراسة والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً.