يحصي المغرب ضحاياه بعد زلزال قوي ضرب جنوب مدينة مراكش وبلغت شدته 7 درجات، ويصنف على أنه الأعنف منذ قرن، مقارنة مع زلزالين آخرين ضربا البلد عامي 1960 و2004.
والزلزال الذي شهده إقليم الحوز، مساء الجمعة، أودى بحياة أكثر من ألف شخص، بحسب حصيلة غير نهائية ومرشحة للارتفاع.
ولم يكن هذا الزلزال الأول في المغرب، الذي شهد تاريخه العديد من الهزات الأرضية المدمرة، تفاوتت في شدتها وفي حجم خسائرها البشرية والمادية.
زلزال يدمر أغادير في 1960
في 29 فبراير 1960، دمر زلزال بلغت قوته 5.7 درجة مدينة أغادير الواقعة على سواحل المحيط الأطلسي.
ونظراً إلى أن مركز الهزة وقع مباشرة تحت المدينة فإن العديد من الأحياء دمرت بالكامل ومحيت من الخريطة، كما أن عدد الضحايا كان كبيراً للغاية مع تسجيل أكثر من 12 ألف ضحية، وهو ما يعادل ثلث سكان المدينة حينها.
وبسبب الدمار الذي تسبب به الزلزال، تم بناء مدينة جديدة على بعد كيلومترات عدة من جنوب المدينة القديمة.
مئات الضحايا في الحسيمة عام 2004
في ليلة 23 إلى 24 فبراير 2004، تعرضت مدينة الحسيمة الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، إلى زلزال شدته 6.3 درجة على مقياس ريختر، أودى بحياة 628 شخصاً.
وانهارت العديد من المباني بسبب قوة الزلزال، خصوصاً في منطقة إمزورن. وتضررت البلدات الصغيرة والقرى الريفية بشكل رئيسي، حيث كانت المساكن غالباً غير مقاومة بما يكفي للهزات الأرضية.
وبسبب طبيعة المنطقة الجبلية، واجهت فرق الإنقاذ صعوبة في الوصول إلى بعض المنازل المعزولة في الجبال، لتنفيذ عمليات الإنقاذ.
وكانت المدينة قد شهدت في عام 1994 زلزالاً شدته 6 درجات على مقياس ريختر، وأسفر عن تسجيل ضحيتين وجرح العشرات.
كما شهدت الحسيمة بين عامي 1910 و1927، زلازل عدة، نجم عنها انهيارات للمنازل خصوصاً في المناطق النائية.
وإذا عدنا إلى أبعد من ذلك في التاريخ، فنجد أن المغرب شهد زلازل عنيفة أخرى في القرون السابقة.
وتضررت مدن فاس ومكناس وتازة من زلزال مدمر في عام 1624، كما دمرت أجزاء واسعة من مدينة مراكش في زلزالين وقعا عامي 1719 و1722.
وفي عام 1731، دمر زلزال قوي مدينة أغادير، كما تسبب زلزال وقع عام 1909 في منطقة تطوان شمال البلاد، في سقوط نحو مئة ضحية.
اقرأ أيضاً: