اعتبرت الولايات المتحدة، السبت، أزمة المناخ بمثابة "تهديد وجودي"، وأعلنت عن خطة لخفض انبعاثات الميثان، مع تعهد بتقديم 3 مليارات دولار لصندوق المناخ الأخضر، لدعم العمل المناخي في الدول النامية.
وأعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عن قواعد نهائية تهدف إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد انبعاثات غاز الميثان من صناعة النفط والغاز الأميركية، وذلك في إطار خطة عالمية لمواجهة الانبعاثات التي تساهم في تغير المناخ.
وأعلن مسؤولون أميركيون عن هذه القواعد، التي استغرق إعدادها عامين خلال مشاركتهم في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "COP 28" في دبي.
ومن المتوقع أن تقدم الولايات المتحدة ودول أخرى مشاركة في القمة تفاصيل حول سبل تحقيق التعهد، الذي قطعته 150 دولة على نفسها قبل عامين لخفض انبعاثات غاز الميثان 30% عن مستويات عام 2020 بحلول عام 2030.
ويتسرب غاز الميثان عادة إلى الغلاف الجوي من مواقع الحفر وخطوط أنابيب الغاز، وغيرها من معدات النفط والغاز دون اكتشافه.
وقال مدير وكالة حماية البيئة الأميركية مايكل ريجان في بيان: "من اليوم الأول، استعاد الرئيس بايدن دور أميركا الرائد بوصفها قائداً عالمياً في مواجهة تغير المناخ، واليوم دعمنا هذا الالتزام بإجراءات قوية".
وقالت الوكالة، في بيان، إن سياساتها الجديدة ستحظر الحرق الروتيني للغاز الطبيعي الناتج عن آبار النفط المحفورة حديثاً، وستلزم شركات النفط بمراقبة التسربات من مواقع الآبار ومحطات الضغط، بالإضافة إلى وضع برنامج لاستخدام أدوات الاستشعار عن بعد التي تقدمها أطراف ثالثة للكشف عن انبعاثات غاز الميثان الكبيرة؛ مما يعرف باسم "البواعث الفائقة".
وأضافت الوكالة، أن هذه القواعد ستمنع ما يقدر بنحو 58 مليون طن من غاز الميثان من الوصول إلى الغلاف الجوي بين عامي 2024 و2038، وهو ما يعادل تقريباً جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من قطاع الطاقة في عام 2021.
وذكرت الوكالة أن الفوائد الناجمة عن هذه القواعد في مجالي المناخ، والصحة تصل إلى 7.6 مليار دولار سنوياً حتى عام 2038.
3 مليارات لصندوق المناخ الأخضر
من جانبها، أعلنت نائبة الرئيس الأميركي كمالا هاريس تعهد الولايات المتحدة بتقديم 3 مليارات دولار لصندوق المناخ الأخضر، لدعم العمل المناخي في الدول النامية.
وقالت في كلمة خلال مؤتمر الأطراف "COP 28": إنه قبل عامين وقف الرئيس جو بايدن على منصة مؤتمر COP 26، وأطلق إعلاناً يحدد الطموحات، وستكون الولايات المتحدة مجدداً قائداً عالمياً في المعركة ضد أزمة المناخ".
وأضافت: "ومنذ ذلك الحين، حولت الولايات المتحدة الطموح إلى عمل، وحققنا، الرئيس بايدن وأنا، أكبر استثمار يتعلق بالمناخ في تاريخ بلادنا، وقال البعض في تاريخ العالم، نحو تريليون دولار خلال السنوات العشر المقبلة".
وأردفت: "نتيجة لذلك، نبني في أنحاء الولايات المتحدة ونتوسع في (استخدام) مئات الألواح الشمسية، وتوربينات الرياح، والمركبات الكهربائية، ومنشآت تصنيع البطاريات، ونمد آلاف الأميال من خطوط لنقل الكهرباء لتوصيل الطاقة النظيفة إلى كل بقعة في بلادنا".
وتابعت: "نعمل على خفض الانبعاثات ليس فقط في قطاعات الطاقة والنقل؛ لكن أيضاً في قطاعات التصنيع والزراعة والبناء والتشييد. كما نستثمر أيضاً في القدرة على التكيف لاستعادة الخطوط الساحلية والأراضي الرطبة والغابات، ولجعل المجتمعات أكثر صموداً في مواجهة الظروف القاسية الناجمة عن تغير المناخ".
وزادت هاريس: "جعلنا أيضاً الإنصاف في محور جميع أعمالنا، والاستثمار في المجتمعات المهمشة التي تكون غالباً الأكثر تضرراً جراء الظروف المناخية القاسية، وتحمل عبئاً أكثر من التلوث الناجم عن الوقود الأحفوري".
وأشارت إلى أن الولايات تقود جهود تعزيز التمويل الدولي للمناخ، وقالت: "في هذا العام فقط زدنا إسهاماتنا لتقديم 9.5 مليار دولار، وهو ما يضعنا على المسار الصحيح لتحقيق طموحات الرئيس بايدن بالوصول إلى هدف 11 مليار دولار بحلول عام 2024".
تهديد وجودي
وحذرت نائبة الرئيس الأميركي من أن أزمة المناخ تشكل "تهديداً وجودياً"، مؤكدة أن التعامل معها "واجبنا والتزامنا وليس خياراً".
وقالت إن "بلادنا اجتمعت قبل 22 عاماً في برلين خلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (COP 1)، وآنذاك شكك كثيرون في التهديدات التي تشكلها أزمة المناخ".
وأضافت: "وبعد 20 عاماً، لم يعد هناك شك في أنحاء العالم، فقد أصيبت المجتمعات بالجفاف وأغرقتها الفيضانات، ودمرتها الأعاصير، ودخان حرائق الغابات يلبد سماواتنا، وارتفع مستوى مياه البحار ليقضي على أرواح وأرزاق ملايين الأشخاص".
وشددت هاريس على أن "الطابع الملح لهذه الفترة واضح، والوقت يمر بسرعة، ويتوجب علينا تعويض الوقت المهدر"، قائلة: "نحتاج إلى تغيير جذري وتأثير متسارع. وينبغي أن يتوفر لدينا الطموح الضروري لمواجهة هذه اللحظة. يجب ان نقود بشجاعة وإيمان راسخ".