أظهرت مسودة ثانية لما قد يكون الاتفاق النهائي لقمة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ "COP 28" أن المفاوضين يبحثون الدعوة إلى التخلص التدريجي "المنظم والعادل" من الوقود الأحفوري.
ونشرت هيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة (IPCC) مسودة النص، التي تظهر النتائج المحتملة للمحادثات المنعقدة في دبي، وتتناول في 24 صفحة الخيارات المختلفة التي طرحتها نحو 200 دولة تتفاوض في المؤتمر.
وتعد المفاوضات جزءاً من عملية "التقييم العالمي"، التي تحاول من خلالها تلك الدول الاتفاق على خطط لكبح ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
والخيار الأول المطروح في مسودة النص، هو "التخلص التدريجي المنظم والعادل من الوقود الأحفوري".
ودعا خيار ثانٍ إلى "تسريع الجهود الرامية إلى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري دون استخدام أجهزة احتجاز الانبعاثات والحد بسرعة من استخدامه لتحقيق الحياد الكربوني في أنظمة الطاقة بحلول منتصف القرن، أو في تلك الفترة تقريباً".
أما الخيار الثالث في النص فهو عدم التطرق إلى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، وهو خيار تدعمه بعض الدول، وفق ما صرح أحد المراقبين لوكالة "فرانس برس".
وتضمنت مسودة النص أيضاً خيار موافقة الدول على "التخلص التدريجي السريع من طاقة الفحم"، الذي يستخدم دون التقاط انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وذلك خلال العقد الجاري. كما تشمل الوقف الفوري لبناء محطات جديدة لتوليد الطاقة تعمل بالفحم، والتي ينبعث منها ثاني أكسيد الكربون.
ولكن هناك خيار ثانٍ لنفس الفقرة لن يذكر التخلص التدريجي من الفحم على الإطلاق.
مفاوضات مكثفة
ولم يشرع المفاوضون بعد في محاولة إيجاد رؤية مشتركة لمستقبل الوقود الأحفوري. واستخدموا المرحلة الأولى من المحادثات للاتفاق على الخيارات، وتمهيد الطريق أمام التوصل إلى اتفاق بشأن ما قد تكون القضية الأصعب.
وينعكس تعارض وجهات النظر في الخيارات المختلفة التي تركت مفتوحة بشأن مستقبل الوقود الأحفوري.
ويُفترض أن يتضمن النص الرئيسي الذي يجري التفاوض بشأنه أول "تقييم عالمي" لاتفاقية باريس للمناخ لعام 2015.
وقال هارجيت سينج من الشبكة الدولية للعمل المناخي إن الخيارات المفتوحة في النص الصادر الثلاثاء "تعني أن المفاوضات ستكون مكثفة".
"اتصلوا بهم"
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، الاثنين، إن بلاده لن توافق على الخفض التدريجي للوقود الأحفوري، وأضاف في مقابلة مع "بلومبرغ": "بالتأكيد لا.. وأؤكد لكم أن لا أحد، وأتحدث هنا عن الحكومات، يؤمن بذلك".
وتابع: "أود أن أطرح هذا التحدي على كل أولئك الذين يقولون علناً إن علينا (خفض استخدام الوقود الأحفوري تدريجياً)، سأعطيكم أسماءهم وأرقامهم، واتصلوا بهم واسألوهم كيف سيفعلون ذلك".
المشكلة الكبرى
وقالت لورانس توبيانا، التي صاغت اتفاق باريس التاريخي عام 2015، لوكالة "فرانس برس": "ليس لدينا حالياً أي وضوح في الرؤية حول التوازن في الاتفاق من خلال النصوص المقترحة، لأن كل الخيارات مطروحة.. لا يمكننا أن نرى نقطة التوازن لأن كل شيء مطروح على الطاولة".
وأضافت: "من ناحية، هذا أمر طبيعي في هذه المرحلة من المفاوضات، لكنه ينذر بأنها ستكون صعبة خصوصاً لأننا نتحدث عن المشكلة الكبرى المتمثلة في الوقود الأحفوري وبطريقة مباشرة تماماً".
"حلول زائفة"
وقالت منظمة "متتبع العمل المناخي" Climate Action Tracker، في آخر تقرير لها نُشر الثلاثاء، إن "على الرغم من وعودها، لم تفعل الحكومات ما يكفي للحد من الاحترار المناخي المتوقع في المستقبل، مع تحول البعض بدلاً من ذلك إلى حلول زائفة مثل احتجاز الكربون وتخزينه لإدامة اعتماد العالم على الوقود الأحفوري".
وأضافت الدراسة أن الالتزامات المناخية التي تعهدت بها بلدان العالم تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 2,5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن.
ويعكس ذلك الالتزامات الرسمية في "المساهمات المتخذة على المستوى الوطني" بحلول عام 2030.