COP28.. دول العالم تتبنى "اتفاقاً تاريخياً" للتحول عن الوقود الأحفوري

اتفاق دبي للمناخ يلقى ترحيباً وتوافقاً من 197 دولة

time reading iconدقائق القراءة - 7
رئيس مؤتمر الأطراف 28 سلطان أحمد الجابر يصفق بين مسؤولين آخرين قبل الجلسة العامة خلال قمة الأمم المتحدة للمناخ في دبي في 13 ديسمبر 2023 - AFP
رئيس مؤتمر الأطراف 28 سلطان أحمد الجابر يصفق بين مسؤولين آخرين قبل الجلسة العامة خلال قمة الأمم المتحدة للمناخ في دبي في 13 ديسمبر 2023 - AFP
دبي -وكالاتالشرق

أعلنت رئاسة مؤتمر  الأمم المتحدة المعني بالمناخ COP 28، الأربعاء، تبني دول العالم بالتوافق، أول اتفاق من نوعه يدعو إلى التحوّل عن الوقود الأحفوري، بما يشمل النفط والفحم والغاز، بعد مباحثات استمرت طوال الليلة الماضية، ووسط ترحيب وتأييد عالمي.

وعند افتتاح رئيس المؤتمر سلطان الجابر، الجلسة العامة الختامية، أقرت 197 دولة بالقرار الذي أعدّته الإمارات وقوبل ذلك بتصفيق حار من الحاضرين، فيما وصفه الجابر بأنه قرار "تاريخي لتسريع العمل المناخي".

وأضاف الجابر مخاطباً مندوبي الدول: "عملنا بجد في ساعات الليل المتأخر وصباح اليوم معاً بشكل جماعي للتوصل إلى التوافق، حيث أصغت الرئاسة ووجهت، وأنا وعدت بأني سأكون إلى جانبكم بكل خطوة، أنتم ارتقيتم للمستوى المطلوب، وأظهرتم المرونة ووضعتم المصالح المشتركة قبل المصالح الفردية".

وتابع: "سافرنا وقطعنا المسافات معاً خلال الأسبوعين الماضيين، إذ عملنا بجد لتأمين مستقبل أفضل لكوكبنا. يجب أن نفتخر بهذه الإنجازات التاريخية التي حققناها. الإمارات تفتخر بمساعدتكم على الانتقال إلى الأمام. لنتحد ونعمل الآن". 

ودعا الجابر، إلى اتخاذ خطوات من شأنها تحويل الاتفاق الذي تم التوصل إليه في ختام المؤتمر الذي تستضيفه دبي إلى "أفعال"، معتبراً أن "الاتفاق وضع العالم على المسار الصحيح للحفاظ على درجة حرارة الأرض"، مشيراً إلى أن الاتفاق وافقت عليه نحو 200 دولة، قائلاً: "الاتفاق يقدم خطة قوية نحو تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية لحرارة الكوكب".

وأضاف: "العالم كان بحاجة إلى طريق جديد، ونحن توصلنا إلى استجابة مطلوبة، لقد وضعنا العالم على المسار الصحيح، ومنحنا خطة للبقاء على هدف 1.5 درجة مؤية، هذه خطة متوازنة تتطرق للانبعاثات من أجل إعادة تصور التمويل العالمي وبتدعيم شامل، لتسريع العمل بشأن الخطة".

وأردف: "وعدتكم بمؤتمر مختلف، جمع بين القطاعات المختلفة، واستطعنا توجيه العالم للمسار الصحيح. الكل أتى معاً منذ اليوم الأول للمؤتمر والكل وعد ووفا، وحصلنا على تعهدات قيمتها أكثر من 83.38 مليار دولار خلال الأيام الستة الأولى، واتخذنا قرارات بشأن الزراعة والصحة. كل هذه الإنجازات هي الأولى من نوعها، وستضع العالم بقالب أنظف ومزدهر بشكل عادل".

وقال إن هذه العملية "كان يحركها الشفافية والمصداقية، الكل صوته كان مسموعاً ونتيجة لذلك حققنا قفزة نوعية، وأعدنا تأطير محادثات تمويل قضايا المناخ، وانتقلنا إلى عقلية جديدة، حيث الحلول تصبح محركاً لعصر جديد".

"اتفاق يدعو للتفاؤل"

ويهدف الاتفاق الذي تم التوصل إليه في دبي بعد مفاوضات شاقة لأسبوعين إلى توجيه رسالة قوية إلى المستثمرين وصناع السياسات مفادها أن العالم متحد الآن في الرغبة في التوقف عن استخدام الوقود الأحفوري، وهو أمر يقول العلماء إنه آخر أفضل أمل لدرء الكارثة المناخية.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، قال في منشور عبر منصة "إكس: "إلى أولئك الذين عارضوا الإشارة الواضحة إلى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري خلال مؤتمر المناخ COP28، أود الإشارة إلى أن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري أمر لا مفر منه. دعونا نأمل ألا يأتي بعد فوات الأوان".

وأضاف: "يخبرنا العلم أن الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض بحيث لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية سيكون مستحيلاً دون التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، وقد تم الاعتراف بذلك أيضاً من قبل تحالف متنامٍ ومتنوع من البلدان المشاركة في COP28. يجب أن ينتهي عصر الوقود الأحفوري بالعدالة والإنصاف".

بدورها، أكدت وزيرة انتقال الطاقة الفرنسية أنييس بانييه روناشيه، أن "اتفاق كوب 28 الذي تمّ تبنيه للتو هو انتصار للتعددية والدبلوماسية المناخية"، مضيفة 
أن النصّ الذي استغرق التفاوض بشأنه ليال طويلة، "يدعو للمرة الأولى إلى التخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري، تماشياً مع هدف حصر الاحترار المناخي بـ 1.5 درجة مئوية، الذي نصّ عليه اتفاق باريس المبرم عام 2015".

وقال جون كيري، المبعوث الأميركي للمناخ، إن "اتفاق دبي يدعو إلى التفاؤل في عالم يعاني نزاعات"، مضيفاً: "أعتبر أن الجميع هنا يجب أن يكونوا سعداء، لأنه في عالم يشهد حرباً في أوكرانيا، وفي الشرق الأوسط وجميع التحديات الأخرى التي يواجهها كوكب متخبط  (...) هناك سبب للتفاؤل وسبب للامتنان وسبب لتوجيه تهنئة كبيرة لكل الحاضرين هنا".

من جانبه، قال وزير الخارجية النرويجي، إسبن بارث إيدي: "أخيراً، عالجنا الأمر بشكل مباشر"، في حين قال كبير مفاوضي المناخ البرازيلي أندريه كوريا دو لاجو: "أعتقد أننا يجب أن نوافق عليه".

وقال المفوض الأوروبي للمناخ ووبكي هويكسترا، قبل الجلسة "للمرة الأولى منذ 30 عاماً، يمكننا أن نقترب الآن من بداية نهاية الوقود الأحفوري. إننا نتخذ خطوة مهمة، مهمة جداً لنبقي الاحترار عند 1.5 درجة مئوية".

وأوضح مبعوث كينيا لتغير المناخ، علي محمد، أن النص المقترح كان مقبولاً، مشيراً إلى أن "تقييمنا هو أننا نستطيع الموافقة على هذا النص".

من جهتها، قالت مديرة السياسات في برنامج المناخ والطاقة في اتحاد العلماء المهتمين في الولايات المتحدة، راشيل كليتوس، إن "أحكام التمويل وحقوق الملكية غير كافية، ويجب تحسينها في المستقبل من أجل ضمان قدرة البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل على التحول إلى الطاقة النظيفة وسد فجوة فقر الطاقة".

ويرى علماء المناخ أن الوقود الأحفوري هو مصدر انبعاثات الغازات الدفيئة التي تؤدي إلى تغير المناخ، وحال تطبيق الاتفاق، فسيكون ذلك بمثابة المرة الأولى التي تتفق عليها الدول على تحرك منسق بعيداً عن النفط والغاز والفحم.

ولاعتماد هذا الاتفاق تعين أن يحظى بموافقة جميع الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، إذ كان يمكن لاعتراض بلد واحد أن يحول دون ذلك.

تسريع التحول عن الوقود الأحفوري

وفي وقت سابق، الأربعاء، نشرت هيئة تابعة للأمم المتحدة معنية بالمناخ، النص المقترح للاتفاق والذي تضمن إشارة إلى التحول عن الوقود الأحفوري بالكامل في العقد الحالي.

وتطرق النصّ إلى مصير جميع أنواع الوقود الأحفوري، بما يشمل النفط والغاز والفحم، ولا يُدرج عبارة "التخلص التدريجي" من هذا الوقود، الذي طالبت به الدول الأكثر طموحاً، ورفضتها الدول المنتجة للنفط.

وتضمن إشارة إلى التحول بعيداً عن جميع أنواع الوقود الأحفوري، لتمكين العالم من الوصول إلى صافي الصفر بحلول عام 2050، إذ أقرت الوثيقة بالحاجة إلى تخفيضات عميقة وسريعة ومستدامة لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بما يتماشى مع هدف 1.5 درجة مئوية، وذلك من خلال إقرار 8 بنود.

وأصبحت المسودة أكثر وضوحاً عن نسخة سابقة، نشرت، مساء الاثنين، ولم تلزم الدول بخطوات محددة، مثل مضاعفة الطاقة المتجددة 3 أمثال، وتعزيز كفاءة الطاقة، وبدلاً من ذلك، منحت الدول الخيار الذي "قد يتخذونه".

ونصت المسودة التي تخضع للنقاش منذ، مساء الثلاثاء، على أن الدول "يجب" أن تتخذ هذه الخطوات، بدلاً من اللغة السابقة التي كانت تنص على أن الدول "بإمكانها" اتخاذ تلك الخطوات، فيما رجحت "بلومبرغ" أن يتغلب هذا التغيير على معارضة الكثير من الدول للمسودة الأولية، لأنه يقوي الدفاع باتجاه تقليل الانبعاثات.

تصنيفات

قصص قد تهمك