الحرب على غزة تصل الزراعة.. غارات إسرائيل تدمر "التين والزيتون"

time reading iconدقائق القراءة - 5
موظفون في مديرية الزراعة بشمال غزة يتفقدون أثار العدوان الإسرائيلي على قطاع الزراعة في غزة - facebook/ وزارة الزراعة في غزة
موظفون في مديرية الزراعة بشمال غزة يتفقدون أثار العدوان الإسرائيلي على قطاع الزراعة في غزة - facebook/ وزارة الزراعة في غزة
رام الله -الشرق

تُصنّف دولة فلسطين على أنها أرض زراعية، يشكل القطاع الزراعي فيها عماد الاقتصاد والمصدر الرئيسي للأمن الغذائي، لكن هذا القطاع يواجه تحديات كبيرة في ظل الاحتلال الإسرائيلي، وتقسيمات الأراضي وفق اتفاقية "أوسلو"، وقرارات مصادرة الأراضي، والاستيطان، حتى جاءت الحرب على غزة لتصيب الزراعة بدمار غير مسبوق، يضاف إلى تدمير المنازل والمستشفيات، ومن قبلهم الضحايا الفلسطينيين.

ويسيطر الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل على المناطق المصنفة (ج) وفق اتفاقية "أوسلو" والتي تشـكل حوالي 60% من مساحة الضفة الغربية، ويستغل بشكل مباشر أكثر من 70% من مساحة تلك المناطق، فضلاً عن هيمنته على جميع الموارد المائية في فلسطين، بحسب التعداد الزراعي 2020-2021، الذي أعدته وزارة الزراعة الفلسطينية، والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

وألحقت حرب إسرائيل على غزة "دماراً شاملاً" بمحصول الزيتون في القطاع، إذ أحرقت القنابل الفسفورية آلاف الأشجار، كما أتلفت أشجار التين، وجرفت مساحات واسعة من الأراضي، خاصة في شمال غزة، والمناطق الساحلية، ومنطقة جحر الديك الزراعية، وفق إيمان جرار، مدير عام الخدمات الزراعية بوزارة الزراعة الفلسطينية.

وساهمت الزراعة بنسبة 11% في الناتج المحلي لقطاع غزة العام الماضي، وفق جرار التي وصفت الأوضاع في غزة بأنها "سوداوية"، بعد تدمير أراض زراعية بالكامل، شمال القطاع المحاصر.

جريمة "القنابل الفسفورية"

وقالت لـ"الشرق": "نحن غير قادرين، حتى اللحظة، على معرفة عدد المزارعين الذي ما زالوا على قيد الحياة، بسبب صعوبة التواصل في هذه المناطق، كما سقط أحد موظفينا في قصف إسرائيلي، وكنا نعتمد عليه في معرفة حقائق الأزمة".

وأشارت إلى أن جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، يقدر حجم الخسائر في القطاع الزراعي في غزة خلال الحرب الأخيرة، بحوالي 180 مليون دولار، مشيرة إلى أن استمرار الحرب معناه المزيد من الخسائر والأضرار.

وحذرت من أن "القنابل الفسفورية التي يلقيها الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الزراعية في غزة ستؤثر بشكل كبير، وعلى المدى البعيد، على إنتاجيتها "، موضحة أن "الأضرار هائلة، وغير مسبوقة، بسبب المواد الكيميائية، ولا يمكننا حصرها بشكل دقيق، قبل إجراء الفحوصات اللازمة".

وتوقعت إيمان أن تنعكس هذه المعطيات على الإنتاج الزراعي مستقبلاً "بسبب الحرب ومخلفاتها، ومن الممكن ألا تعود بعض الأراضي صالحة للزراعة".

وأضافت أن مئات الآبار تعرضت إلى التدمير، وهي من أهم مصادر الري للقطاع الزراعي، خاصة أن تكلفة البئر الواحدة لا تقل عن 100 ألف دولار، مشددة على أن الأمر لا يتوقف على ما شهده القطاع من خسائر، وإنما يشمل الأوضاع السكانية والاجتماعية، حيث يعد النشاط الزراعي أحد أهم القطاعات الإنتاجية، ضمن الناتج المحلي الإجمالي للقطاع، وما يعنيه ذلك من توفير فرص العمل.

الثروة الحيوانية.. مصير مماثل

وأوضحت أن الثروة الحيوانية في القطاع تعرضت لمصير مماثل، نظراً لغياب مقومات استمرارها، فلا أعلاف، ولا سولار، ولا كهرباء لتدفئة المزارع، ما يعني أن الخسائر كبيرة، ولا يمكن حصرها الآن.

وكشفت إيمان جرار أن القطاع الزراعي في غزة واجه دماراً خلال الفترة من 2014 وحتى 2022 بتكلفة بلغت نحو 2 مليار دولار "لكن بالمقارنة مع الدمار الهائل الذي نشهده اليوم في حرب 2023، وأطنان المتفجرات غير المسبوقة التي ألقيت على القطاع، فإن الخسائر قد تصل إلى مليارات الدولارات، وسنبدأ من الصفر في غزة".

تصنيفات

قصص قد تهمك