ضربت سلسلة زلازل قوية وصل عددها إلى 21، وسط اليابان، الاثنين، ما تسبب في حدوث موجات مد عاتية (تسونامي) بارتفاع متر واحد، ودفع السلطات إلى الطلب من السكان مغادرة المناطق المعنية، واللجوء فوراً إلى المرتفعات.
وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية NHK، بعدما ضرب الزلزال منطقة نوتو في مقاطعة إيشيكاوا قرابة الساعة 16:10 بالتوقيت المحلي (07:10 بتوقيت جرينتش) "على جميع السكان إخلاء منازلهم فوراً إلى المرتفعات".
وأضاف مذيع من الهيئة: "نحن نعلم أن منازلكم وممتلكاتكم عزيزة عليكم، لكن حياتكم أهم من أي شيء آخر. اهربوا إلى أعلى المناطق الممكنة".
وحض رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا السكان الذين يعيشون في المناطق التي تلقت تحذيراً من حدوث تسونامي على "إخلاء المنطقة على الفور".
وقال كيشيدا للصحافيين، إن الحكومة ستنقل بدقة معلومات الإخلاء، وستقيم بسرعة الوضع الفعلي للأضرار، وستعمل بالتعاون مع الحكومات المحلية لحماية حياة السكان، بحسب وكالة "كيودو" اليابانية للأنباء.
وأفادت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية، بأن أمواجاً يصل ارتفاعها إلى 1.2 متر، ضربت ميناء واجيما في مقاطعة إيشيكاوا عند الساعة 16:21 بالتوقيت المحلي (07:21 بتوقيت جرينتش)، بعدما سجّلت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، ووكالات أخرى، زلزالاً قوياً بلغت قوته 7.5 درجات قبل 10 دقائق تقريباً على ذلك.
وأظهرت صور بثها التلفزيون الياباني، اندلاع حريق في واجيما، دون تقديم تفاصيل إضافية حتى الآن.
ونُشر مقطع فيديو على منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، يظهر منازل خشب قديمة منهارة. ويسمع فيه شخص يطلب المساعدة، ويقول: "هذه منطقة ماتسونامي في نوتو. نحن في وضع مروع. من فضلكم تعالوا وساعدونا. مدينتي في وضع مروع".
موجات تسونامي
بدوره، حذّر مركز الإنذار من أمواج تسونامي في المحيط الهادئ، من احتمال حدوث أمواج تسونامي خطرة، في منطقة قطرها 300 كيلومتر حول مركز الزلزال على طول ساحل اليابان.
وأُعلنت حالة "الإنذار" في مدن في أقصى الشرق الروسي، الاثنين، بسبب خطر محتمل بحدوث تسونامي من دون القيام بعمليات إخلاء حتى الآن.
وقالت وزارة الحالات الطارئة الروسية عبر تليجرام: "قد تطال موجات تسونامي شواطئ على ساحل ساخالين الغربي"، فيما أوصت سلطات فلاديفوستوك الصيادين بالعودة إلى الميناء.
وذكرت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء، أن الحكومة الروسية أصدرت تحذيراً من حدوث تسونامي في منطقة سخالين الساحلية الغربية في الشرق الأقصى عقب الزلزال الذي ضرب اليابان.
وأصدرت كوريا الشمالية والجنوبية، تنبيهات مماثلة لمناطقهما الساحلية الشرقية، وفق وسائل إعلام والسلطات المحلية.
وقالت وزارة الدفاع اليابانية، إنها أجلت نحو ألف من السكان وآخرين إلى قاعدة تابعة لقوات الدفاع الذاتي الجوية في واجيما، وإن قوات الدفاع الذاتي تستجيب بتوزيع البطانيات والمياه والغذاء.
وطلب حاكم إيشيكاوا، هيروشي هاسي، من قوات الجيش إرسال أفراد في مهمة إغاثة من الكوارث، وفقاً للحكومة المركزية.
وسجّلت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية، 21 زلزالاً بقوة أدناها أربع درجات في شبه جزيرة نوتو خلال ما يزيد قليلاً عن ساعة ونصف ساعة.
وسجّل أقواها عند الساعة 16:10 بالتوقيت المحلي (07:10 بتوقيت جرينتش) في الطرف الشمالي الشرقي من شبه الجزيرة. وبعدما سجّل بداية بقوة 7.4 درجات، عدّلتها هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إلى 7.5 درجات، ووكالة الأرصاد الجوية اليابانية إلى 7.6.
انقطاع للكهرباء
من جانبه، قال الناطق باسم الحكومة يوشيماسا هاياشي، إنه تأكد انهيار العديد من المباني بعد الزلزال، مشيراً إلى أن الحكومة ستواصل تقييم حجم الأضرار الناجمة عنه.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي طارئ أنه تلقى معلومات تفيد بوجود ستة بلاغات عن أشخاص محاصرين تحت المباني المنهارة أو بسبب ظروف أخرى ناجمة عن الزلزال، وطالب الناس بإيلاء اهتمام وثيق لمعلومات الطوارئ، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أنفسهم، وفق ما أوردت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية.
وأشار إلى انقطاع التيار الكهربائي عن نحو 33 ألفاً و500 منزل، وتعطل خدمات اتصالات الهاتف المحمول في مقاطعات إيشيكاوا وتوياما ونيجاتا، وكلها تقع على جانب بحر اليابان في جزيرة هونشو في اليابان، مضيفاً أنه سمع أن مطار نوتو مغلق أمام حركة النقل الجوي.
كذلك، أُغلقت طرق سريعة رئيسية، الاثنين، في محيط مركز الزلازل، وفق ما ذكرت الشركة المشغلة للطرق، وعُلّقت رحلات قطار شينكانسن السريع بين طوكيو ومركز الزلزال في منطقة نوتو بحسب السكك الحديد اليابانية.
وقالت الحكومة المركزية في إيشيكاوا، إن هناك ست حالات دُفن فيها أشخاص أحياء؛ بسبب انهيار المنازل في واجيما بشبه الجزيرة، كما اندلع حريق واسع النطاق في المدينة عقب الزلزال، بينما أبلغت عدة بلديات أخرى عن انهيار منازل.
لا خلل في المحطات النووية
وقال هاياشي الناطق باسم الحكومة، خلال المؤتمر الصحافي، إن حريقاً اندلع في محول بمحطة شيكا للطاقة النووية، لكن أُخْمِد ولم يكن له أي تأثير في المحطة.
وأكّد أنه لم يُبْلَغ عن أي خلل حتى الآن في المنشآت النووية، مضيفاً: "جرى تأكيد عدم وجود أي خلل في محطة شيكا للطاقة النووية (في إيشيكاوا) ومحطات أخرى حتى الآن".
وتعرضت البلاد في مارس 2011 لإحدى أسوأ الكوارث في العصر الحديث، إذ ضرب زلزال بقوة تسع درجات قرب سواحلها الشمالية الشرقية، نتجت منه موجات مد "تسونامي"، وأودى بحياة 18 ألفاً و500 شخص بين ضحية ومفقود.
وأدت هذه الكارثة أيضاً إلى حادث محطة "فوكوشيما" النووية، وهو الأسوأ منذ حادث تشيرنوبل في عام 1986.
وتشهد اليابان باستمرار زلازل بسبب وقوعها في منطقة "حزام النار" في المحيط الهادئ، التي تشهد نشاطاً زلزالياً مرتفعاً. وتمتد هذه المنطقة في جنوب شرق آسيا، وإلى حوض المحيط الهادئ.
لذلك تفرض السلطات في الأرخبيل معايير بناء صارمة، بحيث تكون المباني عموماً مقاومة للزلازل القوية، فيما السكان معتادون على هذه المواقف التي يستعدون لها بانتظام.