الجوع يقرص الحيوان والإنسان في حديقة حيوانات برفح جنوبي غزة

time reading iconدقائق القراءة - 4
أطفال فلسطينيون يجلسون على حيوانات محنطة يقول أصحابها إنها ماتت نتيجة الجوع في حديقة بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة- 3 يناير 2017 - Reuters
أطفال فلسطينيون يجلسون على حيوانات محنطة يقول أصحابها إنها ماتت نتيجة الجوع في حديقة بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة- 3 يناير 2017 - Reuters
غزة-رويترز

نصب العشرات من سكان غزة المعوزين خياماً بين أقفاص حديقة حيوانات في رفح وسط أصوات القرود والببغاوات والأسود الجائعة طلباً للطعام، بعد مرور 12 أسبوعاً على شن إسرائيل حربها على القطاع الفلسطيني.

ونزح جميع سكان غزة تقريباً البالغ عددهم 2.3 مليون، تحت وطأة القصف الإسرائيلي الذي حوّل معظم القطاع إلى أنقاض. ويتكدس الكثيرون الآن في مدينة رفح الجنوبية حيث تعج الشوارع والأراضي الخلاء بمخيمات مؤقتة للاحتماء.

ونصب نازحون صفاً من الخيام البلاستيكية بالقرب من حظائر في حديقة الحيوانات الخاصة التي تديرها عائلة جمعة، ويعلقون ملابسهم التي يغسلونها على حبال ممدودة بين أشجار النخيل.

ووقف في القرب عامل يُحاول إطعام قرد ضعيف شرائح من البندورة (الطماطم) بيده.

والعديد من أولئك الذين لجأوا إلى حديقة الحيوانات هم أفراد من عائلة جمعة الممتدة الذين كانوا يعيشون في أنحاء مختلفة من القطاع قبل أن يدمر الصراع منازلهم.

وقال عادل جمعة الذي فر من مدينة غزة: "هناك الكثير من العائلات قد محيت من السجل المدني. ونحن الآن كل عائلتنا موجودون في هذه الحديقة... أنا لست خائفاً، لأن الحيوانات على الأرض أرحم بكثير من طائرات ودبابات العدو الإسرائيلي. الوجود بين الحيوانات أرحم بكثير من طائرات الاحتلال في السماء".

وأشار أحمد جمعة، مالك حديقة الحيوانات، إلى إن 4 قرود نفقت بالفعل، وصار خامس ضعيفاً جداً لدرجة أنه لا يستطيع حتى إطعام نفسه عندما يتوفر الطعام.

وأضاف أنه يخشى كذلك على حياة شبلين يمتلكهما. وقال: "بالنسبة للأسود، نحاول أن نوفر لهم يعني وجبة كل أسبوع. وأحياناً ما لا نقدر أن نوفر لها. يعني يمكن أن ندبر لهم خبزاً ناشفاً ننقعه في مياه.. نحاول نخليهم على قيد الحياة. الوضع مأساوي جداً".

وتابع أن أم الصغيرين فقدت نصف وزنها منذ بدء الصراع بعد أن صارت تحصل على حصص أسبوعية من الخبز بدلاً من وجبات الدجاج اليومية.

وحذّر تقرير لجنة مدعومة من الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، من أن غزة معرضة لخطر المجاعة، إذ يواجه جميع السكان مستويات أزمة جوع. وأوقفت إسرائيل جميع واردات الغذاء والدواء والطاقة والوقود إلى غزة في بداية الحرب.

وعلى الرغم من أنها تسمح الآن بدخول المساعدات إلى غزة، فإن الإمدادات تُواجه عراقيل بسبب التدقيقات الأمنية، واختناقات التسليم، وصعوبة التحرك عبر الأنقاض في منطقة الحرب. ويقول الكثير من الفلسطينيين هناك إنهم لا يأكلون كل يوم.

واستلقت اللبؤة مع شبليها بلا مبالاة في قفص بحديقة الحيوانات، بينما كان أطفال يلعبون في مكان قريب.

وقال سفيان عابدين وهو طبيب بيطري يعمل في الحديقة إن الحيوانات تنفق وتمرض كل يوم. وأضاف: "كل يوم نلاحظ حالات نفوق وجوع والضعف والأنيميا، وهذه المشاكل بشكل رهيب. بالنسبة للأكل، لا يوجد أكل".

تصنيفات

قصص قد تهمك