أمرت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية بوقف تحليق العديد من طائرات "بوينج 737 ماكس-9" Boeing 737 MAX-9، مؤقتاً لإجراء فحوصات سلامة عليها بعد انفجار في مقصورة أجبر طائرة جديدة محملة بالركاب تابعة لشركة "ألاسكا إيرلاينز" على الهبوط اضطرارياً في وقت متأخر الجمعة.
وقال مدير إدارة الطيران الاتحادية مايك ويتاكر، السبت، إن الإدارة "تطلب إجراء عمليات تفتيش فوراً لطائرات معينة من طراز "بوينج 737 ماكس-9" قبل أن تتمكن من العودة إلى الطيران".
وأضاف: "سيظل عامل السلامة هو ما يدفعنا لاتخاذ القرار، بينما نساعد في التحقيق الذي يجريه المجلس الوطني لسلامة النقل حول رحلة (ألاسكا إيرلاينز) رقم 1282".
وقبل هذا القرار، أعلنت شركة "ألاسكا إيرلاينز" الأميركية توقيف أسطولها من هذا الطراز والمكون من 65 طائرة.
يأتي ذلك في أعقاب حادث وقع الجمعة بُعيد إقلاع رحلة تابعة لشركة "ألاسكا إيرلاينز" من مطار بورتلاند الدولي، بولاية أوريجون، شمال غرب الولايات المتحدة، قرابة الخامسة عصراً (الواحدة من فجر السبت بتوقيت جرينيتش)، متجهة إلى أونتاريو بولاية كاليفورنيا.
وانتُزع جزء من الجانب الأيسر للطائرة المذكورة بعد إقلاعها، ما أجبر قائد الطائرة على العودة والهبوط بسلام. وكان على متن الطائرة المتضررة التي دخلت الخدمة قبل 8 أسابيع فقط، 171 راكباً وطاقم من 6 أفراد.
وقالت "بوينج" إنها تؤيد القرار الذي يتطلب إجراء عمليات فحص فوري لطائرات "بوينج ماكس 737-9" التي لها "نفس بنية الطائرة المتضررة". ويغطي التوجيه الصادر من إدارة الطيران الاتحادية 171 طائرة، ومن المتوقع أن يصبح سارياً في وقت لاحق، السبت.
ضربة جديدة
وتم إيقاف تحليق الطائرة "737 ماكس" الأكثر مبيعاً لشركة بوينج لمدة 20 شهراً في شتى أنحاء العالم بعد حادثين مميتين في عامي 2018 و2019 أوديا بحياة 346 شخصاً في إثيوبيا وإندونيسيا. ولم تسمح إدارة الطيران الفيدرالية بعودتها إلى الخدمة إلا بعد إجراء تعديلات على نظام التحكم في الطيران.
ويمثل قرار إدارة الطيران الاتحادية "ضربة جديدة" لشركة "بوينج" في الوقت الذي تحاول التعافي من أزمات متتالية تتعلق بالسلامة وجائحة كوفيد-19 وتراكم الديون عليها.
ولم يتضح حتى الآن سبب هذا القصور الواضح في هيكل الطائرة، ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات. وتم تسليم نحو 218 نسخة من هذا الطراز حتى الآن، بحسب بيانات حصلت عليها وكالة "فرانس برس" من شركة "بوينج".
وفي الآونة الأخيرة، اضطرت شركة "بوينج" إلى تأخير عمليات التسليم، بسبب مشاكل في هيكل الطائرة، وخاصة في قسمها الخلفي.
وقالت "يونايتد إيرلاينز" إنها علقت مؤقتاً خدمات 45 طائرة من طراز "بوينج 737 ماكس-9" لإجراء الفحص المطلوب من إدارة الطيران الاتحادية.
و"ألاسكا" و"يونايتد" هما الشركتان الأميركيتان الوحيدتان اللتان تستخدمان حالياً طائرات "ماكس 737-9"، وفقاً لمقدم بيانات الطيران "سيريوم".
وذكر موقع "فلايت رادار 24" أن "ألاسكا إيرلاينز" ألغت 108 رحلات، السبت، أو 14% من رحلاتها المقررة.
فحص الهياكل
وقال المجلس الوطني لسلامة النقل إن فريقاً من الخبراء المختصين في هياكل الطائرات وأساليب عملها وأنظمتها سيصل إلى موقع الحادث في وقت لاحق، السبت، لبدء تحقيق في الواقعة.
وأعلنت "ألاسكا إيرلاينز"، في بيان، الانتهاء من أكثر من ربع عمليات الفحص دون العثور على أي مشكلات، وستستأنف الرحلات الجوية بتلك الطائرات.
وذكرت "بوينج" أنها تعمل على جمع المزيد من المعلومات، وأنها على اتصال مع شركة الطيران.
وتظهر صور التقطها الركاب اختفاء جزء من جسم الطائرة يستخدم أحياناً كباب للخروج في منتصف المقصورة، تاركاً فجوة على شكل باب.
وعادة ما تقوم شركات الطيران منخفضة التكلفة بتركيب الباب الإضافي؛ لأنها تضع مقاعد إضافية؛ ما يتطلب المزيد من مسارات الإخلاء. لكن يتم سد هذه الأبواب بشكل دائم في بعض الطائرات، ومنها طائرات شركة "ألاسكا إيرلاينز".
وذكرت تقارير أن المقعد المجاور للجزء المفقود من الطائرة، والذي كان يحتوي على نافذة عادية، كان شاغراً.
ماذا حدث؟
أظهرت صور نُشرت على شبكات التواصل الاجتماعي نافذة مقتلعة في طائرة تدلّت من سقفها أقنعة الأكسجين.
وأوضح أحد الركاب، ويدعى كايل رينكر لمحطة "سي إن إن" التلفزيونية الأميركية أن النافذة انتُزعت بعد الإقلاع مباشرة. وقال "كان الأمر مفاجئاً فعلاً. ما كادت الطائرة ترتفع حتى انخلع لوح النافذة، ولم ألاحظ ذلك إلا عندما تدلّت أقنعة الأكسجين".
وروَت راكبة أخرى تدعى في نجوين لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنها استيقظت بفعل ضجيج قوي أثناء الرحلة. وقالت: "فتحت عيني وأول شيء رأيته هو قناع الأكسجين الذي كان أمامي مباشرة، ونظرت إلى اليسار، ورأيت أن النافذة الجانبية اختفت". وأضافت: "أول ما تبادر إلى ذهني هو أنني سأموت".