رفح الفلسطينية تتحول لمدينة خيام.. والنازحون يواجهون الجوع والعراء

time reading iconدقائق القراءة - 6
طفل نازحة مع عائلتها تجلس على الأرض في مخيم رفح جنوبي غزة وسط استمرار الغارات الإسرائيلية على مختلف أنجاء القطاع- 10 يناير 2024 - Reuters
طفل نازحة مع عائلتها تجلس على الأرض في مخيم رفح جنوبي غزة وسط استمرار الغارات الإسرائيلية على مختلف أنجاء القطاع- 10 يناير 2024 - Reuters
رفح-AWP

في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، التي أصبحت خيامها غير كافية لحماية سكانها من قسوة البرد والمطر، يتضور الناس جوعاً بعد نفاذ ما يمكنهم الاعتماد عليه لتأمين حاجاتهم الأساسية. ويُقال إن بعضهم أصبح يقتات حتى على أوراق الشجر.

في هذه المدينة المتاخمة للحدود المصرية، تتشكل لوحات حزينة لنازحين يبحثون عن مأوى هرباً من النيران الإسرائيلية، وطعاماً بعد نفاذ الإمدادات؛ بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع.

ويعيش في رفح أكثر من مليون نازح، وفقاً لتقديرات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا". ويشكل هؤلاء النازحون نصف تعداد سكان القطاع، وقد فروا جميعاً من منازلهم بسبب الحرب.

وفي هذا السياق الصعب، يروي النازحون وسكان المدينة قصصاً مأساوية عن نزوح غير مسبوق، يفوق في قسوته أي حدث سابق، حيث يواجهون تحديات هائلة لتأمين أبسط احتياجاتهم اليومية.

وقال عبد السلام حمد الذي نزح مع عائلته إلى رفح، إنه بعد مرور 3 أيام من بداية رحلة النزوح في المدينة، لم يتمكن من العثور على خيمة تؤويه.

وأضاف في حديث لـ"وكالة أنباء العالم العربي": "طلبنا من نازحين آخرين أن يستقبلوا النساء والأطفال، فاضطر الرجال في تلك الخيام إلى الخروج منها، وظلت النساء فيها، ونمنا نحن الرجال في العراء، ولا نزال نحاول الحصول على خيمة، وإذا ما وجدناها لا نعرف أين نضعها بسبب ضيق المكان".

رفح.. مدينة مزدحمة بالخيام

النازح محمد غنام، كان أيضاً يُكافح من أجل إيجاد مكان يضع فيه خيمة بدائية صنعها من قطع قماش بالية، حيث ذهب إلى أبعد نقطة في المدينة في محاولة لإيجاد مكان يضع فيه خيمة تأوي أطفاله، وقال: "لم يبق مكان تضيف فيه خيمة جديدة في رفح، أصبحت مدينة الخيام بكل معنى الكلمة".

وتحدث غنام عن توزيع بعض الخيام والأغطية من قبل الهلال الأحمر ووكالة "الأونروا"، لكنه أكد أن ما يصل إلى هناك لا يكفي لسد حاجة النازحين الذين تتزايد أعدادهم بسبب وصول العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى مناطق خان يونس.

ولم يكن النزوح إلى رفح مجرد تغيير في مكان الإقامة، بل كان خطوة ثقيلة على أكتاف نحو مليون فلسطيني رحلوا من ديارهم، وتركوا ذكرياتهم خلفهم ليبحثوا عن مأوى جديد.

وقال غنّام إن الحصول على وجبة طعام أصبح أمراً في غاية الصعوبة، مضيفاً: "قيل لنا إن بعض الناس لم يجدوا ما يأكلونه وبحثوا عن أوراق الشجر.. حتى مصطلح نازح لم نصل إليه، نحن أبعد بكثير حتى عن مقومات النزوح".

ونقلت الوكالة عن نبال فرسخ، المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، أن الأوضاع في رفح "أقل ما يقال عنها إنها مأساوية"، مشيرة إلى تزايد موجات النزوح إلى المدينة مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في مناطق خان يونس، التي سبق أن نزح إليها السكان من شمال غزة قبل أن ينزحوا من جديد إلى رفح.

وذكرت فرسخ أن هناك شحّاً كبيراً في المياه والطعام، وانعدام لمقومات الحياة في المدينة.

وتابعت: "حتى الناس الموجودة في مراكز الإيواء تعيش في ظروف غير إنسانية على الإطلاق، نتحدث عن تكدس النازحين بأعداد كبيرة، وفي ظل ظروف غير صحية"، مشيرة إلى أن "الكثيرين يضطرون إلى شرب المياه غير الصالحة للشرب، الأمر الذي أدى إلى انتشار الكثير من الأمراض، وهناك أعداد كبيرة وآلاف الحالات من الأمراض التنفسية والصدرية والجلدية بسبب قلة النظافة".

ولا تزيد مساحة رفح عن 32 كيلومتراً مربعاً من إجمالي مساحة القطاع، البالغة 365 كيلومتراً مربعاً.

تصنيفات

قصص قد تهمك