أطلقت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA، حملة دعائية جديدة تسعى من خلالها إلى تجنيد عملاء من المخابرات الروسية، للعمل في صفوفها.
وقال مدير CIA وليام بيرنز في يوليو الماضي، إن حالة عدم الرضا وسط العملاء الروس؛ بسبب الحرب التي تشنها موسكو في أوكرانيا، خلقت فرصة نادرة تتيح تجنيدهم كجواسيس، مشيراً إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لن تضيع مثل هذه الفرصة.
ونشرت الوكالة مقطع فيديو بالروسية عبر منصاتها الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، تستهدف فيه من سمتهم "الروس الوطنيين العاملين في وكالات المخابرات الروسية الذين يشعرون بالخيانة، بسبب الفساد في الدوائر العليا، والتجهيزات الضعيفة التي تتوفر عليها القوات الروسية".
وجاء في الشريط الدعائي، وهو جزء من سلسلة من المقاطع التي نشرتها الوكالة: "ربما لا يريد من هم حولك أن ينصتوا للحقيقة، لكننا نريد ذلك، أنت لست ضعيفاً".
ويظهر المقطع المصحوب بموسيقى كلاسيكية حزينة، رجلاً في الثلاثينيات من عمره يعمل في وكالة المخابرات العسكرية الروسية، يقدم نفسه على أنه شخص وطني يحب روسيا، وعمل في وقت سابق في وحدة المظليين.
ويتساءل هذا الشخص: "هل أملك ما يكفي من الشجاعة لأواجه هذه الخيانة؟"، قبل أن يجيب بأنه "اكتشف أن العدو الحقيقي موجود داخل روسيا على شكل قيادة ونخبة فاسدة".
ويتابع هذا الشخص قائلاً: "القيادة العلياً باعت للشعب مقابل القصور واليخوت في الوقت الذي يمضغ جنودنا البطاطا المتعفنة، ويطلقون النار من بنادق تعود إلى عصر ما قبل التاريخ. شعبنا مضطر لإعطاء الرشاوى لمجرد الحصول على عمل".
ويتخلل الشريط الدعائي مقاطع فيديو قصيرة لأجواء فصل الشتاء في روسيا، وتتخللها لقطات لسيارات رسمية وأغنياء روس.
وتبرر هذه الشخصية موقفها بالعمل لصالح الاستخبارات الأميركية، قائلة إن "إحساس الوطنية دفعني للتصرف والعمل مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية"، ويظهر الشريط في الختام شخصاً بهندام محترم يتواصل مع الوكالة الأميركية عبر هاتف محمول في فناء تتهاطل فيه الثلوج.
الكرملين: دعاية شائعة
وقال الكرملين لوكالة "رويترز"، إنه يفعل كل شيء لضمان أن الجيش الروسي يتوفر على التجهيزات التي يحتاجها، ليكون ناجحاً في تنفيذ "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.
ورفض الكرملين "الاتهامات الباطلة" بالفساد، متجاهلاً ما جاء في هذا الشريط الدعائي، وقال المتحدث باسمه ديميتري بيسكوف: "تعرفون أن هذه الممارسات شائعة، وكالات الاستخبارات حول العالم تستعمل في أحيان كثيرة وسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد موظفين جدد، ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تفعل ذلك كل عام".
ونشرت الوكالة الأميركية مقطع الفيديو عبر منصاتها على فيسبوك و X (تويتر سابقاً)، إلى جانب تليجرام، وهي منصة تراسل تستخدم على نطاق واسع في روسيا.
واعتبر بيسكوف أن الـ CIA تضيع وقتها عبر محاولتها استقطاب الروس عبر منصة X، على اعتبار أن المنصة قد حُجِبَت بالفعل في البلاد، ويتطلب الدخول إليها استعمال شبكة اتصال خاصة (VPN) كما أن منصة فيسبوك هي الأخرى ممنوعة في روسيا.
وقال بيسكوف: "يجب على أحد أن يخبر وكالة الاستخبارات المركزية أنه في بلادنا، VKontakte (منصة تواصل اجتماعي روسية)، أكثر شهرة من X المحجوبة"، وأضاف أن "VKontakte له جمهور أكبر بكثير".