أفادت خدمة "كوبرنيكوس" لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، الخميس، بأن الشهر الماضي، كان يناير الأكثر سخونة حول العالم على الإطلاق، وسط استمرار موجة حرارة استثنائية نتيجة تغير المناخ.
ووفقاً للخدمة التي تعود سجلاتها لعام 1950، فإن حرارة الشهر الماضي، تجاوزت حرارة يناير من عام 2020 الذي كان الأكثر دفئاً.
يأتي هذا بعد تصنيف عام 2023 على أنه العام الأعلى حرارة على كوكب الأرض ضمن سجلات عالمية ترجع إلى عام 1850، إذ يؤدي تغير المناخ الذي تسببه الأنشطة البشرية وظاهرة "النينيو" الجوية التي تشهد ارتفاع درجة حرارة المياه السطحية في شرق المحيط الهادي إلى ارتفاع درجات الحرارة.
ومنذ يونيو الماضي، يكون كل شهر هو الأعلى حرارة في العالم على الإطلاق مقارنة بالشهر المقابل في السنوات الماضية.
وقالت سامانثا بيرجيس، نائب مدير خدمة "كوبرنيكوس": "ليس هذا هو شهر يناير الأكثر دفئاً على الإطلاق فحسب، بل شهدنا أيضاً فترة 12 شهراً زادت فيها الحرارة عن 1.5 درجة مئوية فوق الفترة المرجعية قبل الثورة الصناعية".
ولفتت إلى "أن التخفيضات السريعة في انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري هي السبيل الوحيد لوقف ارتفاع درجات الحرارة العالمية".
ويعد متوسط درجة الحرارة العالمية للأشهر الـ12 الماضية (من فبراير 2023 إلى يناير 2024) هو الأعلى على الإطلاق، إذ بلغ 0.64 درجة مئوية فوق متوسط الفترة من 1991 إلى 2020 و 1.52 درجة مئوية فوق متوسط ما قبل الصناعة في الفترة من 1850 إلى 1900.
وتباينت درجات الحرارة الأوروبية في يناير الماضي، من أقل بكثير من متوسط الفترة من 1991 إلى 2020 في دول الشمال إلى أعلى بكثير من المتوسط في جنوب القارة.
وخارج أوروبا، كانت درجات الحرارة أعلى بكثير من المتوسط في شرق كندا وشمال غرب إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى، وأقل من المتوسط في غرب كندا ووسط الولايات المتحدة ومعظم شرق سيبيريا.
وبدأت ظاهرة "النينيو" تضعف في المنطقة الاستوائية من المحيط الهادئ، لكن درجات حرارة الهواء البحري بشكل عام ظلت عند مستوى مرتفع بشكل غير عادي.
وبلغ متوسط درجة حرارة سطح البحر العالمية (SST) لشهر يناير أكثر من 60 درجة جنوباً إلى 60 درجة شمالاً 20.97 درجة مئوية، وهو رقم قياسي لشهر يناير.
ومنذ 31 يناير، وصلت درجة حرارة سطح البحر اليومية عند 60 درجة جنوباً إلى 60 درجة شمالًا إلى أرقام قياسية جديدة، متجاوزة الأرقام المسجلة في 23 و24 أغسطس 2023.