ضاعف رجال الإنقاذ جهودهم، الأربعاء، بحثاً عن عشرات ما زالوا مفقودين بعد الفيضانات المدمرة، وتدفق الحمم البركانية الباردة، التي خلفت 67 قتيلاً في جزيرة سومطرة الإندونيسية، وفقاً لحصيلة جديدة.
وقال سوهاريانتو، مدير الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث خلال مؤتمر صحافي: "وفقاً لبيانات الشرطة، لقي 67 شخصاً حتفهم".
وأضاف سوهاريانتو، الذي يستخدم اسماً واحداً فقط كما هو الحال غالباً في إندونيسيا، أنه بالإضافة إلى ذلك، تراجع عدد المفقودين إلى 20 شخصاً بعد العثور على ناجين.
وهطلت أمطار غزيرة استمرت عدة ساعات، مساء السبت، على ست مناطق في غرب سومطرة، ما تسبب في فيضانات وفي تدفق الحمم الباردة من بركان جبل مارابي، وهو الأكثر نشاطاً في الجزيرة.
ويقول رجال الإنقاذ إنهم عثروا على العديد من الجثث في الأنهار القريبة أو حولها، بعدما جرفتهم سيول من المواد البركانية والطين والأمطار، فيما اضطر أكثر من 3300 شخص إلى إخلاء المناطق المتضررة.
ومع استمرار البحث لليوم الرابع، انضم متطوعون على متن قوارب مطاطية إلى فرق الإنقاذ، التي انضم إليها جنود وشرطيون.
وقال ريتنو كورنياوان (38 عاماً) وهو عضو في جمعية التجديف المحلية: "استكشفنا مناطق لا يمكن السيارات الوصول إليها.. التيارات في النهر قوية جداً والبحث خطير جداً".
بدأ الناجون الذين ما زالوا تحت وقع الصدمة، وبينهم من فقدوا أقاربهم وأصدقاءهم، تنظيف منازلهم من الطين، في محاولة لإنقاذ بعض ممتلكاتهم الهزيلة.
وقال مارتياس (64 عاماً) إن السيول جرفت والدته البالغة 101 عام، وثلاثة من أولاد أخيه، هم مراهقان، وطفل عمره خمس سنوات.
كلاب بوليسية وطائرات مُسيرة
وأضاف "لقد أرسل رجال الإنقاذ كلاباً بوليسية وطائرات مُسيرة، لكن لم يعثر عليهم بعد"، لكنه قال إنه لم يفقد الأمل" لكن إذا كانوا فارقوا الحياة، سأوكل أمرهم لله. لا اعتراض على قضاء الله وقدره".
ومن بين الضحايا، يأمل ديلي مارلينا في أن يعثر رجال الإنقاذ على زوج أخته رشدي، بعد العثور على جثتي والدته وشقيقته قبل أيام قليلة.
وقال الرجل البالغ من العمر 47 عاماً من مدينة ميدان في سومطرة: "إذا وجدناه مثل أمي وأختي، فسنشعر على الأقل ببعض الارتياح.. أرجوكم، صلوا من أجلنا!".
وأشار سوهاريانتو إلى أن معدات ثقيلة تُستخدم لإزالة الأنقاض من المناطق الأكثر تضرراً من الفيضانات؛ التي أعاقت إلى حد كبير حركة النقل في ست مناطق.
وقال هندري، رئيس عمليات البحث والإنقاذ في المقاطعة، إن الأمطار وجذوع الأشجار والصخور البركانية الكبيرة المتساقطة في الأنهار تجعل عمليات البحث صعبة، ولذلك، ما زال يصعب الوصول بالسيارة أو على الدراجات النارية إلى قرية تاناه مدار، وفق ما ذكر رئيس بلديتها إيكا بوترا.
وأوضح بوترا لقناة مترو تي في، أن لتسهيل أعمال الإنقاذ، استخدمت السلطات، الأربعاء، تقنية "تعديل الطقس"، التي يتم من خلالها رش السحاب بأملاح أو مواد جزيئية، لتحفيز هطول الأمطار وإضعاف شدتها عند وصولها إلى المنطقة المنكوبة.
ودائماً ما تتعرض إندونيسيا لانزلاقات تربة، وفيضانات خلال موسم الأمطار.
وفي عام 2022، أجلي قرابة 24 ألف شخص وقتل طفلان في فيضانات في جزيرة سومطرة، فيما قال دعاة حماية البيئة إن إزالة الغابات الناجمة عن قطع الأشجار أدت إلى تفاقم الكارثة.