"طريق الكوكايين السريع" ينقل المخدرات إلى أكبر موانئ أوروبا

time reading iconدقائق القراءة - 4
ضباط شرطة يراقبون سفينة حاويات تصل إلى ميناء روتردام، هولندا. 1 أغسطس 2022.  - AFP
ضباط شرطة يراقبون سفينة حاويات تصل إلى ميناء روتردام، هولندا. 1 أغسطس 2022. - AFP
دبي-الشرق

في إحدى الليالي الباردة من مارس الماضي، ألقت شرطة الموانئ في ميناء أنتويرب البلجيكي القبض على 3 شبان كانوا يحاولون تسلق سياج من الأسلاك الشائكة في أحد أرصفة الميناء. وبعد عدة ليال، أُلقي القبض على شابين آخرين في نفس المنطقة. 

وكان المراهقون الخمسة -3 منهم قاصرون- جميعهم هولنديين، وكانوا يبحثون عن شيء محدد، وهو شحنة كوكايين، بحسب وكالة "بلومبرغ". 

وقالت الوكالة إن تزايد تكرار هذه الحوادث يعد دليلاً واضحاً على تحويل العصابات الإجرامية لثاني أكبر ميناء في أوروبا إلى نقطة دخول رئيسية لما أصبح "طريقاً سريعاً" لنقل الكوكايين.

وأوضحت أن هذه العصابات غالباً ما تستغل القُصر الذين تصدر بحقهم عقوبات مخففة. 

وازدادت مضبوطات الكوكايين في ميناء أنتويرب بأكثر من 20 ضعفاً خلال العقد الماضي، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة. 

وأعلنت هيئة الجمارك البلجيكية أنها تمكنت من ضبط ما بين 10% إلى 40% فقط من الكوكايين الذي يُنقل عبر الميناء، مشيرة إلى أن هذه التدابير قد لا تحقق النتيجة المرجوة، نظراً لصعوبة تحديد حجم المشكلة. 

ويقدر المركز الأوروبي لرصد المخدرات والإدمان EMCDDA، الحد الأدنى لقيمة البيع بالتجزئة للمواد غير المشروعة في الاتحاد الأوروبي بـ 31 مليار يورو (33 مليار دولار). 

وفي عام 2023، بلغت كمية الكوكايين التي تم ضبطها في أكبر ميناء في بلجيكا ما يقرب من 120 طناً، وتقدر قيمتها بمليارات الدولارات، وفقاً لأكثر التقديرات تحفظاً. 

"عاصمة الكوكايين"

ومع تدفق المخدرات إلى الأحياء المضطربة بالفعل في المدن بمختلف أنحاء أوروبا، والعنف المسلح وحروب العصابات الناجمة عن ذلك، لم يعد بإمكان السياسيين تجاهل هذه القضية. كما يزداد الاهتمام بها مع اقتراب الانتخابات العامة المقبلة في بلجيكا، والمقررة في 9 يونيو المقبل. 

ووضعت الحكومة البلجيكية، التي تتولى حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، الحرب على المخدرات على رأس أولوياتها، وتعمل على حشد الدعم من الدول الأعضاء الأخرى. 

وقال وزير العدل البلجيكي، بول فان تيجشيلت، خلال مقابلة أجرتها معه "بلومبرغ" في مكتبه ببروكسل: "المشكلة ليست مشكلة أنتويرب، أو بروكسل، أو بلجيكا، أو أوروبا، بل مشكلة عالمية"، مشيراً إلى أن البلاد لا تستطيع مواجهة تحدي جرائم المخدرات بمفردها. 

ونقلت الوكالة أن تزايد التهريب عبر ميناء أنتويرب جعل المدينة "عاصمة الكوكايين" في أوروبا، وفقاً لبيانات المركز الأوروبي لرصد المخدرات والإدمان في 88 مدينة من 24 دولة. وتواجدت 5 مدن هولندية في المراكز العشرة الأولى. 

وأضافت أن الجهود المبذولة لمعالجة هذه المشكلة تضمنت زيادة عمليات فحص حاويات الشحن، وتعزيز الإجراءات الأمنية في الموانئ، وإنشاء تحالف بين الموانئ في المنطقة للقضاء على ما يسمى بـ"تأثير السرير المائي"، إذ يؤدي تشديد الإجراءات الأمنية في مكان ما إلى دفع التهريب إلى مكان آخر. 

ميزانية ضعيفة

وقال بارت دي ويفر، الذي شغل منصب عمدة أنتويرب على مدى السنوات الـ11 الماضية للوكالة، إن هذه التدابير تعتبر بداية جيدة، لكنها ليست كافية لمعالجة المشكلة، مُوضحاً أن الميزانية المُخصصة لذلك حالياً ضئيلة للغاية. 

وأضاف: "اجتثاث جذور المشكلة أمر مستحيل، ولكن تقليصها إلى مستوى مقبول يجب أن يكون ممكناً. إن لم يكن ذلك هو طموحنا، فنكون بذلك قد استسلمنا بساطة". 

ويعادل حجم ميناء أنتويرب أكثر من 22 ألف ملعب كرة قدم، ويتعامل الميناء مع حجم هائل من المنتجات، ما يجعله مكاناً مثالياً للتجار. وازداد حجم البضائع التي تم تفريغها وتحميلها بمقدار الضعف على مدار عقدين. وبلغ حجم البضائع التي جرت مناولتها العام الماضي 271 مليون طن متري. 

تصنيفات

قصص قد تهمك