تنسيق مصري-سعودي.. السيسي يشكل "خلية أزمة" لمتابعة وفيات الحجاج

time reading iconدقائق القراءة - 13
مئات الآلاف من الحجاج في مشعر منى. - REUTERS
مئات الآلاف من الحجاج في مشعر منى. - REUTERS
دبي-الشرقوكالات

شكّل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الخميس، خلية أزمة برئاسة رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، لمتابعة وإدارة الوضع الخاص بحالات وفاة الحجاج المصريين، وفق بيان للرئاسة المصرية.

وجاء في البيان أن السيسي أشار "إلى ضرورة التنسيق الفوري مع السلطات السعودية لتسهيل استلام جثامين المتوفين وتقديم كافة التسهيلات اللازمة في هذا الشأن".

وقدمت الرئاسة المصرية التعازي والمواساة لأسر الضحايا، مؤكدة "التزام الحكومة بتقديم الدعم اللازم لهم خلال هذا الحدث المؤسف".

رئيس الوزراء المصري يتعهد بمحاسبة الشركات

فيما تعهّد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي بمحاسبة الشركات التي رتّبت لسفر الحجاج غير النظاميين، مؤكداً أنه سيتم "اتخاذ قرارات حاسمة، وتوقيع أشد العقوبات لمنع تكرار هذه المخالفات مرة أخرى".

وقال مدبولي في بيان إن "خلية الأزمة، التي كلّف بها الرئيس السيسي، تتشكل من مسؤولي الوزارات والجهات المعنية، وسيكون من مهامها، تقديم الدعم والمساندة لأسر المتوفين، ودراسة أسباب ما حدث والعمل على عدم تكراره".

وأكد أنه "سيتم فتح تحقيق مع أي شركة رتّبت سفر الحجاج المتوفين، بعيداً عن الأطر النظامية، وتحايلت لتنظيم السفر للضحايا بصورة غير رسمية، ولم توفر لهم الخدمات اللوجستية".

وأوضح أنه "منذ بداية الأزمة تتم المتابعة مع مسؤولي وزارة الخارجية، ووزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج"، مشيراً إلى أن "هناك تواصل مستمر مع الجانب السعودي".

ولفت إلى أنه "تم التواصل مع بعثة الحج الرسمية للاطمئنان على الحجاج الرسميين، وأيضاً تقديم الدعم الطبي واللوجستي لأي مصري يحتاج إليه بغض النظر عن كونه داخل البعثة الرسمية أم لا، متى توافرت بياناته ومكان وجوده".

ونوّه بأنه "يتم حالياً التنسيق الفوري مع السلطات السعودية لتسهيل استلام جثامين المتوفين، والحصر الدقيق للضحايا والمفقودين".

من جانبه، أفاد وزير الصحة المصري خالد عبد الغفار بأن "إجمالي عدد البعثة المصرية الرسمية 50 ألفاً و752 حاجاً، فيما بلغ إجمالي عدد الوفيات بها 28 حالة".

وأضاف الوزير، بحسب بيان مجلس الوزراء، أنه "نظراً لعدم وجود أي بيانات مسجلة للحجاج غير النظاميين لدى البعثة الطبية، تعذَّر متابعة أحوالهم الصحية، وهو ما صعّب المهام على الجميع حالياً، ولذا ستتم معاقبة كل من تسبب في هذا السفر غير النظامي".

كما أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن قنصليتها في جدة وفرق العمل التي أوفدتها إلى مكة والمشاعر المقدسة، تواصل التنسيق مع السلطات السعودية وبعثة الحج الرسمية المصرية للوقوف على أوضاع كافة المواطنين المصريين المتواجدين لأداء مناسك الحج. 

وأضافت أن فرق العمل القنصلية "تجري الزيارات الميدانية للمستشفيات للحصول على بيانات المواطنين المصريين سواء من يتلقى العلاج أو من وافته المنية ومطابقتها مع بيانات المواطنين الذين أبلغ ذويهم عن فقدهم، والتأكد من تقديم الرعاية اللازمة للمرضى منهم، فضلاً عن تخصيص بعثة قنصلية تتواجد على مدار الساعة بمستشفى شرق عرفات ومجمع المعيصم الطبي".

وأوضحت الوزارة أن "وجود أعداد كبيرة من المواطنين المصريين غير المسجلين بقواعد بيانات الحج يتطلب مجهوداً مضاعفاً، ووقتاً أطول للبحث عن المفقودين منهم، والاستدلال على ذويهم".

وأكدت الوزارة استمرارها في "بذل كافة الجهود بالتنسيق مع السلطات السعودية من أجل ضمان الوصول إلى المواطنين المصريين المفقودين في أسرع وقت ممكن، وتأمين عودتهم إلى أرض الوطن".

وفيات الأردن وتونس

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الأردنية، الخميس، إصدار 68 تصريح دفن لحجاج أردنيين ليتم دفنهم في مكة المكرمة بناء على رغبة ذويهم.

وأضافت الوزارة في بيان، أنه تم العثور على 91 حاجاً من بين 107 مسجلين ضمن قوائم الحجاج المفقودين، لافتة إلى أن عمليات البحث لا تزال جارية عن 16 أردنياً مفقوداً.

من جانبها، أعلنت تونس، الثلاثاء، وفاة 35 حاجاً وحاجة أثناء أدائهم لمناسك الحج.

وأوضحت الخارجية التونسية في بيان، أن "عدد الحجاج التونسيين المتوفّين بلغ حتى (الثلاثاء) 35 حالة وفاة، منهم 5 حجاج من القادمين عن طريق القرعة، و30 من القادمين بتأشيرة سياحية أو زيارة أو عمرة".

وتابعت: "تقوم حالياً البعثة القنصلية بالتنسيق مع رئيس البعثة الصحية التونسية بزيارات لعدد من المستشفيات بمنطقة مكة المكرمة لحصر عدد المقيمين من المرضى والتائهين".

ولفتت الوزارة إلى "أنه منذ بداية موسم الحج، تم التأكيد على ضرورة قبول كافة الحُجاج التونسيين القادمين عن طريق تأشيرات سياحة أو زيارة أو عمرة، والذين يتقدمون إلى المخيّمات بالمشاعر المقدسة طلباً للعناية الطبية أو الإعاشة وإيواء التائهين، في إطار مبدأ المساواة بين كافة المواطنين بغض النظر عن طريقة القدوم إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج"، بحسب البيان.

ارتفاع درجات الحرارة

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر طبية وأمنية، الخميس، أن ما لا يقل عن 530 مصرياً توفوا أثناء أداء مناسك الحج وسط ارتفاع شديد في درجات الحرارة، فيما لا يزال 31 آخرون في عداد المفقودين.

وقال مصدر طبي، كان بصحبة وفد الحجاج المصري الرسمي، لـ"رويترز" إن "أعلى عدد من الوفيات كان بين الحجاج غير المسجلين رسمياً لدى سلطات الحج، إذ اضطروا إلى البقاء في الشوارع معرَّضين للحرارة الشديدة"، دون أن يكون لهم مكان داخل الخيام المعدة لاستيعاب الحجاج الذين يحملون التصاريح.

وأشارت "رويترز" إلى أن درجات الحرارة المرتفعة أودت بحياة المئات من جنسيات مختلفة خلال أداء المناسك هذا العام، إذ تجاوزت درجات الحرارة في بعض الأحيان 51 درجة مئوية.

بينما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن عدد حالات الوفاة في صفوف الحجاج هذا العام تجاوز الألف، بحسب حصيلة جمعتها من سلطات الدول المعنية ودبلوماسيين.

وقالت إن أحد الدبلوماسيين أشار إلى أن أكثر من نصف الضحايا كانوا من دون تصاريح للحج، وقد أدوا الفريضة في ظل طقس حار جداً.

وقال دبلوماسي عربي، طلب عدم ذكر اسمه، إن 58 حالة وفاة إضافية سُجلت في صفوف الحجاج المصريين، ما يرفع عدد المصريين المتوفين إلى 658 على الأقل، بينهم 630 لا يحملون تصاريح للحج.

واستناداً إلى أعداد وفّرتها نحو 10 دول عبر بيانات رسمية أو دبلوماسيون منخرطون في عمليات البحث عن الضحايا، لـ"فرانس برس" يشمل العدد 658 مصرياً، و183 إندونيسياً، و68 هندياً، و35 تونسياً، و11 إيرانياً، و3 سنغاليين، و35 باكستانياً، و14 ماليزياً، وسوداني واحد.

وكانت وزارة الصحة السعودية حذَّرت الحجاج من أخطار التعرض لأشعة الشمس خاصة خلال فترة الذروة، مشيرة إلى أن موسم الحج هذا العام يتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة بالمشاعر المقدسة، ما يشكل صعوبة كبيرة يواجهها الحجاج.

رئيس مركز الخليج للأبحاث: مكاتب سياحة استغلت تأشيرات الزيارة للحج

وفي تصريحات تلفزيونية، قال رئيس مركز الخليج للأبحاث عبد العزيز بن صقر، إن السعودية حينما اشترطت الحصول على تصريح لأداء مناسك الحج، أرادت تنظيم عملية الحج بأفضل طريقة، نظراً لمحدودية المكان ولزيادة أعداد الحجاج.

وأوضح بن صقر في تصريحات لقناة "فرانس 24" أن إدارة الحشود التي تجاوزت 1.8 مليون حاج في رقعة محدودة لا تتجاوز 33 كيلومتراً مربعاً ليست بالعملية السهلة.

وأشار إلى أن "بعض مكاتب السياحة الخارجية في دول مختلفة استغلت إعطاء تأشيرات زيارة لبعض مواطني هذه الدول للقدوم إلى المملكة، ثم قرر هؤلاء الأشخاص البقاء في المملكة، وحاولوا التسلل إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج".

وأضاف: "نحن نعلم أهمية هذه الفريضة ورغبتهم في إتمام دينهم، لأن الحج هو الركن الخامس من الإسلام، وجعل الله هذه الفريضة لمن استطاع إليه سبيلاً، والاستطاعة هنا ليست المادية فقط، وإنما الجسدية أيضاً".

ولفت إلى أن كثيراً من الدول حينما تُجري القرعة لاختيار حجاجها، تُعطي الأولوية لكبار السن، منوهاً بأن ارتفاع درجات الحرارة هذا العام والتي تجاوزت 50 درجة مئوية في بعض الأيام فاقم الوضع.

واستعرض رئيس مركز الخليج للأبحاث، جهود السعودية في تقديم الخدمات الطبية للحجاج، قائلاً إن "المملكة وفّرت 365 مركزاً صحياً، بمعنى أن هناك نحو 2200 خدمة طبية لكل 100 ألف حاج، وهذا من أعلى المستويات حتى داخل دول مجموعة العشرين".

وأضاف أن السعودية "وزّعت أكثر من مليون مظلة، وأكثر من مليون كمّادة باردة على الحجاج، كما وجهت تعليمات وطالبت بألا يكون هناك تفويج بين الساعة الـ11 صباحاً والرابعة عصراً، بالإضافة إلى خدمة توجيه الحجاج خلال أداء مناسكهم بلغات مختلفة".

ولفت إلى أن "وجود حاج كبير في السن وغير نظامي يسلك طرقاً سيراً على الأقدام في الأوقات التي تم التحذير من الخروج فيها، في محاولة لإرضاء نفسه لأنه يريد أن يؤدي هذه الفريضة، فإننا نعلم حرصه ورغبته ومحبته لهذا الدين، ولكنه في الوقت نفسه يلقي بنفسه إلى التهلكة".

وذكر بن صقر أن وزارة الصحة السعودية استجابت لأكثر من 100 ألف حالة صحية، لافتاً إلى أن "من الأرقام النادرة، التي حققتها المملكة، إجراء أكثر من 48 حالة قسطرة قلب في مكة المكرمة في اليوم الواحد، وكذلك الاستجابة لأكثر من 7 آلاف حالة بالرصد الحراري".

وأكمل حديثه بأن الصحة السعودية "استجابت أيضاً لنداءات طبية تجاوزت 17 ألفاً، حيث كان معدل الاستجابة لأي نداء 8 دقائق وهو من أعلى المستويات عالمياً".

وتابع: "ما تم توفيره من خدمات صحية، كانت المملكة حريصة على تقديمه بصورة متميزة، ولكن حينما يكون هناك حاج يحاول أن يسلك طرقاً غير صحيحة، ولا يخضع للإجراءات الطبية المطلوبة منه قبل القدوم لأداء مناسك الحج، فلا يمكن للمملكة أن تتحمل مسؤولية هذا".

ورداً على سؤال حول عدد الوفيات خلال موسم الحج، قال بن صقر إنه عندما يتم حصر كافة حالات الوفاة وتحديد أسبابها، ستكون هناك شفافية واضحة من قِبَل وزارة الصحة السعودية بذكر الأعداد والأعمار ومتوسطها، وسبب الوفاة".

"لا حج بلا تصريح"

وكانت وزارة الحج والعمرة السعودية حذّرت من أن نقل مخالفي أنظمة الحج من الأفراد الذين لا يحملون تصاريح أو تأشيرة حج، مخالفة نظامية تستوجب العقوبة المقررة.

كما حذّرت الوزارة في مايو الماضي، من أن نقل مخالفي أنظمة الحج من الأفراد الذين لا يحملون تصاريح أو تأشيرة حج، مخالفة نظامية تستوجب العقوبة المقررة.

وأوضحت في بيان، تحت عنوان "لا حج بلا تصريح"، أن عقوبة نقل مخالفي أنظمة الحج هي السجن لمدة 6 أشهر، وغرامة تصل إلى 50 ألف ريال، والمطالبة بمصادرة وسيلة النقل قضائياً، والترحيل والمنع من دخول المملكة "للوافد المخالف".

وأعلنت وزارة الداخلية السعودية، الجمعة، إبعاد أكثر من ربع مليون شخص لا يحملون تأشيرة الحج.

وقال المتحدث الأمني لوزارة الداخلية العقيد طلال الشلهوب في مؤتمر صحافي، إنه "تم إخراج وإعادة 256 ألفاً و481 من حاملي تأشيرات الزيارة لغرض مختلف عن تأشيرة الحج من يوم 15/ 11/ 1445 (23 مايو الماضي) حتى اليوم (14 يونيو)".

حماية حقوق الحجاج

وقال وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري، الجمعة، إن الحملة الأمنية "لا حج بلا تصريح" التي تستهدف مخالفي أنظمة الحج، تهدف إلى حماية حقوق الحجاج النظاميين الذين حصلوا على تصريحات رسمية.

وشدد الدوسري في تصريحات صحافية على أنه لا أحد يقبل بأن يَسلب من أتى للحج بلا تصريح، حق حاج آخر قدم إلى المشاعر المقدسة وهو ملتزم بالأنظمة الرسمية.

وأكد الوزير أن هذا "ينطبق على السعوديين وغيرهم، فالحكومة السعودية عندما تقوم بأي إجراء أو تنظيم لا تفرق بين الجنسيات"، مشدداً على أنه "من واجب الحكومة السعودية حماية حقوق الحجاج".

بدء التخطيط لموسم الحج المقبل

وأعلنت السعودية، الثلاثاء، نجاح موسم الحج لهذا العام، مؤكدة بدء التخطيط للعام المقبل، وذلك تزامناً مع مغادرة قوافل حجاج بيت الله الحرام المتعجلين مكة المكرمة، بعد أن أدوا طواف الوداع.

وقال نائب أمير منطقة مكة المكرمة، نائب رئيس لجنة الحج المركزية الأمير سعود بن مشعل، في كلمة: "يسعدني أن أعلن عن نجاح موسم حج هذا العام"، لافتاً إلى "بدء الترتيب والتخطيط على الفور لموسم حج العام المقبل".

من جهته، أفاد وزير الحج والعمرة السعودي توفيق الربيعة، بأن إجمالي عدد الحجاج لهذا العام بلغ 1.8 مليون حاج وحاجة قدموا من أكثر من 200 دولة.

تصنيفات

قصص قد تهمك