أشار تقرير لمجلة "فوربس" الأميركية، إلى احتفاظ شركة "أرامكو" السعودية بالمركز الخامس في قائمة "فوربس" لأكبر 2000 شركة في العالم، وتوقعت لها تحقيق ربح قدره 80 مليار دولار خلال العام الجاري.
ونقلت "فوربس" عن خبراء قولهم إنه يجري تداول أسهم الشركة "في عالمٍ خاص بها"، وعكس المستثمرون إيمانهم برؤية ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.
واعتبرت المجلة، أن ولي العهد السعودي أثار الدهشة عندما كشف في مقابلة تلفزيونية في أبريل الماضي، أن "المملكة تجري محادثات لبيع حصة إضافية قدرها 1٪ من الشركة العملاقة للنفط"، وأشار إلى أن المشتري هو "إحدى شركات الطاقة الرائدة في العالم، وستدفع ما يزيد على 18 مليار دولار مقابل هذه الحصة".
وتوقعت "فوربس": "لعل المرشحين الأكثر احتمالاً هما شركتا البتروكيماويات الصينية (سينوبك) أو(بتروتشاينا)، اللتان تُعدان أكبر شركتين نفطيتين في الصين التي تشتري 3 ملايين برميل من النفط السعودي يومياً".
وأضاف تقرير المجلة: "في ديسمبر 2019 جمعت (أرامكو) 29 مليار دولار من خلال طرح حصة تبلغ نسبتها 1.75٪ من أسهمها، وفي الأسابيع القليلة الماضية، اشترى ائتلاف تجاري بقيادة (إي آي جي غلوبال إنرجيبارتنرز) حصةً قدرها 49٪ من أصول خطوط أنابيب النفط التابعة للشركة مقابل 12.4 مليار دولار، كما أن هناك توقعات بصفقة مماثلة لبيع خطوط أنابيب الغاز قريباً".
ولفتت "فوربس"، إلى أن ولي العهد كان قد طرح في الأصل خطة لبيع حصةً قدرها 5٪ من "أرامكو" وجمع 100 مليار دولار لاستخدامها في تنفيذ "رؤية المملكة 2030".
"عالم خاص"
ونقلت المجلة عن أوزوالد كلينت، محلل لشؤون النفط بشركة "برنشتاين للأبحاث"، قوله إن أرامكو "تُتداول في عالمٍ خاص بها بمكرر ربحية يعادل 21 ضعفاً للأرباح المتوقعة العام الجاري، والتي تبلغ حوالي 80 مليار دولار، مقابل مكرر ربحية 13 ضعفاً فقط للشركات الغربية الكبرى مثل (إكسون موبيل) و(شيفرون)، و6 أضعاف للشركات الصينية الكبرى، وشركة (روسنفت) الروسية".
ويشير مصطلح "مكرر ربحية" إلى حاصل قسمة سعر السهم في السوق على ربح السهم، بمعنى إذا كانت قيمة مكرر الربحية لدى الشركة "س" تساوي 20 مرة، فهذا يشير إلى أن المشتري سيدفع 20 دولاراً عن كل دولار واحد تحققه الشركة كأرباح.
وتوزع "أرامكو" 75 مليار دولار أرباحاً سنوية، بعائد نسبته 4٪، لكنه أقل من نظيراتها، بحسب المجلة.
وقالت "فوربس"، إن "أرامكو" لعبت دوراً في تنويع اقتصاد المملكة وتمكينه من الصمود بعد نهاية عصرالنفط، وتنفيذ "رؤية 2030"، إذ أعطت صندوق الاستثمارات العامة السعودي 69 مليار دولار العام الماضي، جاء معظمها عن طريق الاقتراض، مقابل امتلاك 70٪ من أسهم عملاق الكيماويات السعودي، الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك".
وأضاف تقرير المجلة، أن الرئيس التنفيذي لشركة "أرامكو"، أمين الناصر، رجح في تقريرٍ نُشِرَ أخيراً، أن توظف الشركة براعتها الهندسية وإمكانياتها في إدارة المشروعات وتستغلها في اقتراح مشروعات ضخمة متعددة تُعزز التنوع الاقتصادي.
وتتضمن المشروعات التي أعلنها ولي العهد، مدينةً تقنية سياحية على البحر الأحمر، وتوليد نصف احتياجات المملكة من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة في غضون 10 سنوات، وزراعة 10 مليارات شجرة.
واعتبرت "فوربس"، أن ولي العهد "لا يسعى إلى الضغط على (أرامكو) وعرقلة نمو رأس مالها لمجرد حصد بعض مما زُرِع مسبقاً".
مشروعات جديدة
وتتوقع "أرامكو" أن تجمع استثمارات رأسمالية هذا العام، تصل إلى 35 مليار دولار، وتعمل على تشغيل مصفاة جديدة في جازان تبلغ طاقتها الاستيعابية 400 ألف برميل يومياً، وتطوير مشروع للأمونيا الخالية من الكربون، بالإضافة إلى إحرازها تقدماً كبيراً يفوق توقعاتها الزمنية في مشروع لبناء مصنع للبلاستيك تبلغ قيمته 10 مليارات دولار بشراكة مع "إكسون موبيل" بالقرب من مدينة كوربوس كريستي في ولاية تكساس الأميركية.
وتابعت المجلة: "على الرغم من كل ذلك، إلا أن هناك عناصر لا يُمكن التنبؤ بها، إذ يُقال إن الشركة تُجري محادثات لدفع 15 مليار دولار مقابل امتلاك حصة قدرها 15٪ في شركة (ريلاينس إندستريز للبتروكيماويات)، المملوكة للملياردير موكيش أمباني، وهي صفقة من شأنها أن تتضمن وعداً بشراء 500 ألف برميل يومياً لمجمع تكرير (ريلاينس جامناغار) في ولاية غوجارات الهندية، ما يعني تكرير 1.24 مليون برميل يومياً، وهو أكبر معدل للتكرير في العالم".
وأنفقت "أرامكو" العام الماضي، الكثير لإصلاح الأضرار الناجمة عن الهجمات الصاروخية التي أطلقها الحوثيون، كما تستثمر في الشركات الناشئة في مجال الأمن السيبراني، بهدف التصدي للهجمات السيبرانية، مثل هجمات البرمجية الخبيثة "شمعون" التي دمرت 30 ألف حاسوب مكتبي من أجهزتها عام 2012، بحسب تقرير "فوربس".
وأكد ولي العهد، في مقابلته مع قناة "روتانا" الشهر الماضي، أنه ما زال يتوخى الحذر من الأعداء في الداخل والخارج، وقال: "التطرف في أي شيء، سواء كان في الدين أو ثقافتنا أو عروبتنا، يُعد أمراً خطيراً بناء على تعاليم رسولنا، وأي شخص يتبنّى منهجاً متطرفاً، حتى لو لم يكن إرهابياً، يُعد مجرماً وسيحاسب بالقانون، لذا يُمكن للمساهمين في (أرامكو) أن يطمئنوا أن هناك قبضة من حديد تحمي استثماراتهم".