شركات صينية تخزن رقائق سامسونج ترقباً لقيود أميركية جديدة

time reading iconدقائق القراءة - 6
شعار شركة سامسونج خارج أحد مصانعها لإنتاج أشباه الموصلات في يونجين بكوريا الجنوبية. 24 يوليو 2024 - Bloomberg
شعار شركة سامسونج خارج أحد مصانعها لإنتاج أشباه الموصلات في يونجين بكوريا الجنوبية. 24 يوليو 2024 - Bloomberg
سول/ سنغافورة/ دبي -رويترزالشرق

تعمل شركات تكنولوجيا صينية عملاقة، تشمل هواوي وبايدو، إلى جانب شركات تكنولوجيا ناشئة، على "تخزين" أشباه موصلات ذاكرة النطاق الترددي العالي (HBM) التي تنتجها شركة سامسونج، ترقباً لقيود جديدة تخطط الولايات المتحدة لفرضها على صادرات الرقائق إلى الصين، حسبما ذكرت 3 مصادر مطلعة لوكالة "رويترز".

ونقلت "رويترز" عن أحد المصادر قوله، إن الشركات الصينية، كثفت عمليات شراء أشباه الموصلات المؤهلة للذكاء الاصطناعي منذ أوائل العام الجاري، ما ساعد الصين على أن تمثل وحدها مصدر "نحو 30% من إيرادات رقائق ذاكرة النطاق الترددي العالي في النصف الأول من عام 2024".

وتُظهر هذه الخطوات سبل استعداد الصين للحفاظ على طموحاتها التكنولوجية على المسار الصحيح، وسط توترات تجارية متزايدة مع الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى، كما تُظهر كيفية تأثير هذه التوترات على سلسلة توريد أشباه الموصلات العالمية.

وتخطط السلطات الأميركية، للكشف عن حزمة ضوابط على الصادرات خلال الشهر الجاري، ستفرض بموجبها قيوداً جديدة على شحنات صناعة أشباه الموصلات في الصين، حسبما أفادت "رويترز"، الأسبوع الماضي، نقلاً عن مصادر.

وأفادت هذه المصادر أيضاً، بأنه من المتوقع أن تتضمن الحزمة معايير لتقييد الوصول إلى رقائق ذاكرة النطاق الترددي العالي.

ورفضت وزارة التجارة الأميركية، طلب "رويترز" للتعليق، ولكنها ذكرت في بيان، الأسبوع الماضي، أنها تعمل باستمرار على تقييم "أجواء التهديد المتطورة"، وتحدث ضوابط التصدير لـ"حماية الأمن القومي الأميركي وتأمين نظامنا البيئي التكنولوجي".

وقالت "رويترز" إنها لم تتمكن من تحديد التفاصيل المقترحة الخاصة بالقيود على ذاكرة النطاق الترددي العالي وتأثيرها على الصين.

مكونات بالغة الأهمية

وتمثل رقائق ذاكرة النطاق الترددي العالي، مكونات بالغة الأهمية في تطوير المعالجات المتقدمة، مثل وحدات معالجة الرسومات من Nvidia، التي يمكن استخدامها في أعمال الذكاء الاصطناعي التوليدي.

ويوجد فقط 3 من كبار مُصنعي الرقائق الذين ينتجون رقائق ذاكرة النطاق الترددي العالي، وهم SK Hynix وسامسونج من كوريا الجنوبية، وMicron Technology ومقرها الولايات المتحدة.

وقالت مصادر مطلعة لـ"رويترز"، إن الطلب على الرقائق الصينية يتركز بدرجة كبيرة على نموذج HBM2E، الذي يأتي بعد النسخة الأكثر تطوراً BM3E بجيلين. وأدت الطفرة العالمية في الذكاء الاصطناعي إلى نقص المعروض من النموذج المتقدم.

وقال نوري تشيو، مدير الاستثمار في شركة White Oak Capital Partners، ومقرها سنغافورة: "أصبح الطلب الصيني على رقائق ذاكرة النطاق الترددي العالي مرتفعاً بدرجة كبيرة، بعد أن باتت منتجات الشركات المصنعة الأخرى محجوزة بالكامل فعلياً من قبل شركات الذكاء الاصطناعي الأميركية".

وأشارت المصادر التي طلبت عدم كشف هوياتها، إلى أنه في حين يصعب تقدير حجم أو قيمة رقائق ذاكرة النطاق الترددي العالي المخزنة في الصين، عكفت الشركات، بدءاً من الشركات المصنعة للأقمار الاصطناعية ووصولاً إلى شركات التكنولوجيا، مثل Tencent، على شرائها.

وذكر أحد المصادر، أن الشركة الناشئة Haawking لتصميم الرقائق، طلبت مؤخراً رقائق ذاكرة النطاق الترددي العالي من سامسونج.

وفي الوقت نفسه، تستخدم شركة هواوي أشباه الموصلات HBM2E من سامسونج، لتصنيع شريحة الذكاء الاصطناعي Ascend AI المتقدمة الخاصة بها، وفقاً لما نقلته "رويترز" عن أحد مصادرها.

ولم ترد شركات سامسونج وSK Hynix على طلب "رويترز" للتعليق، كما لم تستجب شركاتMicron ، وBaidu، وHuawei، وTencent، وHaawking.

سامسونج أكبر المستفيدين

وتأتي هذه الخطوات بعد اتجاه شركات تصميم الدوائر المتكاملة الصينية، لزيادة طلباتها من شركة TSMC التايوانية لتصنيع الرقائق، باستخدام تقنيات متقدمة، تحسباً لفرْض سياسات رقابة أميركية وعقوبات أشد صرامة.

وبدأت هذه الشركات في إعداد خطة احتياطية عن طريق تحويل طلباتها إلى شركة سامسونج لتصنيع الرقائق باستخدام تقنيات متقدمة، لتفادي حظر محتمل من الولايات المتحدة على الشركات الصينية التي تستخدم شرائح العملاق التايواني.

وأصبحت سامسونج الكورية الجنوبية، أكبر المستفيدين من تصاعد الحرب التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين، ما أثار جولة جديدة من المنافسة على الطلبات مع TSMC.

وحققت الشركات الصينية بعض التقدم، في إنتاج ذاكرة النطاق الترددي العالي، إذ ركزت هواوي وشركة تصنيع شرائح الذاكرة CXMT على تطوير الرقائق HBM2، التي تأتي بعد 3 أجيال من النسخة HBM3E، حسبما أفادت "رويترز" في وقت سابق. ولكن هذه الجهود يمكن أن تتأثر بالقواعد الأميركية الجديدة.

وقالت مصادر مطلعة على المبيعات، إن القيود على مبيعات ذاكرة النطاق الترددي العالي إلى الصين "ربما يكون لها تأثير أكبر على سامسونج منه على منافسيها الرئيسيين الأقل اعتماداً على السوق الصينية".

وأضافت المصادر أن شركة Micron "امتنعت عن بيع منتجاتها من ذاكرة النطاق الترددي العالي إلى الصين منذ العام الماضي"، بينما تركز SK Hynix، التي تتضمن قائمتها لعملاء ذاكرة النطاق الترددي العالي الرئيسيين شركة Nvidia، بدرجة أكبر على "إنتاج رقائق ذاكرة النطاق الترددي العالي المتطورة".

وقالت شركة SK Hynix في وقت سابق من العام الجاري، إنها تقوم بتعديل إنتاجها للتوسع في إنتاج النسخة HBM3E، وإن مبيعاتها من إنتاج رقائق ذاكرة النطاق الترددي العالي للعام الجاري "قد نفدت"، ولعام 2025 "قد نفدت تقريباً". 

تصنيفات

قصص قد تهمك