انطلقت غواصة بحثية صينية في رحلة استكشافية في أعماق البحار وعلى متنها فريق دولي، متجهة إلى غرب المحيط الهادئ في مهمة لاستكشاف أعماق المحيط، وفق صحيفة South China Morning Post.
وتهدف المهمة التي تستغرق 45 يوماً، إلى استكشاف الجبال البحرية الموجودة تحت مياه المحيط الهادئ، والتي تعد من بين الأماكن الأقل مسحاً على وجه الأرض.
ويضم الطاقم الدولي، المكون من 60 فرداً على متن السفينة شينهاي ييهاو "Shenhai Yihao"، السفينة الأم للغواصة جياو لونج "Jiaolong"، باحثين من الصين، وهونج كونج بالإضافة إلى 8 علماء من أستراليا، وإسبانيا، وكندا، والمكسيك، وسنغافورة، وبنجلاديش، ونيجيريا، وكولومبيا، ويقود هذه المهمة الأستاذ ورئيس قسم الأحياء المساعد في جامعة هونج كونج، تشيو جيان وين.
وستتوقف "شينهاي ييهاو" في ميناء هونج كونج من 23 إلى 25 سبتمبر خلال رحلة العودة، وستكون المرة الأولى التي تزور فيها الغواصة المأهولة هونج كونج.
وسيتمكن الفريق الدولي من إلقاء نظرة عن قرب على جبال ماجلان البحرية مترامية الأطراف على متن جياو لونج، والتي يمكنها الغوص حتى 7 آلاف متر (22966 قدماً). وقد تم ترتيب 18 مهمة غوص خلال المهمة، وفقاً لوكالة أنباء "شينخوا" الصينية.
استغلال أعماق البحار
وتمتد مجموعة الجبال البحرية شرقاً من خندق ماريانا، وهو أعمق جزء من محيطات العالم، وقد تم اختيار موقع المهمة، في المياه الواقعة بين اليابان، وجزيرة غينيا الجديدة، نظراً لخصائصها الجيولوجية الفريدة، والتي قد تساعد العلماء على تحسين فهمهم للتنوع البيولوجي والتضاريس والبراكين في جزر المحيط، والموارد المعدنية، وتأثير تغير المناخ والأنشطة البشرية.
وقال شو شيويه وي، العالم الرئيسي للمهمة ونائب مدير المركز الوطني للبحار العميقة التابع لوزارة الموارد الطبيعية: "سيتم خلال هذه المهمة نشر أجهزة أخذ العينات من أعماق البحار، والمركبات الأرضية، وغيرها من المعدات، للتحقيق في بيولوجيا الجبال البحرية".
وذكرت وكالة "شينخوا" أن أداء الغواصة Jiaolong جيد في أخذ العينات وله تأثير بيئي منخفض، وسيتم استخدام الغواصة لالتقاط الكائنات البحرية العميقة، ومياه البحر، والرواسب، والشعاب المرجانية، والكائنات الحية الدقيقة.
وتخوض الصين سباقاً مع الغرب لتطوير قدراتها في مجال الاستكشاف البحري، وهي تطمح إلى قيادة الدراسات والاستكشافات المحيطية العالمية في مجموعة من المجالات، من التعدين في أعماق البحار إلى الاستخبارات.
وأطلقت الصين سفناً وغواصات متطورة في المياه القريبة، مثل بحر الصين الجنوبي، بالإضافة إلى مهام أبعد من ذلك بكثير، وفي عام 2020، وصلت الغواصة الصينية Striver، المصممة للغوص لأكثر من 10 آلاف و900 متر، إلى أعمق نقطة معروفة في خندق ماريانا.
وفي خطوة مثيرة للجدل في عام 2010، رفعت الذراع الآلية لـ Jiaolong العلم الصيني في قاع بحر الصين الجنوبي، مما أثار غضب الجيران الذين لديهم مطالبات إقليمية متنافسة في المياه المتنازع عليها.
وتعد رحلة استكشاف الجبال البحرية جزءاً من الجهود العلمية في إطار برنامج دراسة وحفظ عقد المحيطات التابع للأمم المتحدة.
وفي أبريل 2018، أرسلت الصين فريقاً إلى جبال ماجلان البحرية، حيث قاموا بأخذ عينات من الصخور، والحياة البحرية باستخدام روبوت أعماق البحار.
وفي مايو، أكملت جياولونج وسفينتها الأم رحلة استغرقت 164 يوماً و57 ألف كيلومتر (35418 ميلاً) عبر المحيطين الهندي والأطلسي، حيث نفذت 46 عملية، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها جياولونج في غرب المحيط الأطلسي.