هطلت أمطار غزيرة على المناطق الساحلية المطلة على بحر العرب في الهند وباكستان، وأسفرت عن فيضانات في مدن بولاية جوجارات بغرب الهند، وأجبرت آلاف السكان على ترك منازلهم، وسط توقعات بتشكل عاصفة مدارية بحلول الجمعة.
وأظهرت صور ومقاطع مصورة سكاناً يحاولون اجتياز مياه غمرت طرقاً ومركبات في أجزاء من الولاية، وتصل إلى مستوى الخصر. وذكر مسؤولون أن عدد الضحايا بلغ 28 شخصاً منذ الأحد، نتيجة الغرق أو لأسباب مرتبطة بالأمطار.
وحذّر خبراء الأرصاد الجوية في الهند وباكستان من هبوب رياح عاتية وهطول مزيد من الأمطار الغزيرة في المناطق الساحلية.
وأوضحت سلطات إدارة الكوارث أن أكثر من 18 ألف شخص تم إجلاؤهم من المدن القريبة من السواحل منذ الأحد.
وقالت هيئة الأرصاد الجوية الهندية، إن من المتوقع أن يتحول منخفض جوي قبالة ولاية جوجارات إلى عاصفة مدارية بحلول الجمعة، لكنها توقعت أن تتحرك العاصفة بعيداً عن الساحل الهندي خلال اليومين التاليين.
وفي باكستان حذّرت السلطات من حدوث فيضانات مفاجئة في منطقتين بإقليم السند الجنوبي، الذي لا يزال يتعافى من فيضانات هائلة في 2022 غمرت مساحات شاسعة من البلاد، وألحقت الضرر بالاقتصاد.
وشهدت الأشهر القليلة الماضية حالات متكررة من هطول الأمطار الغزيرة، في شتى أنحاء العالم، في ظاهرة اعتبرها باحثون "حالة شاذة".
والأمطار الغزيرة والفيضانات المميتة التي ضربت جميع أنحاء العالم، في وقت سابق، هي نتيجة زيادة وتيرة أنماط الطقس غير الطبيعية، بسبب بلوغ درجات الحرارة العالمية مستوى قياسياً على مدى عام.
وتزداد رطوبة الأرض كلما ارتفعت درجة حرارتها، وكلما ازدادت حرارة الجو، زادت كمية الماء التي يُمكنه حملها.
وقالت سارة كابنيك، كبيرة العلماء في جامعة هارفارد الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن الغلاف الجوي الأكثر دفئاً يحمل المزيد من الرطوبة التي تهطل لاحقاً على شكل أمطار، في حين أن المحيطات الأكثر دفئاً تبخر المزيد من الماء إلى الهواء.
ومازال العلماء لا يعلمون ما إذا كان هذا الارتفاع القياسي في درجات الحرارة العالمية المستمر منذ عام، والأمطار الغزيرة المصاحبة له، يمثل "حالة شاذة"، أم أنه يتطلب إعادة النظر في طريق التفكير في مستقبل أكثر دفئاً ورطوبة، من شأنه أن يختبر البنى التحتية الوطنية، ويزيد أقساط التأمين، ويؤدي إلى تعقيد إنتاج الغذاء العالمي.