الرياضة التي يتردد مع كل لقاء من لقاءاتها، أنها تجمع وتقرب الشعوب، وتصلح ما تفسده السياسة والسياسيون لها نصيب هي الأخرى من التأزيم، عندما تتقاطع بشعبيتها مع القرارات السياسية، والإجراءات، والأنظمة الأمنية للدول، فتثقل بذلك كاهل السياسيين بإصلاح ما تتلفه هي أيضاً.
فبينما تفصل 10 أيام الجماهير العراقية والكويتية عن لقاء منتخبيهما في الكويت، ضمن في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية، لتصفيات الدور النهائي، المؤهلة لكأس العالم 2026، تتصاعد بوادر أزمة رياضية "جماهيرية" تعكسها مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في العراق بشأن العدد الذي ستسمح الكويت بدخوله من المشجعين العراقيين إلى الكويت لمؤازرة منتخبهم في المباراة المرتقبة في 10 سبتمبر المقبل.
وتسبق هذه القضية بأقل من 3 أشهر، استضافة الكويت بطولة كأس الخليج لكرة القدم في نسختها السادسة والعشرين "خليجي 26"، في ديسمبر المقبل، وهي بطولة تضم إلى الدول الخليجية الست، إلى جانب منتخبي العراق واليمن المشمولتين بنظام التأشيرة المسبقة للدخول إلى الكويت.
ولكن مصدراً رياضياً كويتياً قال، لـ"الشرق"، إن هذه غير تلك، فليس للقاء الثنائي الذي يتم في ساعتين من يوم واحد ما للبطولة التي تقام على مدى أسبوعين أو أكثر من تعامل وتنظيم، مشيراً إلى سابق استضافة الكويت لبطولة كأس الخليج الثالثة والعشرين عام 2017، ولم تشهد إثارة مثل هذه الاحتجاجات لما كانت عليه البطولة من تنظيم شمل كذلك دخول المشجعين.
ولفت المصدر إلى أن الجهات المعنية في الكويت تعمل حالياً على إعداد ما يلزم بشأن دخول الجماهير بشكل قانوني، وذلك من خلال استخدام الخدمات الإلكترونية للتسهيل على الجماهير حضور البطولة ومؤازرة منتخباتهم بشكل منظم.
وعودة إلى ما يثار حول جماهيرية اللقاء الثنائي المرتقب في 10 سبتمبر، فالكويت لم تعلن رسمياً عن العدد الذي ستسمح بدخوله، غير أن رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم بالتكليف، هايف الديحاني، قال إن السلطات سمحت بدخول "أكثر من 200 عراقي" لحضور لقاء منتخبي الكويت والعراق في تصفيات مونديال 2026.
وأضاف الديحاني في تصريحات نشرتها صحيفة "الجريدة" الكويتية: "تربطنا علاقات قوية مع مسؤولي السفارة العراقية بالكويت، كذلك الاتحاد العراقي لكرة القدم، ونقول للجماهير أهلاً وسهلاً بكم في الكويت، لكن هناك سياسة واضحة من السلطات بدولة الكويت، التي حددت هذا العدد".
تصريحات المسؤول الرياضي الكويتي، أثارت غضباً في صفوف الجماهير العراقية التي تطالب بفتح الباب لها لتشجيع منتخبها، مذكرة بفتح العراق باب الدخول جميع الجماهير خلال بطولة "خليجي 25" التي أقيمت في البصرة.
"التعامل بالمثل"
وفي هذا السياق نقلت وكالة الأنباء الألمانية تصريحات لمحافظ البصرة، أسعد العيداني، قال فيه إن العراق سيتعامل بالمثل حال عدم موافقة السلطات الكويتية للجمهور العراقي بالعبور إلى الكويت لحضور المباراة المرتقبة للمنتخب الوطني العراقي لكرة القدم أمام نظيره الكويتي في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2026.
وبينما لم يصدر أي تصريح عن جهة رسمية ما يوضح الإجراءات، نقلت وكالة الأنباء العراقية "واع"، الجمعة، عن الرياضي الكويتي السابق عبد الرضا عباس، تأكيده أن ما يثار حول الأعداد "غير صحيح"، وقال إن موضوع تحديد العدد المسموح له من المشجعين العراقيين بالدخول إلى الكويت لمؤازرة منتخبهم الوطني أمام منتخب الكويت لم يتم التطرق إليه من قبل وزارة الداخلية الكويتية المنوطة بقرار تحديد للعدد المسموح به بالدخول.
وأضاف أنه "من الممكن أن تكون هناك اجتهادات معينة بهذا الخصوص، والكويت لا تستطيع أن تفتح الأبواب على مصراعيها، ولا بد من إيجاد آلية عمل ما بين وزارتي الداخلية في العراق والكويت لتنظيم هذا الأمر".
ومن المنتظر أن تقام المباراة بين الفريقين على استاد جابر الأحمد في الكويت، ويتسع لستين ألف متفرج.