قالت إيران، السبت، إنها أطلقت قمراً اصطناعياً جديداً للأبحاث بنجاح، في خطوة تدخل ضمن تطوير أنشطتها الفضائية الجوية، وهو ثاني إطلاق ناجح لقمر اصطناعي هذا العام.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) أن القمر الاصطناعي "شمران-1"، الذي طوره قسم الفضاء التابع للحرس الثوري، يزن 60 كيلوجراماً، ووصل بنجاح إلى مدار 550 كيلومتراً (341 ميلاً) في الفضاء بصاروخ "قائم 100"، مشيرة إلى أن المهمة الأساسية للقمر الاصطناعي هي اختبار وإثبات صحة أنظمة الأجهزة والبرامج المهمة المصممة للمناورة المدارية".
وشددت الوكالة على أن المحطات الأرضية تلقت إشارات من القمر الاصطناعي بعد ساعات من الإطلاق.
وتهدف إيران إلى توسيع برنامجها الفضائي من خلال إطلاق ما يصل إلى 8 أقمار اصطناعية أخرى بحلول شهر مارس.
ورغم أن إيران تخطط منذ فترة طويلة لإرسال أقمار اصطناعية إلى المدار، فإن هذا هو الإطلاق الأول في عهد الرئيس الإصلاحي مسعود بيزشكيان بعد وفاة سلفه إبراهيم رئيسي بحادث تحطم مروحية في مايو.
وفي يناير، ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن القمر الاصطناعي (ثريا) تم إطلاقه إلى مدار يبعد 750 كيلومتراً، وهو الأعلى بالنسبة للبلاد حتى الآن.
ويقول الجيش الأميركي إن التكنولوجيا الباليستية بعيدة المدى المستخدمة لوضع الأقمار الاصطناعية في المدار يمكن أن تسمح أيضاً لطهران بإطلاق أسلحة بعيدة المدى قد تتضمن رؤوساً حربية نووية.
وتنفي إيران أن تكون أنشطتها المتعلقة بالأقمار الاصطناعية غطاء لتطوير الصواريخ الباليستية، وتقول إنها لم تحاول قط تطوير أسلحة نووية.
وتمتلك طهران أحد أكبر برامج الصواريخ في الشرق الأوسط، وفشلت في عدة محاولات لإطلاق أقمار اصطناعية خلال السنوات القليلة الماضية بسبب مشكلات فنية، وفق "أسوشيتد برس".
مخاوف أميركية
وقالت الولايات المتحدة في وقت سابق، إن إطلاق إيران للأقمار الاصطناعية يشكل تحدياً لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ودعت طهران إلى عدم القيام بأي نشاط يتضمن صواريخ باليستية قادرة على حمل أسلحة نووية.
وقال تقييم "التهديد العالمي" الذي أجراه مجمع الاستخبارات الأميركي لعام 2023، إن تطوير مركبات إطلاق الأقمار الاصطناعية "يختصر الجدول الزمني" لإيران من أجل تطوير الصواريخ الباليستية العابر للقارات، لأنها تستخدم تكنولوجيا مماثلة.
ويمكن استخدام الصواريخ الباليستية العابرة للقارات لحمل الأسلحة النووية. وتنتج إيران الآن اليورانيوم بالقرب من مستويات صنع الأسلحة بعد انهيار اتفاقها النووي مع القوى العالمية، وفق بيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وحذر رئيس الوكالة الدولية جروسي مراراً من أن طهران تمتلك ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع أسلحة نووية "عدة" إذا اختارت إنتاجها.
وتنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية، وتقول إن برنامجها الفضائي مثل أنشطتها النووية، مخصص للأغراض المدنية البحتة. ومع ذلك، تقول وكالات المخابرات الأميركية، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن إيران كان لديها برنامج نووي عسكري منظم منذ عام 2003.