
تمكن باحثون أميركيون من مستشفى "هيوستن ميثوديست- Houston Methodist" من قطع خطوة مهمة نحو تطوير اختبار موحد للأجسام المضادة للكشف عن احتمالية الإصابة بفيروس "كورونا".
واختبر الباحثون طريقة بديلة لقياس مستويات الأجسام المضادة يُمكن أن تكون أسرع وأسهل وغير مُكلفة؛ وهو ما يتيح استخدامها على نطاق واسع ليس للكشف عن المرضى فحسب؛ بل أيضاً لمعرفة تعداد الأجسام المضادة في دماء المتعافين تمهيداً لاستخدام البلازما الخاصة بهم لعلاج مزيد من المرضى.
وسيكون للنتائج أيضاً تطبيقات تتجاوز تحديد من هم أفضل المتبرعين بالبلازما؛ فبعد تحديد المتبرع، من المرجح استخدام الاختبار في الممارسة العملية لتحديد المستويات المستهدفة من الأجسام المضادة لـ "كوفيد-19"، والتي سيحتاج إليها الأفراد حال حصولهم على لقاح أو أحد العلاجات المناعية السلبية.
ويقول الباحثون: إن الاستخدامات الإضافية التي ستأتي لاحقاً لذلك الاختبار من المحتمل أن يكون لها تأثير مجتمعي أكبر؛ إذ يُمكن أن يستخدم الاختبار لتقييم المناعة النسبية لدى أولئك المصابين سابقاً بالفيروس، وتحديد الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض الإصابة، ولديهم مستويات عالية من الأجسام المضادة المعادلة ضد فيروس كورونا المستجد.
اختبار الأمصال
واختبار الأجسام المضادة لـ"كوفيد-19" الحالي، والذي يسمى أيضاً اختبار الأمصال، هو اختبار دم يُجرى لمعرفة ما إذا كنت قد أصبت سابقاً بالفيروس؛ ولا يمكن لاختبار الأجسام المضادة تحديد ما إذا كنت مصاباً حالياً بالفيروس، حسبما ورد في الموقع الرسمي لمايو كلينيك.
والأجسام المضادة هي بروتينات ينتجها الجهاز المناعي كردة فعل تجاه العدوى. يقوم الجهاز المناعي والذي يتضمن شبكة معقدة من الخلايا والأعضاء والأنسجة، بالتعرف إلى المواد الدخيلة على الجسم، ويساعد على مكافحة العدوى والأمراض.
بعد الإصابة بفيروس كوفيد-19، يمكن أن يستغرق الجسم من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع لتكوين ما يكفي من الأجسام المضادة ليتمكن الاختبار من كشفها.
ويمكن الكشف عن الأجسام المضادة في الدم لبضعة أسابيع بعد التعافي من "كوفيد-19". رغم أن هذه الأجسام المضادة قد توفر بعض المناعة ضد المرض، إلا أنه لا توجد حالياً أدلة كافية لمعرفة مدة بقاء هذه الأجسام المضادة في الجسم، أو ما إذا كانت العدوى السابقة بالفيروس تقي من تكرار الإصابة به.
تعقيدات تقنية
وإيجاد بدائل للطريقة الحالية لقياس الأجسام المضادة؛ والمعروفة تحت اسم "اختبارات تحييد الفيروسات VN" التي تكشف عن ارتباط الأجسام المضادة في الدم بالمناعة، ضروري، إذ إن هذه الاختبارات غير متاحة على نطاق واسع بسبب تعقيداتها التقنية، ويتطلب الأمر بضعة أيام للإعداد والتشغيل وتفسير النتائج. كما أن ذلك الاختبار يجب إجراؤه في مختبر يتمتع بمستوى سلامة حيوية مرتفع.
يؤدي هذا إلى بقاء معظم مستويات الأجسام المضادة لفيروس البلازما الموجودة في أجسام المتبرعين غير معروفة قبل عمليات النقل، لذلك هناك حاجة إلى طريقة أسهل وأكثر توفراً لتحديد المتبرعين بالبلازما الأكثر ملاءمة.
لذلك لجأ الفريق العلمي في تلك الدراسة إلى نوع آخر من الاختبارات؛ يسمى باختبار "إليسا - ELISA" والتي يمكن تنفيذه بسهولة نسبية وبطرق عالية الإنتاجية توفر الجهد والمال والوقت؛ كما أنه لا يحتاج إلى معامل سلامة إحيائية من الدرجة العالية.
يستخدم ذلك الاختبار على نطاق واسع في العالم؛ إلا أنه ليس مخصصاً للكشف عن الأجسام المضادة؛ بل يستخدم لقياس الإنزيمات في الدم.
اختبار مُطَوّر
كما طور الفريق البحثي للدراسة اختباراً لقياس نوع من البروتينات يتواجد في الدم ويرتبط بالأجسام المضادة المناعية. ولذلك كلما زادت كمية تلك البروتينات- المعروفة باسم بروتينات السنبلة RBD، زادت نسبة الأجسام المضادة.
واختبر الباحثون نتائج ذلك الاختبار على أكثر من 2000 شخص؛ وأجروا مقارنة لنتائجه مع نتائج اختبار تحييد الفيروس التقليدي المستخدم حالياً؛ ليثبت الاختبار كفاءة ودقة تزيد على 80%.
ويأمل الباحثون تطوير الاختبار خلال الأسابيع القليلة القادمة على أن يكون متاحاً في غضون ثلاثة أشهر من الآن.