أكبر مهمة علمية في القطب الشمالي تعود إلى ألمانيا

time reading iconدقائق القراءة - 4
برلين - أ ف ب

عادت أكبر مهمة علمية تنفذ في القطب الشمالي إلى مدينة بريميرهافن الألمانية، بعد عام من الأبحاث التي نبهت إلى ذوبان الكتلة الجليدية جراء التغير المناخي.

وأمام الجماهير المحتشدة رست كاسحة الجليد "بولارشتيرن"، التابعة لمعهد "ألفريد فيغينر" الألماني، في ميناء بريميرهافن شمال غربي ألمانيا.

وتوسعت المهمة التي تقدر ميزانيتها بنحو 140 مليون يورو (165 مليون دولار) إلى دراسة الغلاف الجوي والمحيط والكتلة الجليدية والنظام البيئي، وجمع معطيات من شأنها تقييم تداعيات التغير المناخي على منطقة القطب الشمالي والعالم.

ذوبان بسرعة هائلة

وقال رئيس المهمة ماركوس ريكس لوكالة "فرانس برس"، في اتصال عبر الأقمار الصناعية الصيف الماضي، من على متن السفينة، إنه تسنى للعلماء أن يعاينوا بأنفسهم مدى انحسار الكتلة الجليدية في المنطقة التي يعتبرها الخبراء "بؤرة الاحترار العالمي".

وأضاف محذراً: "إذا استمر التغير المناخي على الوتيرة الحالية، فمن الممكن أن نرى المنطقة القطبية الشمالية خالية من الجليد خلال الصيف، بعد عقود قليلة"، لافتاً إلى أن "الكتلة الجليدية تذوب بسرعة هائلة".

وأكد ريكس أن ذلك "الاستنتاج مدعم ببيانات أقمار صناعية أميركية، كشفت أن الكتلة الجليدية انحسرت إلى ثاني أصغر مساحة تُسجل على الإطلاق، بعد تلك التي سجلت في عام 2012".

وذكرت راديانس كالمر، الباحثة في علوم الغلاف الجوي بجامعة كولورادو، والتي شاركت في هذه المهمة بين يونيو وسبتمبر الماضيين: "نحن في حاجة إلى بيانات من داخل الموقع لاستحداث نماذج مناخية".

وسجل الباحثون خلال المهمة التي شهدت ظلاماً دامساً طوال الأشهر الماضية درجات حرارة أعلى بكثير من تلك المسجلة قبل عقود قليلة.

وبغية إتمام الأبحاث بشكل أفضل، أقام الفريق مخيماً في الكتلة الجليدية مؤلفاً من 4 محطات علمية في دائرة يمتد نصف قطرها حتى 40 كم حول السفينة.

ومن المتوقع أن يستغرق التحليل الكامل لدراسة المعطيات عاماً أو عامين لرسم نموذج مستقبلي لتحديد كيف ستكون موجات الحر والأمطار الغزيرة والعواصف خلال 20 أو 50 أو 100 عام.

"معلومات قيّمة"

وعد الباحثون بالإفراج عن "معلومات قيّمة" لفهم المسارات المعقدة في القطب الشمالي، والتي تؤدي إلى تغير مناخي بوتيرة أسرع مقارنة ببقية العالم.

وعكف الباحثون على سبر أغوار الحياة تحت الجليد، جامعين عينات من الماء بهدف تحليل العوالق النباتية والبكتيريا، ودراسة تفاعل النظام البيئي البحري مع الظروف القصوى بشكل أفضل.

وشارك في هذه المهمة مئات الخبراء والعلماء من 20 دولة، أقاموا على متن السفينة  التي سارت مع التيار المحيطي الممتد من الشرق إلى الغرب في المحيط المتجمد الشمالي.

ومنذ انطلاق البعثة من مدينة ترومسو النروجية في 20 سبتمبر عام 2019، واجه العلماء أشهراً طويلة من الظلام ودرجات حرارة وصلت إلى 39.5 درجة تحت الصفر وتلقوا زيارات من 20 دباً قطبياً.