
طوّرت شركة كورية جنوبية بالتعاون مع معهد علمي تديره الدولة روبوتاً جديداً للمساعدة في الحفاظ على التباعد الاجتماعي في الأماكن العامة، مع نيتها تزويد ما لا يقل عن 30 مقهى بهذا النوع من الروبوتات خلال العام الجاري، ما أثار مخاوف من فقدان وظائف بشرية على حساب هذه التكنولوجيا.
ووُضع الروبوت "باريستا" في أحد مقاهي مدينة دايجون وسط البلاد، وهو يقدّم المشروبات بأسلوب مهذب وسريع، فيما يشق طريقه نحو الزبائن بسلاسة، قائلاً: "تفضّل الشاي الذي طلبته، من فضلك استمتع. إنه أفضل إذا حرّكته".
ويستلم كل زبون مشروبه على صينية مثبتة في الروبوت الأبيض الكبير اللامع، بعد نحو دقيقة فقط من طلبه.
استغناء عن البشر
وقال لي دونج باي مدير الأبحاث في شركة "فيجن سيميكون"، مزوّدة حلول المصانع الذكية التي طوّرت الروبوت، إن "نظامنا لا يحتاج إلى مداخلات من البشر، بدءاً من الطلب حتى التسليم، وجرى ترتيب الطاولات بشكل متناثر لضمان الحركة السلسة للروبوت، وهو ما يتناسب مع حملة التباعد الحالية" التي تنتهجها البلاد.
ويمكن للنظام الذي يستخدم ذراعاً آلية لصنع القهوة وروبوتاً لتقديم الطلبات أن يصنع 60 نوعاً مختلفاً من القهوة ويقدم المشروبات للعملاء في مقاعدهم، ويستطيع أيضاً التواصل ونقل البيانات إلى أجهزة أخرى، كما يحتوي على تقنية للقيادة الذاتية تخوّله أن يسلك أفضل الطرق داخل المقهى.
وكان الموظف البشري الوحيد في المقهى المكون من طبقتين هو صانع المعجنات الذي لديه أيضاً بعض واجبات التنظيف وإعادة تعبئة المكونات.
وقالت الطالبة لي تشاي مي (23 عاماً) إن "الروبوتات ممتعة.كان الأمر سهلاً لأنك لست مضطراً للذهاب واستلام طلبك... ولكنني أشعر ببعض القلق أيضاً بشأن سوق العمل لأن العديد من أصدقائي يعملون في وظائف بدوام جزئي في المقاهي، وهذه الروبوتات ستحل محل البشر".
وبعدما تمكنت كوريا الجنوبية من احتواء تفشي فيروس "كورونا" المستجد الذي أصاب ما يزيد على 11 ألف شخص وأودى بحياة 267، تنتقل ببطء من قواعد التباعد الاجتماعي المشددة إلى ما تسميه الحكومة إجراءات "التباعد في الحياة اليومية".