النشاط البشري يهدد كائناً يعيش منذ 200 مليون سنة

time reading iconدقائق القراءة - 4
حشرة اليعسوب تقف على حافة ملعب غولف في كاتماندو، عاصمة نيبال، 27 أكتوبر 2014 - REUTERS
حشرة اليعسوب تقف على حافة ملعب غولف في كاتماندو، عاصمة نيبال، 27 أكتوبر 2014 - REUTERS
دبي-الشرق

قبل 60 مليون عاماً، ضربت صخرة عملاقة كوكب الأرض وتسببت في حرائق غطت اليابسة وشكّلت غباراً حجب أشعة الشمل لعام على الأقل، وتسببت تلك الصخرة في انقراض الديناصورات إلى جانب 75% من المجموعات الحيوانية الأخرى، لكن هناك بعض الكائنات التي نجت بالفعل من تلك الكارثة، ولعل أبرزها "اليعسوب" الحشرة التي تتمتع بقدرات فائقة في الطيران.

ومنذ 50 مليون عاماً تقريباً، شهد كوكب الأرض أيضاً ظهور حيوان مفترس خارق جديد كان يغطي جسمه الريش ويجوب السماوات، وكان متفوقاً على جميع المخلوقات الطائرة، وقد أصحبت الطيور ألد أعداء الحشرات المجنحة والمخلوقات الطائرة الأخرى، لكن اليعسوب نجت أيضاً من ذلك.

في الوقت الحالي، تتسبب المجتمعات البشرية الصناعية بخلل هائل في النظم البيئية للأرض، من خلال تغيير درجات حرارة الكوكب صعوداً، وانحسار المساحات الخضراء والمسطحات المائية، وإزالة الغابات التي كانت في يوم ما تفوق التصور.

ورغم نجاة "اليعسوب" من آثار اصطدام كويكب بالأرض وعدد لا يحصى من التهديدات الأخرى، فإن نجاتها هذه المرة ليست مؤكدة، وفق أبحاث علمية جديدة.

الكائن الأكثر استمراراً

وقال صحيفة "ذا هيل" الأميركية، الاثنين، إن "اليعسوب" تعد من أقدم المجموعات الحيوانية الموجوة على كوكب الأرض، مشيرة إلى أن أفضل التقديرات تُشير إلى أن سلف اليعسوب الحديث ظهر منذ أكثر من 200 مليون سنة، وفقاً للعينات الحفرية المحفوظة بشكل ممتاز.

وأضافت أن بعض أسلاف "اليعسوب" التي عاشت في فترة ما قبل التاريخ كانت كبيرة للغاية، وأن الحفريات تُشير إلى أن السلالة القديمة بدت مشابهة إلى حد ما للحالية، ما يعني أن هذه الحشرة كانت موجودة بشكلها الحالي قبل ظهور ديناصورات "التريسيراتوبس" و"التيرانصور" الشهيرة على الأرض، وقبل انفصال قارة أميركا الشمالية عن أوراسيا.

تبعات الاحتباس الحراري

وقد أدى الاحتباس الحراري الذي تفاقم بالسنوات الأخيرة إلى هلاك 35% من الأراضي الرطبة في العالم، الأمر الذي يُهدد العديد من حشرات "اليعسوب"، والتي صمدت أمام جفاف ضرب جميع أنحاء العالم، لدرجة أن أمطار المناطق الاستوائية كانت أقل من تلك التي تسقط في الصحراء الكبرى في وقتنا الحالي.

وتقضي اليعسوب مراحل حياتها المبكرة في المياه، مثل الضفادع، قبل أن تمر بمرحلة تتخدذ فيها أشكالاً أخرى. ولكن في ظل الظروف البيئية السيئة في الوقت الحالي الحشرة تواجه صعوبات في إيجاد أماكن ملائمة للعيش، بسبب جفاف البحيرات والأنهار. وأشارت الصحيفة إلى أنه من غير المرجح أن تتعلم "اليعسوب" التطور على الأرض.