دبي-الشرق
أعلن باحثون في ولاية كاليفورنيا الأميركية، الأربعاء، أنهم نجحوا في الوصول إلى الموجات الدماغية لرجل مصاب بحالة شلل حاد تمنعه من الكلام، وتحويل أفكاره إلى جمل.
ونقل موقع "أكسيوس" عن جراح الأعصاب، إدوارد تشانغ، المؤلف الأول في الدراسة، قوله في بيان أصدره من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، إن هذا هو "أول عرض ناجح معروف لفك شفرة مباشر لكلمات كاملة من النشاط الدماغي لشخص مصاب بالشلل، ولا يستطيع الكلام".
وتشير الدراسة، التي نشرتها دورية "نيو إنغلاند جورنال أوف مديسين"، الأربعاء، إلى أن المقاربة التي تبناها الباحثون يمكن أن تساعد يوماً ما آلاف الأشخاص العاجزين عن الكلام، إذا تم تطوير هذه الطريقة بشكل أكبر.
وأشار "أكسيوس" إلى أنه بالنسبة لهذه الدراسة المعروفة باسم "BRAVO" (استعادة واجهة الدماغ والحاسوب للذراع والصوت)، عمل الباحثون تجربة على رجل في نهاية الثلاثينيات من العمر مصاباً بالشلل إثر تعرضه لسكتة دماغية منذ أكثر من 15 عاماً أدت إلى قصور في حركات الدماغ والعنق والأطراف.
وكان هذا الشخص يتواصل باستخدام مؤشر متصل بقبعة بيسبول لنكز الحروف الموجودة على الشاشة، وعن طريق التدخل الجراحي، تم زرع أقطاب كهربائية في الجزء المتحكم في الكلام من الدماغ.
وعمل تشانغ مع الباحثين لابتكار 50 كلمة مثل "ماء"، و"أسرة"، و"جيد"، تعرف عليها فريق تشانغ من نشاط الدماغ باستخدام خوارزميات حاسوبية متقدمة.
وترجم الباحثون الإشارات التي تهدف إلى التحكم في عضلات النظام الصوتي لنطق الكلمات، بدلاً من إشارات تحريك الذراع أو اليد لتمكين الكتابة.
وقال تشانغ في بيان، إن "هذه المقاربة، المعروفة باسم الأعضاء الاصطناعية العصبية، استفادت من السمات الطبيعية والسلسة للكلام، ما يبشر باتصال أكثر سرعة وعضوية".
تأتي الدراسة في أعقاب إعلان فريق دولي من الباحثين، في مايو الفائت، أنهم ساعدوا شخصاً يعاني من الشلل على ترجمة خطهم المتخيل إلى نص من خلال واجهة الدماغ والحاسوب التي كانت أسرع من أنواع أخرى من الاتصالات المساعدة.
وقال لي هوشبيرغ، طبيب الأعصاب في المستشفى العام في ماساتشوستس، وجامعة براون، وإدارة شؤون المحاربين القدامى، الذي لم يشارك في الدراسة التي أجريت على تشانغ، لكنه شارك في كتابة مقال افتتاحي عنها، إن "هذا البحث في الأعضاء الاصطناعية العصبية الخاصة بالكلام يمثل جزءاً من موجة من التقدم الابتكاري في هذا المجال"، وفقاً لما نقله "أكسيوس" عن صحيفة "نيويورك تايمز".
وأضاف هوشبيرغ، الذي يدير مشروع "براين غايت"، الذي يعمل على مشروعات لمساعدة الأشخاص المصابين بأمراض عصبية: "لم يعد أمامنا سوى بضع سنوات قبل أن يتوافر نظام مفيد إكلينيكياً يسمح باستعادة الاتصال".
