القاهرة-محمد منصور
كشفت دراسة جديدة نشرت نتائجها دورية "وقائع الأكاديمية الأميركية للعلوم" (PNAS)، وشارك فيها أكثر من 100 عالم من جميع أنحاء العالم، أن هناك حوالي 73 ألف نوع من الأشجار على الأرض، بما في ذلك حوالي 9200 نوع لم يتم اكتشافها بعد.
ويُعد التقدير العالمي الجديد أعلى بحوالي 14% من العدد الحالي لأنواع الأشجار المعروفة.
وأظهرت الدراسة أن معظم الأنواع غير المكتشفة من المحتمل أن تكون نادرة، مع وجود أعداد منخفضة جداً منها، في توزيعات مكانية محدودة. وهذا يجعل الأنواع غير المكتشفة عرضة بشكل خاص للاندثار والانقراض، بسبب الأنشطة البشرية مثل إزالة الغابات وتغير المناخ.
ويقول الباحثون الذين أجروا الدراسة، إن النتائج الجديدة ستساعد في إعطاء الأولوية لجهود الحفاظ على الغابات.
وأوضحت قواعد البيانات المجمعة ما مجموعه 64 ألفاً و100 نوع من الأشجار الموثقة في جميع أنحاء العالم، وهو إجمالي مشابه لدراسة سابقة وجدت حوالي 60 ألف نوع من الأشجار على كوكب الأرض.
"لغز"
ويُعد حساب عدد أنواع الأشجار في جميع أنحاء العالم أمراً يُشبه اللغز، خصوصاً مع انتشارها في جميع أنحاء العالم.
واستخدم الباحثون طرقاً إحصائية جديدة لتقدير العدد الإجمالي لأنواع الأشجار الفريدة على نطاق المناطق الأحيائية والقارية والعالمية، بما في ذلك الأنواع التي لم يكتشفها العلماء بعد.
ويقول التقدير المتحفظ، إن العدد الإجمالي لأنواع الأشجار على الأرض هو 73 ألف و274 نوع، ما يعني أنه من المحتمل أن يكون هناك حوالي 9 آلاف و200 نوع من الأشجار لم يتم اكتشافها بعد، وفقاً للباحثين، الذين يقولون إن دراستهم الجديدة تستخدم مجموعة بيانات أكثر شمولاً وأساليب إحصائية أكثر تقدماً.
وتُشير الدراسة إلى أنه ما يقرب من 40% من أنواع الأشجار غير المكتشفة؛ من المحتمل أن تكون في قارة أميركا الجنوبية، والتي ورد ذكرها مراراً وتكراراً في الدراسة، باعتبارها ذات أهمية خاصة لتنوع الأشجار العالمي.
الأشجار النادرة
وتحتوي القارة اللاتينية على أكبر عدد تقديري لأنواع الأشجار النادرة (حوالي 8200)، وأعلى نسبة تقديرية (49%) من أنواع الأشجار المتوطنة، أي الأنواع الموجودة في تلك القارة فقط.
ومن المحتمل أن تشمل المناطق، التي تحتوي أنواع الأشجار غير المكتشفة في أميركا الجنوبية، الغابات الاستوائية وشبه الاستوائية الرطبة في حوض الأمازون، وكذلك غابات الأنديز على ارتفاعات تتراوح بين 1000 متر (حوالي 3300 قدم)، و3500 متر (حوالي 11480 قدم).
وبالإضافة إلى 27 ألف نوع من الأشجار المعروفة في أميركا الجنوبية، قد يكون هناك ما يصل إلى 4 آلاف نوع آخر لم يتم اكتشافها بعد هناك، إذ يمكن أن يكون معظمها مستوطناً ويقع في مناطق التنوع الساخنة في حوض الأمازون وواجهة الأنديز والأمازون.
ويقول الباحثون إن هذه الدراسة تجعل الحفاظ على الغابات أولوية قصوى في أميركا الجنوبية، لا سيما بالنظر إلى أزمة الغابات الاستوائية الحالية من الآثار البشرية، مثل إزالة الغابات والحرائق وتغير المناخ.
وفي جميع أنحاء العالم، يوجد ما يقارب نصف إلى ثلثي جميع أنواع الأشجار المعروفة بالفعل في الغابات الرطبة المدارية وشبه الاستوائية، والتي تعد غنية بالأنواع التي تمت دراستها بشكل سيء من قبل العلماء.
ومن المحتمل أيضاً أن تحتوي الغابات الجافة المدارية وشبه الاستوائية على أعداد كبيرة من أنواع الأشجار غير المكتشفة، ويرى الباحثون أن المعرفة الواسعة بثراء الأشجار وتنوعها هي مفتاح الحفاظ على استقرار وعمل النظم البيئية.
