أعلن علماء فلك، اكتشاف كوكب بحجم زحل يبعد 4.4 سنة ضوئية عن الأرض، مشيرين إلى توقعاتهم بأن يكون الكوكب مناسباً للحياة في نظام نجمي مجاور.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن العلماء رصدوا الكوكب الخارجي المسمى "سي 1" في نظام النجوم الثلاثية، وهو نجم متعدد يتألف من ثلاثة نجوم تدور حول مركز الثقل.
وأفادت الصحيفة البريطانية بأن هذا الاكتشاف أصبح ممكناً من خلال نظام تم تطويره لتصوير الكواكب الخارجية بالأشعة تحت الحمراء، وذلك باستخدام تلسكوب كبير الحجم للغاية في شيلي.
آلية الاكتشاف
وتمكن علماء الفلك من تقليل الإشارات غير المرغوب فيها التي تأتي من التلسكوب والكاميرا المزود بها، مع حجب أصوات ضوضاء معينة باستخدام سماعات خاصة، ما يسمح لهم باكتشاف الإشارات الخافتة القادمة من الكوكب المحتمل.
وتم تطوير القدرات الجديدة من قبل فريق من علماء الفلك الدوليين، بالتعاون مع مبادرة "بريكثرو ووتش/ نير"، وهو برنامج فلكي عالمي يبحث عن كواكب شبيهة بالأرض حول النجوم القريبة.
التحقق من الإشارات
ونقلت الصحيفة البريطانية، عن كيفن فاغنر، المشارك في برنامج زمالة هابل التابع لوكالة ناسا الأميركية في مرصد ستيوارد التابع لجامعة أريزونا، أنه على الرغم من ذلك لا يزال هناك الكثير من العمل، حيث لا بد من التحقق بوضوح من تلك الإشارات الصادرة عن الكوكب المحتمل لمعرفة ما إذا كانت صادرة عن الكوكب نفسه أم تفاعلات فضائية أخرى.
أشارت "ديلي ميل" إلى أن هذا الاكتشاف جاء ثمرة تطوير قدرات رصد تم العمل عليها لنحو 20 عاماً وبعد 100 ساعة من الملاحظة.
وتعتمد التقنية التي يستند إليها فاغنر وفريقه إلى تقليل الضوضاء التي تصدرها الكواكب الواضحة بحثاً عن كواكب أخرى قد تكون مختبئة في المنطقة.
اكتشاف سابق
واكتشفت القدرات الحالية بشكل غير مباشر، كوكباً يبلغ حجمه ضعف حجم الأرض تقريباً في النظام الذي يدور حول النجم "بروكسيما سنتوري"، وهو نجم قزم أحمر يبعد عن الأرض حوالي 4.2 سنة ضوئية وهو بذلك ثاني أقرب نجم من الأرض بعد الشمس، وقد تم ذلك باستخدام تباين السرعة الشعاعية للنجم أو التذبذب الصغير الذي يظهره النجم تحت سحب الكوكب غير المرئي.
ومع ذلك، أوضح فاغنر أن مثل هذه الأساليب غير المباشرة ليست قوية بما يكفي للعثور على كواكب صخرية في مناطق قابلة للحياة على نطاق واسع.
ويرى العلماء أن قابلية الكوكب للحياة هي قياس لمدى قدرته على إقامة حياة والحفاظ على استمراريتها، وبسبب أن وجود حياة خارج الأرض غير مؤكد حالياً، فإن قابلية سكن الكواكب تنحصر في استقراء خارجي لظروف الحياة على الأرض وخصائص الشمس والنظام الشمسي.
ويعد وجود مصدر طاقة أهم شرط لإقامة حياة على الإطلاق. بالإضافة إلى ذلك، يشير مفهوم قابلية سكن الكواكب إلى أن هناك الكثير من العناصر متعلقة بفيزياء الأرض، وكيمياء الأرض، والفيزياء الفلكية التي لا بد أن تتوافر قبل اعتبار جرم سماوي قابل لإقامة حياة عليه.
ولتحديد قابلية سكن أحد الأجرام السماوية، تقصر الدراسات تركيزها على تكوين كتلة الجرم، وخصائص دورانه المداري، وغلافه الجوي، وأيضاً التفاعلات الكميائية المحتملة.
أول كوكب
وكانت وكالة ناسا الأميركية قد أعلنت، مطلع العام الماضي، العثور على أول كوكب بحجم الأرض تقريباً يمكن أن يكون صالحاً للحياة، حيث رصدت ظروفاً على سطحه قالت إنها "مناسبة تماماً للسماح بوجود ماء سائل على السطح".
وأطلقت الوكالة على اكتشافها اسم "TOI 700 d" وهو واحد من عدد قليل من الكواكب بحجم الأرض التي تم اكتشافها في المنطقة الصالحة للحياة حتى الآن، بينما يستمر البحث لاستخلاص المزيد من المعلومات.