برنامج "إنقاذ جيني" يُنعش آمال طائر أسترالي مُهدَّد بالانقراض

time reading iconدقائق القراءة - 4
الطائر الأسترالي المهدد بالانقراض "آكل العسل ذو القبعة" - Nick Bradsworth
الطائر الأسترالي المهدد بالانقراض "آكل العسل ذو القبعة" - Nick Bradsworth
القاهرة-محمد منصور

قال فريق علماء في جامعة موناش الأسترالية، إنه عمل على دراسة أخيراً، من شأنها أن تحقق إنجازاً نحو إنقاذ طائر يُعرف باسم "آكل العسل ذو القبعة" من الانقراض.

فعلى مدى 200 عام الماضية، وبالتزامن مع وصول السكان غير الأصليين إلى أستراليا، انخفضت أعداد طيور القارة النائية نتيجة الصيد الجائر والتعدي على الموائل الطبيعية، ومن ضمنها "آكل العسل ذو القبعة".

وأوضح العلماء، أنهم قاموا بفك تشفير جينوم (الشريط الوراثي) للطائر، ونجحوا في استخدام أداة جديدة تفتح الطريق لإجراء تعديلات جينية تعمل على "تزاوج جيني" بين "آكل العسل ذو القبعة" مع نوع فرعي آخر ينتمي للمجموعة نفسها التي ينتمي إليها ذلك الطائر المُهدد بالانقراض.

جهود قياسية

بحلول ثمانينيات القرن الماضي، لم يتبقَّ سوى نحو 50 طائراً تعيش جميعها في مكان واحد في محمية "يلنجبو" الطبيعية بولاية فيكتوريا الأسترالية.

وأدَّت جهود الحفظ القياسية، والتي تشمل استعادة الموائل وبرامج التربية في الأسر إلى زيادة عدد ذلك النوع من الطيور إلى ما يقرب من 250 طائراً، ومع ذلك من غير المحتمل أن تمثل تلك الجهود تأميناً طويل الأجل لذلك الطائر.

طفرات ضارة

وتكمن المشكلة الكبرى في أن المجموعة الصغيرة المتبقية تتكون أساساً من طيور وثيقة الصلة -جينياً- من بعضها البعض؛ مع مستويات منخفضة من التباين الوراثي، وبذلك، يُصبح زواج الأقارب شائعاً، وتنتج عنه ذرية تميل إلى الموت في سن مبكرة ولا تتكاثر بشكل جيد.

كما أن هذه الذرية تتراكم فيها الطفرات الضارة، وبالتالي حتى إن أمكن تحسين الظروف البيئية، فإن هذه المشكلات الوراثية ستظل جاثمة على تلك المجموعة المعرضة للانقراض من خلال التكاثر غير الفعال وقصر فترة البقاء على قيد الحياة، خاصة إذ تأثرت المجموعة بتفشي الأمراض أو بأيّ تحديات أخرى.

و"آكل العسل ذو القبعة"، واحد من أربعة أنواع فرعية لـ"آكلات العسل" ذو اللون الأصفر. ولزيادة "الصحة الجينية" لـ"آكل العسل ذو القبعة"، يعمل فريق من العلماء والوكالات البيئية لإنشاء برنامج "إنقاذ جيني" لذلك الطائر عن طريق إدخال جينات من نوع فرعي.

وتقول المؤلفة الأولى للدراسة "ديانا روبالدز" في تصريحات لـ"الشرق"، إن الأمر يُشبه "تطعيم الجينات" بجين خارجي "كي يحدث تنوع جيني بين أفراد المجموعة الواحدة، ما يعني أن التزاوج بينهم لن ينجم عنه سلالة ضعيفة أو مريضة".

تعديل جيني

ويتجنب العاملون في مجال حفظ الأنواع تهجين الأنواع الفرعية مع بعضها البعض خوفاً من فقدان التمير والتكيف المحلي، "لكن هذا ليس تهجيناً بالمعنى المفهوم.. فهنا لا يحدث تزاوج لكننا نُعدل مناطق معينة من الجينات لا تؤثر إطلاقاً على تميز النوع" كما تقول روبالدز لـ"الشرق".

في البداية، قام العلماء بعمل تسلسل جينومي كامل عالي الدقة لذلك الطائر، ويعني الكشف عن التسلسل الجينومي معرفة "ترتيب الحروف الجينية" التي تغطى كروموسومات الطائر بأكمله.  

ويضم التسلسل الجينومي أكثر من 50 ألف موضع مُحدد، تسمح تلك الخريطة الجينية الكاملة التي تحتوي على هذه العلامات العديدة المحددة بدقة للعلماء باتباع أيّ جزء من كل كروموسوم في كل طائر.

ويُمكن استخدام تلك الخريطة لتوجيه عملية خلط للحمض النووي من خارج "الخزان الجيني" الحالي لـ"آكل العسل ذو القبعة".

يمكن أن تعمل هذه الأدّاة وسيلة لإبلاغ قرارات التربية التي يتم اتّخاذها أثناء جهود الإنقاذ الجيني والسماح بذلك بدقة كبيرة.

وسيتم استخدام تسلسل الجينوم والخريطة الجينية لتحقيق التوازن الصحيح بين إنقاذ الطائر من الانقراض من خلال زواج الأقارب، مع الاحتفاظ بالميزات الفريدة والخصائص المهمة والصفات الشكلية للطائر.

وقالت "روبالدز" إن ذلك الأسلوب يُمكن أن يُستخدم مع طيور أخرى مُهددة بالانقراض، مشيرة في تصريحاتها لـ"الشرق" إلى أن الآمال يُمكن أن تنتعش بالنسبة لمجموعات الطيور الصغيرة المُهددة بالانقراض بفضل برامج الإنقاذ الجينية الحديثة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات