ظهرت الديناصورات لأول مرة على كوكب الأرض، قبل نحو 235 مليون سنة، إذ يقول العلماء إن تلك الديناصورات تطورت بشكل مباشر من الزواحف. ونمت بقوة خلال السنوات اللاحقة مدفوعة بارتفاع درجة حرارة الأرض خلال العصر الترياسي، وتوافر الغذاء، لكن ماذا كانت تتناول الديناصورات في بداية ظهورها على كوكب الأرض؟
للإجابة على ذلك السؤال؛ قام علماء من جامعة "بريستول" البريطانية بالنظر إلى أشكال أسنان الديناصورات الأولى في محاولة لعمل محاكاة لوظيفة تلك الأسنان باستخدام النمذجة الحاسوبية.
وتُظهر النتائج التي توصل إليها الباحثون، والتي نُشرت في دورية "ساينس أدفانسس" Science Advances أن العديد من مجموعات الديناصورات الآكلة للنبات كانت تأكل النباتات أيضاً في بداية ظهورها؛ أما أسلاف العاشبات ذات العنق الطويل، مثل ديبلودوكس، كانت تأكل اللحوم أيضاً.
ويقول الباحثون إن القدرة على تنويع وجباتهم الغذائية إبان ظهورها تُفسر نجاحهم التطوري والبيئي وانتشارهم وهيمنتها على كوكب الأرض.
وكانت حياة الديناصورات الأولى غامضة، ففي بداية ظهورها كانت الديناصورات أصغر بكثير من أقاربها اللاحقين، وبالنسبة لمعظم العصر الترياسي الذي شهد ظهور الديناصورات، كان شكل معظمها يُشبه الزواحف التي تشبه بدورها التماسيح الحديثة.
التنوع الغذائي
ومن غير المعروف مدى تنوعها من حيث النظام الغذائي والبيئة، لكن العلماء يعرفون أن شيئاً ما حدث في العصر الترياسي، سمح للديناصورات بتخطي الانقراض الجماعي الترياسي والجوراسي والتكيف في أعقابه، لتصبح المجموعة المهيمنة لبقية العصر الترياسي (من 250 مليون سنة وحتى 180 مليون سنة) حتى انقراضها قبل 66 مليون سنة.
وقال المؤلف الرئيسي الدكتور أنطونيو باليل من جامعة "بريستول" بعد وقت قصير من نشأتها، "بدأت الديناصورات تظهر تنوعاً مثيراً للاهتمام في أشكال الجمجمة والأسنان لعقود من الزمان، أذهل تنوع الديناصورات علماء الحفريات".
وقالت النظريات إن ذلك التنوع كان نتيجة مباشرة لاختلاف الأنظمة الغذائية. لذا قام الفريق العلمي الذي يرأسه "باليل" بعمل مقارنات بين الديناصورات وأنواع من السحالي الحديثة وحاولوا استنتاج ما يأكلونه بناءً على أوجه التشابه في أسنانهم.
وأضاف: "من خلال تطبيق مجموعة من الأساليب الحسابية لتحديد شكل ووظيفة أسنان الديناصورات المبكرة ومقارنتها بالزواحف الحية التي لديها أنظمة غذائية مختلفة واستخدام النمذجة الرياضية لأشكال أسنانهم ومحاكاة استجاباتهم الميكانيكية لقوى العض باستخدام برامج هندسية نجحنا في تحديد الأنظمة الغذائية المبكرة".
فبهذه المجموعة من الأساليب، تمكن الباحثون من تحديد مدى تشابه الديناصورات المبكرة مع الحيوانات الحديثة، وتقديم دليل قوي على النظم الغذائية للديناصورات.
ديناصورات آكلة اللحوم
وأفادت الدراسة بأن بعض الديناصورات الأكلة للنباتات كانت تأكل في ماضيها الأول اللحوم. إذ تكشف الدراسة أن المجموعة التي تضم العديد من الأنواع الآكلة للنبات مثل الديناصورات ذات القرون والأنكيلوصورات المدرعة والديناصورات ذات المنقار البط بدأت كحيوانات آكلة للحوم.
وهناك اكتشاف آخر مثير للاهتمام وهو أن أقدم أنواع الصوروبودومورف، وهي أسلاف الخضروات طويلة العنق مثل ديبلودوكس، كانوا من الحيوانات آكلة اللحوم. وهذا يدل على أن الحيوانات العاشبة لم تكن أسلافًا لتلك السلالة، مما يتعارض مع الفرضيات التقليدية التي تقول إن سلف الحيوان العاشب يجب أن يكون عاشباً، كما تكشف أن النظم الغذائية للديناصورات المبكرة كانت متنوعة تماماً.
وأشار الباحثون إن أحد الأشياء التي جعلت الديناصورات الأولى مميزة هو أنها "طورت أنظمة غذائية مختلفة في جميع أنحاء العصر الترياسي، ونعتقد أن هذا قد يكون مفتاحاً لنجاحها التطوري والبيئي".
اقرأ أيضاً: