أفادت دراسة حديثة نُشرت نتائجها في دورية "ساينس"، بأن غابات الأمازون المطيرة تدهورت بدرجة أكبر بكثير مما كان يعتقده العلماء في السابق، إذ تأثر أكثر من ثلث الغابات المتبقية بالأنشطة البشرية، مثل إزالة الأشجار، والزراعة، وتطوير البنية التحتية.
وذكرت الدراسة أن النشاط البشري أثر بشكل أكبر مما هو متوقع على غابات الأمازون المطيرة، مشيرة إلى أن معدلات العمليات البشرية التي تؤثر على النظم البيئية في الغابات، أسرع بمئات إلى آلاف المرات من الظواهر المناخية والجيولوجية الطبيعية الأخرى.
وأشارت الدراسة إلى أن هذه التغيرات البشرية وصلت إلى حجم يقدر بملايين الكيلومترات المربعة خلال ما بين عقود إلى قرون فقط، مقارنة بالملايين إلى عشرات الملايين من السنين للعمليات التطورية والمناخية والجيولوجية.
وأفادت دراسة أخرى نُشرت في الدورية ذاتها، بأن حوالي 2.5 مليون كيلومتر من الغابات (حوالي 38% من جميع الغابات المتبقية في المنطقة) تتحلل حالياً بسبب الأنشطة البشرية.
وحددت الدراسة أبرز أسباب تدهور الغابات، وعلى رأسها تطهير الأراضي لزراعتها، وحرائق الغابات، وتآكل التربة، والتغيرات في استخدام المياه مثل بناء السدود وتفتيت الأنهار وزيادة الترسبات الناتجة عن إزالة الغابات، والجفاف الناجم عن تغير المناخ، والصيد الجائر، وإدخال أنواع حيوانية أو نباتية غريبة، والتلوث الناجم عن تعدين المعادن والهيدروكربونات، وهو ما يمثل أكبر تهديد للغابات ولمجتمعات السكان الأصليين التي تعتمد على الغابات لكسب عيشها.
وتم بالفعل إزالة 17% من الغابات الأصلية، واستبدال 14% منها بالأراضي الزراعية.
وقالت الدراسة إن إزالة الغابات على نطاق واسع، قد تؤدي إلى دفع نظام الأرض بأكمله إلى نظام مناخي عالمي مختلف نوعياً.
وتوقعت الدراسة أن تصبح غابات الأمازون مصدراً صافياً للكربون في الغلاف الجوي في ظل ارتفاع درجة حرارتها، ما يزيد من الاحترار العالمي.
وتلعب غابات الأمازون المطيرة دوراً مهماً في تنظيم نظام مناخ الأرض، فهي مصدر رئيسي لرطوبة الغلاف الجوي، ما يساعد على تنظيم دورة المياه العالمية والأمطار، كما تمتص وتخزن كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، الأمر الذي يساعد في التخفيف من آثار تغير المناخ عن طريق تقليل كمية غازات الدفيئة في الغلاف الجوي.
كما تعد الغابات موطناً لمجموعة متنوعة من الأنواع النباتية والحيوانية، وتلعب دوراً مهماً في الحفاظ على التنوع البيولوجي، فهي موطن لأكثر من 10% من جميع أنواع النباتات والفقاريات المعروف.
اقرأ أيضاً: